12 سبتمبر 2025

تسجيل

إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات العربية

21 فبراير 2024

فكرة إدارة الجودة الشاملة وفلسفتها ظهرت في نهاية القرن العشرين وقد حققت نجاحًا كبيرًا على جميع المستويات المؤسساتية، وهذه الفكرة في الإدارة هي التي انبثقت عنها فلسفة الحوكمة الرشيدة في المؤسسات. وفي الفترة الأخيرة أصبح مفهوم الجودة الشاملة مفهوماً واسعًا، بحيث أنه لم يعد قاصرًا على جودة المنتج أو الخدمة التي تقدمها المنظمة أو المؤسسة فحسب، ولكنه تخطى ذلك وأصبح يراعي حتى مشاعر العميل تجاه ما يُقدم له من منتجات وخدمات يتطلع لسد حاجاته منها، وأصبح يركز على جميع مراحل العمل والإنتاج من البداية الى تسليمها إلى المستفيد، من أجل الاستمرارية وديمومة النجاح.ويُقصد بالجودة هو أداء العمل بطريقة صحيحة، ودقة عالية، واتقان شديد، بحيثُ يكون العميل أو المستفيد أو المراجع الذي يتلقى الخدمة، أو الذي يستهلك السلعة راضيًا. والجودة في العمل لها أصلٌ إسلامي رصين، فقد قال قال رسول الله ﷺ «إنَّ اللهَ يُحِبُ أحَدُكُمْ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أنْ يُتْقِنَه». ولكي تصل الجودة إلى أهدافها المرجوة، وهي إخراج سلعة أو خدمة مُميزة وفريدة تنال رضا العميل، وتحقق المؤسسة الربحية أرباحًا، وتحقق المؤسسات الخدمية أهدافها الاجتماعية، فلابد أن تضع نصب أعينها خفض التكاليف التشغيلية لإنتاج المنتج أو الخدمة، وتوفير الوقت والجهد، ورفع مستوى العاملين بالمؤسسة عن طريق التدريب والتعليم المستمر، وتقليل المهام عديمة الفائدة.لهذا جاء مفهوم الجودة الشاملة وهو منهج علمي مُنظم يَهدِف إلى تطوير جودة الأداء في المؤسسات، وتطوير العاملين بها، واشراكهم في جميع مراحل العمل، بحيث تحقق المؤسسة أهدافها، وهي تقديم سلع وخدمات تلبي احتياجات العملاء، وتحقق المنفعة لها وللمجتمع، وتحقق النجاح على المدى البعيد، وتتفوق على منافسيها في السوق.وتهدف إدارة الجودة الشاملة إلى تحقيق الجودة في أربعة مكونات أساسية وهي: تطوير وتدريب العاملين بالمؤسسة، ورفع مستواهم المهني، وجودة وتحسين البيئة الداخلية والخارجية، وجودة التكنولوجيا والأدوات المستخدمة داخل المؤسسة. معنى ذلك أن إدارة الجودة الشاملة تَهدف إلى التجويد والتحسين والتطوير في كلِ شيء، وفي كل وقت، وعلى جميع المستويات الوظيفية والتنظيمية.ومن مُميزات تطبيق إدارة الجودة الشاملة: زيادة الانتاجية، وتقليل العمليات الإدارية واتقانها، والتخلص من البيروقراطية، وتبسيط الاجراءات واختصارها، مما يؤدي إلى تقليل الوقت والجهد والتكاليف، وتقليل الهدر والفاقد، وتحسين المؤسسة باستمرار، وتقليل شكاوى العُملاء، وتحقيق منافع كُبرى للمجتمع، والعملاء، وللمؤسسة وللعاملين بها. لذا أصبحت الحاجة لتطبيق الجودة الشاملة في المؤسسات العربية أكثر إلحاحًا من ذي قبل ، وذلك بسبب ما قدمته من نجاحات غير مسبوقة وتغيرات جَذرية في فلسفة وأسلوب العمل إلى الأفضل، وبسبب المنافسة الشديدة التي تعيشها المؤسسات المختلفة في جميع المجالات.