18 سبتمبر 2025

تسجيل

المسؤولية والقيم العائلية

21 فبراير 2017

اهتم الإسلام بالتربية الصالحة للأبناء، وإعدادهم الإعداد المناسب بحيث يصبحون نافعين لدينهم ومجتمعهم ، وعليه فإن مفهوم تربية الأبناء هو مفهوم تشاركي تعاوني بين الأب من جهة والأم من جهة أخرى ، ليصبح لدينا فيما بعد جيل متسلح بالمبادئ والقيم والأخلاق القويمة ، قادر بتربيته وعلمه وأخلاقه وثقافته على المشاركة في بناء المجتمع بالصورة الصحيحة التي تترجم رؤية قطر ووفقاً لمرتكزاتها الواضحة. شاهدت صورة وتعليق استوقفني مما فتح بابا للحوار بيني وبين صديقتي أم عبدالله ، الصورة كانت عبارة عن تساؤل من ابن لوالده يقول فيه أبي مامعنى رجل ؟ فأجابه الوالد : هو الشخص القوي المسؤول عن أبنائه يهتم بأمورهم ويسهر على راحتهم ، فقال الولد : إذاً أتمنى أن أصبح رجلاً مثل أمي !! هذا التعليق والموقف فتح أمامنا قنوات نقاش عديدة أهمها ، هل بالفعل يتشارك الرجل في مجتمعنا بتربية الأبناء أم هي لصيقة بشكل مباشر بالأم وتقتصر جهود الأب على توفير السكن والمأكل وغيرها من الماديات في حين أن الأم هي من تربي وتعتني وتسهر وتعلم وتحاسب على الخطأ أيضاً !؟ في نظرة سريعة على مجتمعنا سابقاً وحالياً نرى هناك الكثير من الأمور التي تغيرت منها وجود الجدة المساعدة لأبنائها في تربية الأحفاد ، في حين أن الجدة اليوم هي إنسانة مرتبطة بحياتها العامة وزيارتها الخاصة وليست على استعداد لتحمل جزء من هذه المسؤولية ، فيضطر الآباء إلى الاستعانة بمعاونة من جنسيات أخرى تشاركهم مسؤولية الاعتناء بصغيرهم خاصة إذا كانت الأم عاملة فقوانين الموارد البشرية وطبيعة مقار العمل لدينا مازالت لا تساعد على الاهتمام بالأطفال لعدم وجود مرونة في التأخير لتوصيل أبنائهم للمدارس مثلا أو لعدم وجود حضانة وروضة في مقر العمل ، هناك تغيرات اجتماعية كثيرة كانت سببا في وجود فجوة اجتماعية في العلاقات والقيم العائلية، على سبيل المثال عند وجود المناسبات كحفلات الزفاف وغيرها يمنع دخول الأطفال مما يضطر الأم للاعتذار لأن الأب لدينا بشكل عام غير مستعد أو مهيأ للإعتناء بأطفاله ساعات معدودة لأنه الرجل ، وقد ينتقد الكثير من الرجال في حالة قيامهم بهذا الدور من أقرب الناس لهم رغم إنها وظيفة طبيعة جداً ولكنها مسؤولية لم يتم دعمها اجتماعيا لعدة أسباب ! ..أخيراً ديننا الإسلامي السمح لا يقدم مسؤولية أي من الرجل أو المرأة في الأسرة على الآخر، فمشاركة الأب والأم في التنشئة الاجتماعية للطفل هي مشاركة واجبة ولازمة، فالرعاية مسؤولية الوالدين معاً، وكلاهما ( مسؤول عن رعيته).