13 سبتمبر 2025

تسجيل

خصوصية المرأة.. من يحترمها ويحميها؟!

21 فبراير 2013

تتكالب الشركات للتسويق في السوق الخليجية، نظراً لانتعاش اقتصادها، وقوة الشراء فيها.. وخير وسيلة للتسويق والإعلان عن المنتجات التي لها أول وليس آخر، هي الإعلان في الصحف ومحطات التلفاز المختلفة.. التي تزخر بها دول المنطقة.. والكثير منها بلا رائحة ولا طعم ولا معنى.. فأي منتج يعلن عنه يجب أن تكون بجانبه امرأة.. وليس أي امرأة؟! ابتداء من العطورات ومروراً بالحلويات والسيارات..الخ. ولأن السوق الخليجية ملأتها الشركات الإعلانية العالمية والعربية، بلا رقيب ولا حسيب.. ولا تجد في الجهة المقابلة جهة مراقبة، أو من يتابع ويحاسب ما تبثه الوكالات والشركات من مناظر ولقطات فيها الكثير من قلة الأدب وخدش الحياء لكافة افراد المجتمع بدون استثناء. والمشكلة الأدهى والأمر هي التعدي على خصوصيات المرأة.. فيتم طرح منتجات فيها الكثير من الإهانة وعدم الاحترام وقليلة الحياء والذوق. إن المرأة بفطرتها تكون دائمة الحرص على أن تظهر بأحلى حلة وشكل وزينة أمام زوجها وأسرتها ومجتمعها.. وقد لا يلحظ الكثير الأموال والجهد والجد التي تبذلها المرأة — ولو كان من أقرب الناس إليها — والسرية في التعاطي مع هذا الشأن.. في حين أن تلك الشركات تبث أمام الجميع وطوال أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة أمام الأطفال والكبار والشباب والرجال أمورا من العيب بثها أصلاً كالفوط الصحية وغيرها من أمور.. هل عاداتنا وتقاليدنا تسمح بذلك؟! وهل يجوز أن ينظر إلى أدق خصوصيات المرأة؟!.. فالموضوع هنا ليس النساء اللواتي رخصن أنفسهن، فهذا شأنهن.. ولكن المشكلة هي التعدي على خصوصيات المرأة المحترمة.. الأم والزوجة والابنة.. أمام مرأى ومسمع الجميع من أطفال وشباب ورجال.. والله عيب. ويجب على وزارات الإعلام وما في مقامها في دول الخليج الوقوف عند هذه القضية نصرة لنسائهم ومجتمعهم ودينهم.. كما يجب على مؤسسات المجتمع المدني التي تُعنى بحقوق المرأة خاصة أن يكون لها دور واضح وقوي في هذه القضية المهمة والتي يجب أن تتصدى لها.. بالقانون.. هناك من الدول الخليجية ما قامت بخطوة ظاهرية وهي وضع الحجاب.. ولكنها في سبيل رضا الشركات والوكالات تغاضت عن الجوهر واهتمت بالمظهر. إن السوق الخليجية بحاجة إلى نوع من الضبط في مجال الإعلان ويجب أن تكون الإعلانات متوافقة مع ثقافاتنا ومجتمعنا وديننا، فلا يجوز أن نكون كالببغاء نردد ما يقوله الغير ونترجم ما يبثه الغير.. أين شخصيتنا.. ودورنا كأصحاب قرار وسيادة وتاريخ وحضارة.. تلك التي وضعت في علب وصناديق بهدف تخزينها والتباهي بها في المناسبات العالمية وأمام الدول الكبرى التي لن تهدأ حتى تدمر حضارتنا الأصيلة.. ولنكون مسخاً لا شكل له ولا ملامح! فهل هناك من يحترم خصوصية المرأة ويحميها..؟!