01 أكتوبر 2025

تسجيل

التحالف الشامل بين الأمم

21 فبراير 2013

تحالف الحضارات في الأمم المتحدة جهاز جديد يواصل مسيرته بعد خمس سنوات مضت لتؤول قيادته إلى أحد الكفاءات القطرية، الذي يأمل أن يعطي هذا الجهاز فاعليته على مستوى العالم بحكم خبرته ودرايته بما يصلح ما بين الأمم، مستنداً في ذلك على نشأته الدينية في مجتمع مسلم يؤمن تمام الإيمان بالتربية والإصلاح التي تعد من أعظم الأعمال بين البشر كافة، ولنا في رسولنا الكريم أسوة في الحياة حيث يقول عليه الصلاة والسلام: المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. العالم بحاجة إلى وعي وثقافة متنوعة تقوم على مفهوم التحالف الحقيقي فيما بين البشر، فعند حدوث التنازع أو التباغض أو التنافر أو التقاطع يلجأ الناس إلى القوانين الوضعية التي لا يجدون ملاذا غيرها بحكم انغلاقهم على تلك التعاليم، ويتناسون مباديء الإسلام الذي يعج بالمثل العليا التي يؤمن بها ـ بالتأكيد ـ أبناء العالم قاطبة لأنها مستمدة من قانون الله الذي لا يضاهيه شيء ولا يختلف عليه أحد، وبدون شك فإن دولة قطر من أشد المتحمسين لتكريس مفهوم تحالف الحضارات باعتماد شرع الله فوق كل شيء وبه سيكون لها ـ بإذن الله ـ شأن عظيم في إقامة العدل والمساواة ضمن إطار تحالف الحضارات المعقود على ناصيته تآلف البشر في حب بعضهم البعض. إسلامنا العظيم جعل الإصلاح بين البشر من أعظم الأعمال الصالحة وأمر باصطحاب الرفق والحب واللين والحكمة والموعظة الحسنة بين الناس، فالأخوة الخالصة هي التي يعتمدها ديننا الحنيف في التعامل بين البشر وعلى رأسها التزام مطالب الناس، الذي تدعو إليه أسس حقوق الإنسان وفق مباديء تحالف الحضارات القادم بقوة ضمن ركائزه نحو تهذيب علاقات البشر وخلق تحالف وتآلف بينهم وضمان حقوقهم بمقتضى الأخوة التي أثبتها الله تعالى بين البشر عموما، والتي نشرها نبينا الكريم في مستهل رسالته السماوية العظيمة إلى العالم. أخونا الخطيب المفوه الاستاذ الدكتور عبدالسلام مقبل المجيدي المشرف الأكاديمي لمعهد الدعوة والعلوم الإسلامية في قطر له كتاب حديث في هذا المعنى بعنوان (فقه الاختلاف.. صراط الأخوة والائتلاف) يتناول فيه ذلك المفهوم القريب من تحالف الحضارات خاصة في ثقافة الاختلاف التي يعظم فيها رقي المبادي التي يقوم عليها الإسلام ويستنكر بها قيام البعض باتخاذ الحوادث التاريخية مركزا لبناء ثوابت في أذهان أتباعها لغرس الحقد والكره وتقيم مهرجانات للسب والشتم واللعن المنظم، وهو ما يؤكد نبذ الإسلام لها لأن مبادءه هي منهج حياة وبرنامج حقيقي لمعالجة القلوب المريضة.. في ختام كتابه يقول الشيخ المجيدي: "كان من أوائل الجوانب الحضارية التي جاء بها الوحي الإلهي تشييدا للبناء المرصوص للدين الإسلامي أمران هما: كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة" هذه هي الرسالة المطلوب إيصالها إلى الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات بأن يضعها نصب عينيه لتوحيد كلمة الأمم المتحدة في مجال تحالف الحضارات. وسلامتكم