30 سبتمبر 2025
تسجيلأشعر بتضخم مخيف «للأنا» في مجتمعنا، لم تعد ظاهرة فردية، بل تشعر معها بعدم الاطمئنان والإيمان بالوطن كمشترك يجب المحافظة عليه، نقيم بناء على أي شيء من أجل تضخيم «الأنا» الفئوية حتى نستطيع التأقلم في مجتمع الأنا المتضخمة، نُحرّف في التاريخ، نُغير في الأسماء ونضيف ونحذف ونخفي ونظهر، نؤلف، نؤرخ، نبني أوهاماً على أنها تاريخ. خطورة الأنا المتضخمة أنها، غير اتصالية، متوجسة. الأنا المتضخمة مجالها التاريخ لا الواقع ومن هنا الإشكال، لا تعيش الواقع إلا بمقدار ما تجد نفسها فيه أو تختلق تاريخها فيه، عندما يفقد المجتمع الإنتاج يلوذ بالتاريخ كريع يستسقي منه مداده وحكاياته ومروياته. لم يعد الوطن كافياً لأنه لم يترسخ كمفهوم وتجربة وواقع، الأنا المتضخمة تخترق الوطن وربما تعلن امتلاكها له، الإشكالية أنها كظاهرة ليست ثابتة وإنما قابلة للزيادة والانتشار بعدد المجاميع المتراكمة والمتزايدة، طالما أن كتب الأنساب وشجرات الأصول التي تورق يوماً بعد يوم مرجعيات صغرى على حساب مرجعية الوطن، فيتلاشى الوطن أمام الأنا المتضخمة التي تاريخها يمتد مخترقاً التاريخ ماراً عبر العصور منذ أيام الخيام وبيوت الشعر حتى أيام القصور، فالوطن ليس سوى استثناء، فابحث لنفسك عن مرجعية أقوى منه، تجدها هنا أو هناك في كتب الأنساب فإن عز عليك الأمر فالمؤلفون كثر، لا أخاف من السير «مرورياً» في الاتجاه المعاكس رغم خطورته إلا أن ضحاياه أفراد، بقدر ما أخاف من السير في الاتجاه المعاكس «تاريخياً» لأن ضحاياه أوطان وشعوب.، العيش في التاريخ مرض، لأنه حالة توقف وهو في الأصل جريان، التاريخ ليس وراءنا، التاريخ الحقيقي أمامنا أفراداً ومجتمعاً. ربي.. إن مجتمعنا مسه الضر وأنت أرحم الراحمين. [email protected]