12 سبتمبر 2025

تسجيل

هناك دولة وهنا فلسطين

21 فبراير 2024

إسرائيل ترفض إطلاق مسمى (دولة فلسطين) بأي شكل كان سواء على ما تبقى من الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية أو بالعودة لحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كما ينص القانون الدولي الصادر من مجلس الأمن بموافقة الدول دائمة العضوية الخمس ومن بينها عرّابة إسرائيل وهي الولايات المتحدة الأمريكية والذي لم ولن تلتزم به تل أبيب ولا تعترف بمشروعيته التي تجهض حق دولة إسرائيل الكبرى التي سوف تمتد إن بقيت في تغلغلها بالصورة الخبيثة التي تمارسها من النهر حتى البحر كما تتواتر هذه الفكرة من جيل لآخر في المجتمع الإسرائيلي ومن الآباء لأبنائهم ولذا لا يمكن اليوم التحدث عن دولة فلسطين ما دامت إسرائيل على نفس نهجها الدموي وبقدرتها العسكرية التي تغذيها آلة القتل الأمريكية ويد الفيتو التي تعلو في كل مرة لوقف أي قرار من صالحه حتى إيقاف شلالات الدماء المستنزفة في قطاع غزة بالصورة الوحشية التي نراها اليوم والتي على ما يبدو تقوم الحكومة الأمريكية بالاعتذار عنها بصفة يومية مدعية أنها تتأثر بألم لكنها في نفس الوقت لا تُجرّم ابنتها المدللة التي تتعامل مع أطفال غزة وكأنهم دُمى تعبث بها بشراسة وعنف وقسوة ولا توجد عاصمة اسمها القدس الشرقية ولا القدس الغربية ولا القدس بأكملها والقبضة الإسرائيلية المحكمة بمداخل هذه البلدة المقدسة التي يقع فيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة لها اليد الطولى في التحكم بمن يدخل إليها ومن يعمل ومن يصلي ومن يمر ومن يخرج بعكس السماح المطلق للمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين ليمارسوا شعائرهم اليهودية التي ما جاء الله بها في كتابه السماوي التوراة، لهذا لا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطين ونتنياهو موجود وبن غفير موجود وجانيتس موجود وغالانت موجود واليمين المتطرف موجود على رأس هذه الحكومة التي أقل ما يقال فيها إنها فاشية ونازية فاقت هتلر الذي ترى إسرائيل بأنه حارق أجدادهم فإذا هم يفوقونه وحشية في عدوانهم الانتقامي الأعمى على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 136 يوما. ولا توجد دولة فلسطينية ما دام نصف العرب لا يعترفون بها بينما يهرول أكثرهم للتطبيع مع إسرائيل أو يستترون تحت ردائه الفضفاض لحين استتباب الأمور وعقد آخر تمائم التطبيع بينها وبين العدو الإسرائيلي. كما لا توجد دولة فلسطين وهناك من يصف المقاومة الشرعية ضد المحتل بأنها حركات إرهابية ويتوعدون ممولها وحاضنها بالعقاب ولا يستحون وهم يجاهرون ويعلنون ذلك بينما لو كانت دولهم محتلة لكانت المقاومة شرعية ولتوسلوا المساعدة والإمدادات لمقاومتهم البطلة فهل هي فلسطين المحتلة إرهابا ولو كانت فيكم لكانت البطلة المغوار؟!. لا يمكن ولا يمكن ولا يمكن وأقولها ثلاثا أن نتوسل الحل من واشنطن التي تمنح الحياة لإسرائيل وباليد الأخرى تمنع ذات الشيء للفلسطينيين ولا أن نرجو أن تكون الولايات المتحدة جزءا من هذا الحل وهي التي لم يتوان رئيسها المهووس بالسلطة دونالد ترامب قبل أن يسقطه بايدن في الجولة الانتخابية الرئاسية الأمريكية الأخيرة في اجترار قلمه العاجي والتوقيع على أن تكون القدس وكل القدس عاصمة (أبدية) لإسرائيل وتحمل بايدن بسرور عقبات هذا القرار المتهور وغير المدروس برحابة صدر رغم كل التحذيرات الدولية من مغبة تنفيذه فكيف يُرجى بعد كل هذا الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية والتمسك بقرار بسطته واشنطن على قارعة الطريق وباعته لأول مشتر بثمن بخس وربما وهو أغلب الظن ألقته في مكب القمامة الذي يتحمل كل هذا الكم من القرارات التي لا تُعنى فيها إسرائيل ولا تجد نفسها ملزمة بها من الأساس؟! نعم لا توجد دولة فلسطين رسميا وحكوميا ودوليا ولكن توجد فلسطين الأرض التي يجب أن يتوارث أجيالنا حقيقتها بقوة وعز وافتخار.