11 سبتمبر 2025

تسجيل

حلف عسكري جديد..لاجديد

21 فبراير 2017

ما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال"من تفاصيل الحلف العسكري،الذي ذكره الرئيس الأمريكي أثناء اجتماعه مع بنيامين نتنياهوالأسبوع الماضي،لا يبشر بمستقبل أكثر أمنا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، فكل ما هنالك أن الرؤية لمستقبل الشرق الأوسط لن تتغير عما هي عليه منذ سبعين عاما،صراع وتنافس وتوظيف سياسي لإدامة عمر "الغول المخيف" وهذا الغول المفترض هو دولة ما في أي مكان حولنا، ليس إيران وحدها بالمناسبة، بل يمكن أن تكون أي دولة عربية، تقرر الدوائر الغربية أنها خطر يهدد السلم الإقليمي،فيما إيران التي يريدون التحالف ضدها تمددت الى أبعد مما كان يحلم به الشاه في زمنه.إن أي حلف عسكري لا يمكنه حماية بلادنا العربية إلا إذا استند على أرضية صلبة من العلاقات الأخوية والتفاهمات والتنسيق والدعم ما بين الدول العربية، واعتمادها على سياسة واحدة وموقف موحد تجاه القضايا المصيرية والأخطار المتربصة من الدول المحيطة، وغير ذلك لن يكون إلا انصياعا للمزيد من التجارب الغربية التي تستنزف ثروات العرب وتبقيهم مرهونين للخوف والعجز والكسل التنموي والانفجارات السكانية، دون تلبية حاجات المجتمعات التنموية والعلمية التي ستتضخم في خلال العقود القادمة ولن تجد مستقبلا يشكرون به أسلافهم.الحلف المقترح يضم إسرائيل،وإسرائيل بكيانها الصهيوني العسكري المحتل والخارج على سلطة القانون الدولي،لا يمكنها أن تكون شريكا لأي دولة عربية حباً بالعرب وخوفا على مصلحتهم، فسياستها براغماتية إنتهازية وفي الوقت الذي ثار فيه إعلان النوايا ضد إيران، كان الرئيس الإيراني في مسقط ثم الكويت، فيما سيكون وفد برلماني أردني في طهران هذا الأسبوع، ولكن حتى لو أقرّ البعض بصلاحية إنتاج الحلف فهو ناقص لعدم ذكر قطر من ضمنه، فقطر شكلت ثقلا سياسيا كبيرا خلال العقد الماضي،وما زالت المؤثرة في أي دور للتغيير في المنطقة، وكانت خلال الأسبوع الماضي محجا للعديد من الشخصيات العالمية والزعماء،كان آخرهم الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، فيما شكلت تركيا وقطر محورا يمكنه المحافظة على مواجهة التغييرات المحتملة في سوريا التي يراهن عليها النظام الإيراني لتعزيز نفوذه السياسي والعسكري على حساب العالم العربي.إن أي حلف عربي تشارك به إسرائيل مباشرة أو بشكل غير مباشر لن يخدم سوى مصالح إسرائيل، ومنحها صك براءة عما ترتكبه ضد الشعب الفلسطيني،خصوصا بعد التبشير بدفن رؤية الدولة الفلسطينية الناجزة ،وحصارها الوحشي لقطاع غزة والاستمرار ببناء المستعمرات وضم الأراضي العربية وقتل الأطفال وأهلهم، والدول العربية إذا بقيت مرهونة للخوف والرعب من إيران،عليها الاعتماد على قوتها والتعاون لمواجهة ذلك، أو اعتماد سياسة انسحابية جديدة تهدف إلى استيعاب النظام الإيراني الذي بنى قوته العسكرية والنووية فيما العرب يختصمون.