11 سبتمبر 2025
تسجيللا تزايدوا على مواقف قطر في قضايانا العربية المصيرية وفي قضية فلسطين تحديدا وحاليا في قضية غزة المستمرة منذ أكثر من 105 أيام تباين العرب واختلفوا بل إن منهم من فضحتهم إسرائيل في تآمرها على غزة وأهلها وسقط بين أيديهم أن ينكروا هذا عن أنفسهم في الوقت الذي كنا نظن كشعوب عربية ألمها ولا يزال الألم يعتصر قلوبها من هول المجازر الإسرائيلية الوحشية التي حصدت عشرات الآلاف من أرواح الأطفال والرضع والنساء والرجال والشيوخ وأهالي القطاع الذين يعيشون نزوحا وقتلا وشتاتا وتهجيرا ودمارا واستهدافا وحرمانا من أحبتهم وأبنائهم إن الحكومات العربية التي نعلم بأنها تستطيع الضغط على إسرائيل بأي شكل من الأشكال يمكن أن تفعل شيئا ولو بسيطا لتتوقف إسرائيل عن جرائمها الفاشية بحق شعب أعزل مدني لا دخل له بما جرى في السابع من أكتوبر الماضي ومع هذا فمن يجهل هذه النقطة ويتجاوزها بغباء في أقرب وصف يقال عنه يرمي بفائض المسؤولية عن قطر في أنها كان يمكن أن يصبح موقفها أكثر تأثيرا من العراقيل التي تقف أمام أي اتفاق بين تل أبيب وحركة حماس بشأن الأسرى الإسرائيليين ووقف العدوان على القطاع فهل يمكن أن يفكر هؤلاء قليلا وتابعوهم من الذين لا يشغلون عقولهم قليلا ليتأكدوا بأن موقف الدوحة حتى الآن يظهر وبوضوح أنها مع أهل غزة ووقف العدوان الغاشم عليهم بل والتفكير بما يمكن أن يكون بعد العدوان الذي تصر على أن يتوقف الآن وفورا في إعمار القطاع وتحديد المصير من الفلسطينيين أنفسهم وتعجبها من أن تتباين بعض الدول العربية في هذه الجزئية باعتبار أن القطاع يتعرض بعد كل فترة لهجوم ودمار يهدم ما يتم إعماره فيه وهو أمر لا تؤمن به الدوحة التي تصر على أن شعب غزة من حقه أن يعيش حرا وفي دولة محررة ومستقلة الحدود والقرارات والعاصمة وكل ما يمكن أن يكون لأي دولة حرة مستقلة في العالم وإن من يستكثرون عليها هذا فهؤلاء يظلمون الشعب الفلسطيني وأفعالهم لا تعكس أقولهم المنافية لها تماما. قطر نجحت في نوفمبر الماضي من العام المنصرم أن تحقق وساطات وهدنا إنسانية فرح بها شعب غزة وإن لم تكن كافية للملمة أشلاء شهدائهم والبحث عن مفقوديهم ونيل حصص غذاء وماء ودواء كافية لاستجماع قواهم المتهالكة ولكنها على الأقل حققت ما لم تحققه دول كبرى يتشدق مغردوها والإعلاميون لها اليوم بالدور القطري وتبغبغ بما تجهله ولا تعرفه وليست أهلا للثقة لتقوم بدور واضح ومؤثر وفاعل لوقف إطلاق النار العشوائي على أهل القطاع ولذا تقوم قطر في كل وقت بالتأكيد على أن ما يراه الآخرون أن التطبيع مع إسرائيل الآن يمكن أن يخفف من آلام الشعب الفلسطيني لا يمكن فعلا إلا بعد استرداد هذا الشعب حقه كاملا وبحسب القانون الدولي الذي لا تمتثل له حكومات إسرائيل منذ نشأتها وحتى الحالية التي يقودها نتنياهو الأهوج الذي اتهمها إعلام كيانه بأنه يتعمد الإطالة في أمد العدوان لإرجاء محاكماته وامتثاله للقضاء في إسرائيل بتهم فساد وسوء استخدام السلطة وإنه لا يهمه أن يعيد الأسرى أحيانا ما دام من يعود منهم موتى بنيران قواتهم كما حدث مع حادثة القتلى من الأسرى الثلاثة الذين تعرضوا لوابل من الأعيرة النارية رغم تلويحهم للجيش الإسرائيلي بقمصان بيضاء واستغاثتهم بالعبرية وغيرهم ممن قتلوا بقصف الطائرات الإسرائيلية وفضحت كتائب القسام الوجه الأحمق لنتنياهو الذي يصر على قتل أسرى إسرائيليين بصواريخ إسرائيلية وما جرى مؤخرا من انتشال جثث 21 إسرائيليا من الأسرى الذين كانوا في قبضة حماس مقتولين بفعل المدفعية والقصف الإسرائيليين وعليه فإن دور قطر التي تقوم بكل واجبها الذي يلح عليها من مبدأها الثابت بأن للفلسطينيين حقا مشروعا يجب أن ينالوه كاملا يجعل ممن يزايد على موقفها أن يخجل قليلا وهو يراقب ما تفعله الدوحة بينما هو منكب على رسم سطور التطبيع في هذا الوقت !.