27 أكتوبر 2025
تسجيلالليلة قبل الماضية شهدت بمبادرة شخصية مني افتتاح فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الأولى الذي تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة على مدار عشرة أيام، يشارك فيه أكثر من 700 فنان وضيف يمثلون حوالي 65 دولة عربية يقدمون عروضهم المسرحية والفنية والموسيقية من مختلف دول العالم، والتي ستتواصل بتقديم عروض فنية على مواقع متنوعة، وما أسعدني حقيقة مشاهدة حفل الافتتاح الذي انطلق على مسرح الكورنيش المفتوح وذلك بما احتواه من فنون رائعة قدمته فرقة /أورنينا/ لأوبريت /إشراقة المجد/ الذي يحكي تاريخ دولة الإمارات بصبغة معاصرة شارك فيه حشد كبير من الاستعراضيين والممثلين والراقصين والفنانين . كلمة سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة في حفل الافتتاح جاءت وافية لتوضيح الهدف من احتضان إمارته هذا الحدث العالمي، حيث قال: إن دولة الإمارات أصبحت اليوم وجهة مثالية للمبدعين من مفكرين وكتاب وفنانين في العالم لما تحتضنه من مشاريع فنية وثقافية وما تقيمه من مهرجانات فنية كبرى تعزز حضورها الإنساني العالمي. موضحا أن إمارة الفجيرة تفخر بدورها المؤثر في دعم الحراك الثقافي والفني الذي تشهده الدولة وما حققته في المشهد الثقافي العالمي وهي تنهض اليوم بدور فاعل في صياغة هذا المشهد . وقد هيأت الجهات الرسمية في إمارة الفجيرة كل الوسائل المهمة لإنجاح المهرجان من بينها إسناد مسؤولية الاستشارة لجريس سماوي وزير الثقافة الأردني الأسبق، وصاحب الخبرة الكبيرة لإدارة مثل هذه المهرجانات بحكم عمله طوال عشر سنوات كمدير لمهرجان /جرش/ الشهير، وقد عزز صحة هذا الاختيار ما قدم في حفل الافتتاح من روعة في الإخراج باحتوائه على فنون شاملة مثل الموسيقى المحضة التي أحياها عازفون وفرق موسيقية متخصصة ومبدعة قدمت موسيقى كلاسيكية وشعبية وموسيقى الجاز من ثقافات متعددة إلى جانب موسيقى تعبر عن خصوصية بعض الشعوب مثل موسيقى الفلامنكو وهو نوع من الموسيقى الإسبانية الذي يقوم على أساس الموسيقى والرقص فضلاً عن فنون الاستعراض بمشاركة فرق شعبية راقصة والغناء العربي التطريبي . أيضا من الأمور المهمة التي لم يغفل عنها القائمون على المهرجان وهي لفتة جديرة بالاهتمام إطلاق موقع للمهرجان على وسائل التواصل الاجتماعي وشعار خاص بالمهرجان، كما حرص الإخوة على إطلاق حملة إعلامية للتعريف بالحدث الفني العالمي، وذلك من منطلق الاحتفاء بالفنون الراقية والتنوع الخلاق للإبداع العربي والعالمي، مما مكن بالفعل جمهور مهرجان الفجيرة من التعرف ومشاهدة فرق عالمية في الموسيقى وفنون التشكيل والرسم والنحت وغيرها من الفنون، حقيقة إن الفجيرة تعيش هذه الأيام أزهى صور التفاعل على أرض الواقع بهذا الحضور الضخم من ضيوف الإمارة، وهي فرصة للاطلاع على طبيعة إمارة الفجيرة الخلابة ونهضتها المتجددة، ونقل صورة واقعية عن طبيعة مشاهداتهم، وليصبحوا سفراء لما يشاهدونه من جهود في بلد ناهض بدأ يشق طريقه نحو التنمية الشاملة في شتى المجالات وهذا بالطبع ما سوف يسهم في تنشيط الحركة السياحية للإمارة . مهرجان الفجيرة الدولي للفنون حجز مكانه بجدارة بين فنون العالم كأول نشاط فني عالمي تحضره هذه الحشود الضخمة من كافة دول العالم، وما قدم في /أوبريت إشراقة المجد/ دليل على صحة التوجه لجعل هذا المهرجان قبلة للفنون العالمية والعربية والخليجية والمحلية، فالجهد الذي رافق الأوبريت ينم عما سخرته قيادة إمارة الفجيرة ومسؤوليها من دفع مقومات عالية لإخراج عمل مسرحي غنائي استعراضي يحتوي على سبع إشراقات تمثل مناحي التاريخ والجغرافيا، كما شكل لمسة وفاء على الجذور البعيدة التي مهدت للإنسان الحاضر بدولة الإمارات، وإشراقة أمل برسالة المستقبل التي تسير إلى الأمام بخطى ثابتة مرتكزة على ثبات العلم والإيمان وصدق التوجه النبيل . مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في نسخته الأولى رؤية ثقافية باعتبار الثقافة شعلة الأمم في زمن تحتاج أمتنا العربية فيه إلى فهم تبادل الثقافات وفن الإصغاء إلى الذات وإلى الآخر، وهذه الرسالة النبيلة والعامة لمهرجان الفجيرة . وسلامتكم