14 سبتمبر 2025
تسجيلببساطة باتت أمريكا عرّابة أوكرانيا وأصبحت روسيا مرعبة أوروبا والناتو متخلخل بين ضم أوكرانيا له وتهدئة الدب الروسي الذي يتحرك على الحدود الأوكرانية بين شد وجذب وصد ورد، وفي المقابل تكتفي واشنطن بنقل أصداء الحرب المرتقبة مثل مراسلة الأخبار المرابطة في أرض المعركة تنقل خبراً وتتوقع آخر وتستنتج ما يمكن أن يكون مادة ثرية للإعلام الغربي الذي بات يترقب بتوجس ما يمكن أن تفعله روسيا التي تراقب هي الأخرى الاجتهادات الأمريكية في إعلان نقطة الصفر للهجوم الروسي، بينما الرئيس بوتين يتنقل بين محلات موسكو فيتوقف عند أحد المخابز ليشتري فطيرة له قبل أن يذهب إلى مقراته السرية ليلتقي برئيس بيلاروسيا الذي يقف قلباً وقالباً مع بوتين في تأديب أوكرانيا التي تبدو متحمسة للانضمام للناتو الأوروبي وانتزاع نفسها من جلباب الروس الذين يرفضون هذه الجرأة منها ويعدونها بإجراءات عسكرية لا يمكن أن تتوقف حتى القصر الرئاسي لفولوديمير زيلنسكي في قلب العاصمة كييف، وهو أمر ترفضه واشنطن وترغب فرنسا في إيقافه بأي طريقة كانت. لذا نجد التحرك الفرنسي يبدو أكثر نشاطاً من غيره من الدول الأوروبية التي لا تزال ترمق روسيا بعين الشك في أن تقدم فعلياً على هذه الخطوة غير المحسوبة على أرض الواقع، ولذا فإن ألمانيا كانت أولى الدول التي تخلت عن لغة التهديد لموسكو ودعت عبر وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك روسيا وأوكرانيا إلى اتخاذ لغة التعقل في الحوار والتخلي عن لغة التحدي الذي تبدو عليه أوكرانيا من خلال تصريحات رئيسها الذي وعد الروس بمعايشة الجحيم الأوكراني إذا ما فكروا باجتياز الحدود الفاصلة، وهو ما يمكن وصفه بلغتنا العامية بأنه (هياط فاخر)، لأن العالم بأسره يعرف عقلية الروس في الحرب وأنهم متمرسون لدرجة لا يمكن للطرف الآخر من الحلبة سوى أن يتسلح بكل أسلحته لصد أي هجوم روسي يمكن أن يكون في المستوى الأخير من مستوياته الحربية ذات الخبرة العالية والاستخباراتية المحترفة فكيف إذا وصلوا للمستوى الأول؟. نحن لا نروج للحرب لأننا بتنا نكره هذه الكلمة من أن تُقرع طبولها في أي مكان في هذا العالم رغم أن الحرب الروسية الأوكرانية لا تخص العرب في شيء، ولكننا قد اكتوينا كثيرا منها ولا يمكن أن نتمناها لأحد، لأن هناك أبرياء في المنتصف ممن لا ناقة لهم في هذه الحرب أو جمل يمكن فعلا أن يكونوا ضحايا مثل ملايين العرب الذين ذهبوا ويذهبون ضحايا لمثل هذه الحروب التي تتفجر باسم الشعوب وتحدث باسم الشعوب وتنتهي باسم الشعوب أيضا ثم تأتي آثارها وعواقبها لأجل الشعوب، وحاشا لله أن تكون الشعوب شرارة كل هذا ولكم في العرب دروس وفي الثورات العربية عبر وفيما أعقب كل هذا خبرة وتجارب للأسف، وكأننا لم نكن إلا ساحات تجارب من حروب لا طائل منها، ولذا فإننا نبدو متخوفين أيضا من حرب تعني سقوط الأبرياء وكم كان مبهجاً لنا أن تتنوع الوساطات لإيقاف عجلة الحرب من أن تنحدر لمنحنى لا تراجع منه ومنها التصريح الأمريكي الأخير في مناقشة الأزمة الأوكرانية الروسية مع المسؤولين في قطر لعل الدوحة يمكن أن تسهم في إيقاف هذه الفوضى نظراً للعلاقات الدبلوماسية القوية التي تربطها بالجانب الروسي بجانب ما عرفت الدوحة من تبنيها لمثل هذه القضايا ونجاحها في ملف الوساطات ورغم أن هذه الخطوة تبدو بطيئة إلا أن التفكير الأمريكي بأن تناقش هذه الأزمة مع الدوحة يبدو تفكيراً منطقياً ومشجعاً بأن يتردد اسم قطر في مثل هذه المواقف العالمية التي قد لا تُقبل وساطات أو تدخلات من دول كثيرة، لكن الدوحة والتي تمسك عصي علاقاتها السياسية من المنتصف وتعرف كيف توازن بينها تبدو طرفاً مرحباً به إذا ما رمت ثقلها كاملاً في الأزمة. وفي النهاية ما نريده كعالم أن نحيا ما تبقى لهذه الأرض أن تبقى في هدوء لا يشق غبارها رصاصة واحدة ولا تثير ترابها أحذية عسكرية ولا تُنتزع جذور أرض من مقلعها وعليه هل من الممكن لهذه البشرية أن تموت ميتة طبيعية في هدوء لطفا؟!. [email protected] @ebtesam777