05 أكتوبر 2025
تسجيلنعم من حقنا نفرح ويفرح معنا الأهل والأصدقاء، نحتفل بزواج ابنتنا أو ولدنا، نقدم الهدايا للعروس والمهر واحتياجاتها للتجهيز، نقيم حفلة في فندق كبير فالفرح مباح للجميع، نحضر فرقة أو مطرباً، ولكن يكون ذلك بالاعتدال وعدم الإسراف والتبذير وتقديم ما لا يمس من الطعام ولا الشراب، عدم التفاخر لما قدم للعروس، نحتفل بشيء من العقل والتبصر. من حقنا نشتري بيتاً ونؤثثه بما نختار من أثاث، وننفق عليه الكثير من المال، ولكن لا نضغط على أنفسنا ونسحب قرضاً من البنك من أجل أن نظهر أمام الناس أننا نستطيع أن نجهز أفخم البيوت!. أنعم الله علينا بمجانية الماء والكهرباء نركب كل أنواع الإضاءة، وتكون كل غرفة في البيت مزودة بحمام خاص أعزكم الله، ونشبك كل البيت بالإضاءة الكثيرة في مناسبة زواج أحد الأبناء، ولكن لابد أن يكون هناك ضمير يحدنا عن ذلك ويحدد ما يجب أن نكون عليه من وعي للاقتصاد وعدم الإسراف في هاتين النعمتين اللتين يتمناهما الغير ولا يجدهما إلا بدفع مبالغ لا يعلم بها إلا هو!. نحب إقامة الولائم والحفلات المختلفة عندنا، ومن حقنا نجهز أحلى الحلويات والتقديمات والعشاء أو الغذاء ونتكلف بالكثير من المال ونحضر من يقدم الشاي والقهوة ونفرط في ما يقدم رغم محدودية الحضور، ليظل الطعام والشراب لا يمس بل فقط يستفيد البعض بالتصوير. من حق كل فرد في المجتمع أن يسافر ويستجم ويرفه عن نفسه وأهله، خاصة بالنسبة للأطفال وقلة ما يحتاجونه من ترفيه في البلاد، ولكن لا يجب أن نسافر على الدرجة الأولى ولا نختار بلداً مرتفع المعيشة، ونضع كل مدخراتنا طوال العام بل ونقترض من البنوك من أجل رحلة قد لا تتجاوز الأسبوعين!. نفرح بقدوم الطفل ونسعد بشراء كل الاحتياجات الخاصة به قبل ولادته ونخصص الألوان حسب جنس المولود ونقيم حفلاً ما يسمى (بيبي شور) إذا ما أخطأت ونتكلف الكثير ونجمع الأهل والصديقات ولكن... نقف ونسترجع هل هذه العادة من عاداتنا النابعة من ديننا الحنيف أو تراثنا، هل نحتاج ذلك وإلى متى سنقلد الغير؟!. قد نحبذ أن نلحق أطفالنا بمدارس خاصة، لأن كل من حولنا فعل ذلك ونضغط على أنفسنا وأزواجنا من أجل دفع رسوم عالية، ولكن قد لا تتناسب هذه المدارس مع محدودية رواتبنا وقدراتنا المادية مما يضعنا في موقف حرج!. فالإنسان يحب أن يفعل أفضل الأمور ويقدم أعلى وأغلى الأشياء لأبنائه ونفسه ويشتري ما يشتهيه ويرغب به، ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن، فلابد أن نوازن بين احتياجاتنا وقدراتنا ونحقق معادلة صحيحة لا فيها خطأ ولا خطورة حتى نعيش مرتاحين سعداء وكما يقول المثل (مد رجلك على قد لحافك). [email protected]