05 أكتوبر 2025

تسجيل

إعطاء فرصة للشباب للابتكار والإبداع

21 مارس 2021

شاهد الحفيد جدته تبكي وتدعو، فجاءها وقال لها: لا تبكي جدتي فكلنا بخير، وإن كنا فقدنا شيئاً ما فالحمد لله عندنا كل شيء فوالداي موجودان، ولدينا البيت والطعام والشراب وكل ما نشتهيه ونطلبه، ثم انبرى الحفيد الآخر قائلا: جدتي أغمضي عينيك لفترة ثم افتحيهما فتشعرين أن ما حدث كان حلماً فقط وليس حقيقة وأنسي أمره، انبهرت الجدة بما قاله حفيداها، وتذكرت أن الأطفال لديهم عقول وأفكار لابد من معرفتها والاستماع لهم. نعم هذه هي الحقيقة التي للأسف تغيب عن الكثير من الآباء والأمهات والمسؤولين والقائمين على العمل، حيث يستهين الوالدان بما يقوله الطفل، لدرجة أنهما قد يطلقان عليه لقب (جاهل)، وهو على عكس ذلك، فالطفل يفكر ويستطيع أن يعبر عن أفكاره ويطرح آراءه إذا ما أتيحت له الفرصة والوقت المناسب والاستعداد للاستماع والحوار معه، فيجب ألا نستخف بما يقوله أطفالنا ولا نحاول أن نفكر بذلك، بل نبعدهم عنا ونلهيهم بالألعاب الإلكترونية والتلفاز، ولا نترك لهم الفرصة للجلوس معنا والتعبير عما يريدون التحدث عنه وطرح ما لديهم. وهذا ما يفعله الكثير من المسؤولين الذين يستخفون بأفكار الشباب الموجودين في العمل، ولا يتيح المجال لعرض أفكارهم ومقترحاتهم لتطوير العمل والابتكار والإبداع في كيفية إنجاز الأعمال المطلوبة ويتركهم للروتين والعمل المكتبي اليومي الذي قد لا يأخذ شيئاً من الوقت المخصص للعمل، مما يحبط كل طموحاتهم وتطلعاتهم، ومن ثم يتهمهم بالتسيب واللامبالاة والتسرب من العمل والتسكع في الشوارع والمجمعات، وبعد ذلك يطلب مستشارين وخبراء ومطوري أعمال أجانب من الخارج يكلفون الدولة الكثير، إضافة إلى أنهم لا يعرفون طبيعة العمل ولا المجتمع ولا يستفاد من اقتراحاتهم التي تبقى حبراً على ورق!. إن شبابنا والحمد لله الذي تلقى تعليمه في أفضل الجامعات سواء بالدولة أو في الخارج يملك المعرفة واللغة والقدرة على تغذية بيئة العمل بالأفكار التي تعمل على تطويرها وسرعة الإنجاز والعطاء، وكيفية التعامل مع كل مستجدات العمل ومتطلباته، والدولة هي التي ترسل هؤلاء الشباب للدراسة تدرك أنهم سيرجعون للعمل والمشاركة في التنمية والنهضة ولن يخدم الوطن بإخلاص ومحبة إلا أبناؤه المخلصون الذين أخذوا على عاتقهم العمل من أجل تنميته ونهضته، فقطر من الزمن البعيد لم تقم إلا على أكتاف أبنائها وسواعدهم السمراء فهم من كانوا يبنون البيوت ويزخرفونها ويعرفون كيفية دخول الهواء لها والتهوية الجيدة، وهم من ساهموا مع خبراء التنقيب عن البترول في استخراجه وسهروا الليالي وعملوا تحت أشعة الشمس، ومن قبلها غاصوا في أعماق البحر وتعرضوا للخطر من أجل لقمة العيش. وما زال شبابنا حتى الآن يشاركون بحب في بناء مشاريع الوطن، وشبابنا فيهم البركة ويمكن الاستفادة من قدراتهم بإتاحة الفرصة لهم لاستخراج أفكارهم وإبداعاتهم من خلال الاستماع لهم والحوار معهم، ويمكن للمسؤولين أخذ الخبرة من الذين قبلهم ممن عاصروا العمل وقاموا به ومن ثم العودة للشباب والاستعانة بأفكارهم ومقترحاتهم وتشجيعهم على العمل والابتكار فيه، ولن نخسر شيئاً بل ستكون لدينا كوادر قادرة على العطاء والإنجاز، وهناك فعلاً الكثير من تلك الكوادر الشابة المبدعة الطموحة التي لديها العديد من المبادرات والإنجازات. [email protected]