14 سبتمبر 2025
تسجيلأخيراً غادر ويمكن القول أنه ربما غادر دون عودة مأمولة ! أخيرا سوف يتنفس البيت الأبيض بعد أن ظل مهموما ومحموما بعهد رئيس كان يشعل كل مكان يحضره ويشغل أي شخص يلقاه! غادر ترامب وزوجته دون لقاء خليفته جو بايدن وزوجته كما جرت تقاليد تسليم الرئاسة في تاريخ الحكم الأمريكي بعد أن ألقى خطابا لم يكن مؤثرا بقدر خطاب بايدن الذي ودع ولايته ديلاوير وأهلها بدموعه التي جعلته في غاية التأثر وهو يقول إنه سيترك ولايته الصغيرة كمواطن عادي لكنه سيحل على العاصمة واشنطن وهو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لأربع سنوات قادمة، فترامب لم يكلف نفسه في هذا الخطاب الذي بالغ فيه بسرد محاسنه وإنجازاته التي حققها لأمريكا أن يسمي الرئيس الجديد الذي سيحل بعده بل إنه عمم عهد بايدن بكلمات بسيطة مثل السلطة الجديدة لكنه لم ينس أن يتمنى لها على مضض الحظ الأوفر في قيادة أمريكا وتوفير الأمن لها ولشعبها بعد أن كُسرت كل أسلحته ولم يتردد بعدها في رفع الراية البيضاء معترفا بفوز بايدن وأحقيته في العودة إلى البيت الأبيض ليس كنائب رئيس كما كان في عهد أوباما ولكن كرئيس ترافقه كمالا هاريس ذات الأصول الأفريقية الآسيوية بمنصب نائبة الرئيس وهو ما أشاد به بايدن في خطابه المؤثر لشعب ولايته ديلاوير حينما نعى أيقونة الحرية الأمريكية مارتن لوثر كينغ الذي حطم قيود العنصرية في البلاد وفرض على الحكومات الأمريكية المتسلسلة تطبيق مبدأ العدالة والحرية وتوزيع المناصب والثروات لجميع الأمريكيين بالتساوي لتصعد هاريس اليوم لأب إفريقي حضر إلى الولايات المتحدة كأستاذ اقتصاد في جامعة ستانفورد وأم هندية حصلت على الدكتوراه في الغدد الصماء وكانت عالمة لسرطان الثدي في جامعة كاليفورنيا. اليوم هو أول يوم لبايدن في البيت الأبيض بصفته رئيساً للبلاد ويأمل الأمريكيون منه أن يحذو حذو سابقه في جزئية يحق لترامب أن يفخر بها كما أشار في خطاب الوداع حينما قال: إن عهده نأى بالجيش الأمريكي من دخول حروب كما فعل سابقوه ولم يقحم قواته في أي مشاكل تتطلب تدخلا أمريكيا أمنيا وهذا أمر لاشك أن الشعب الأمريكي يحترمه في ترامب رغم أن سياسة ترامب نفسها كانت تشعل منطقة الشرق الأوسط خصوصا، لكنه لم يكن ليرسل قوات له لاستتباب الأمن فيها كما دأب من سبقه لعمل العكس تماما في إشعال المنطقة ثم فرض تواجد الأمريكيين على أرضها وفي الواقع نحن أيضا نأمل من بايدن أن يتجنب مساوئ ترامب بحذافيرها كما وعد، لكن وعلى ما يبدو فإن البشائر تأتي على غير ما نأمل فقد ابتدرت بعض الشخصيات المرشحة لتولي مناصب وزراء ومستشارين في الخارجية والدفاع بمهاجمة الاتفاق النووي مع إيران وانتقاد سياسة تركيا في اعتبارها تتصرف ضد مبادئ الناتو التي تنتمي له من خلال إصرارها على شراء المنظومات الروسية إس 400 وكأن هذه الشخصيات تكمل فعلا ما كان يروج له ترامب على غير ما صرح به روحاني وأردوغان اللذان يتوقعان من بايدن مرونة أكبر في تناول كل المسائل العالقة بين بلديهما وأمريكا، ولكن يبقى رسم السياسة بيد بايدن ومجلس النواب الذي يعود كلاهما إلى الحزب الديمقراطي، ولاشك أن القرارات التي بدأها عهد بايدن في إلغاء 17 قرارا حاسما كان ترامب قد أمر بها منها السماح بسفر مواطني 7 دول مسلمة إلى أمريكا مع تنظيم آلية الهجرة وعودة العضوية الأمريكية إلى اتفاقية باريس للمناخ والالتزام بالدعم المالي لمنظمة الصحة العالمية ووقف مشروع بناء الجدار الفاصل بين بلاده والمكسيك هي قرارات يمكن أن تعطي لونا ورديا لعهد بايدن لكن يبقى الواقع الذي يبدأ من تاريخ 20 يناير 2021 وحتى انقضاء أربع سنوات قادمة هي المقياس الحقيقي. باي ترامب وهاي بايدن!. @[email protected] @ebtesam777