13 سبتمبر 2025

تسجيل

الانسحاب من أفغانستان

21 مارس 2012

مطلب أعتقد أنه جاء في محله لما شاهده من قتل لا مبرِّر له يحدث لشعبه الذي وكِّل على رعايته والاهتمام به، إنه مطلب الرئيس الأفغاني كرزاي بانسحاب القوات الدولية من قرى أفغانستان بسبب القتل الذي يحدث في تلك القرى دون وجه حق لشعب أعزل ليس بيده حتى لقمة العيش التي يجب أن يقتات بها كغيره من بني البشر وكل ما يمكن أن يبرِّر به مَن يقدم على قتله أن من بينه مَن يطلق عليه من القاعدة أو طالبان وهذا ما يعطي الشرعية لمَن يقدم على قتله دون مراعاة لكل الأعراف الدولية فهل تستجيب القوات الدولية لمطلب الرئيس الأفغاني وتنسحب من تلك المناطق دون إضافة دماء بريئة على تلك الأرض التي لم تر الهدوء منذ زمن بعيد حتى بعد أن دخلتها القوات الدولية التي جاءت كما كان في قرار دخولها وهجومها الكاسح وبكل أنواع الأسلحة من أجل أن تبث في تلك الدولة وبين شعبها الديمقراطية التي يحلم بها كل فرد ولكن هذا الشعب لم ير إلا البؤس وزيادة في الفقر والتشرد مع أن ما صرف على هذه الخطوة الدولية يعمِّر دولاً ويعيش شعبها حياة كريمة ولكن الشعب الأفغاني لم يرَ إلا الدمار والخوف مع كل طلعة لطائرة من طائرات القوات الدولية التي تقصف دون أن يكون بها روح بشرية تعي ما تفعل، بل كل ما تفعله هذه الطائرات التي لا يقودها بشر ولكنها مبرمجة للوصول للهدف وتقذف دون أن تدرك ما تفعل كل ما عليها هو أن ترمي بما تحمله على مَن يكون موجوداً تحتها غير آبهة بطفل أو عجوز أو حامل سلاح أو أعزل هدفها هو أن تقتل دون أي دنب لمَن يقع تحت جناحيها ومن ثم تعي من سيرتها ما فعلته وأنها لم تقصد ما تم من هلاك ودمار في المنطقة وكل ما يمكن أن تفعله هو أن تعتذر وتواصل مسيرتها مرة أخرى وكأن ما تم فعله بالأمس مضى ولا علاقة له به فهل هذا هو الحق الذي جاءت من أجله لكي تعطيه لشعب يطلب العيش كبقية الشعوب على هذه البسيطة وهل هذا الوجود والعنف سيستمر لو كان في مكان آخر على وجه هذه الأرض لا أعتقد ذلك بل سيكون هناك موقف آخر ومن قوى أخرى ستواجه هذا التصرف بنوع آخر يمنع هذه المجازر أن تتكرر فيا مَن تدَّعون بأنكم قدِمتم لكي تعطوا هذا الشعب الحرية والديمقراطية توقفوا عند هذا الحد وراجعوا مواقفكم حتى لا تزداد الحالة سوءاً في تلك الدولة وتنقلب عليكم الشعوب في دول أخرى تناصر تلك الفئة واستجيبوا لطلب الرئيس الأفغاني بمغادرة تلك المناطق وألا تتجاوزا حدود ما جئتم من أجله بعد أن تبينت لكم الأمور في تلك الدولة التي نطلب جميعاً أن تعود لها الحرية والحياة الكريمة، وليعد الرئيس الأمريكي الى ما قاله عند بدايته للتواصل مع العالم العربي والإسلامي بقوله السلام عليكم من تحت قبة جامعة القاهرة وهذا ما نبتغيه وهو السلام الذي تنادي به كل الرسالات السماوية والقوانين الوضعية.