12 سبتمبر 2025
تسجيلمؤتمر برلين لم يفرض عقوبات على أي طرف من الأطراف يخل بقرار وقف إطلاق النار حفتر منع تصدير النفط الليبي إلى الخارج الذي يقدر بـ 800 ألف برميل يومياً ارفعوا أيديكم عن ليبيا وعلى الشعب الليبي ألا يجعل وطنه مسرحاً للطامعين في ثرواته ➊ اختتم مؤتمر برلين المنعقد في 19 يناير الحالي حول الشأن الليبي والحرب الدائرة على الاراضي الليبية بين حكومة شرعية يعترف بها النظام الدولي ومنظماته، والقائد العسكري خليفة حفتر المنشق عن الحكومة الشرعية الذي يقود حربا ضروسا لاسقاط تلك الحكومة العضو في المنظمات الدولية التي ترفع اعلامها في كثير من عواصم الدنيا اعترافا بها ومتبادلة للتمثيل الدبلوماسي مع تلك الحكومة الشرعية. ➋ شارك في هذا المؤتمر 12 دولة منها الى جانب الدول الخمس الاعضاء الدائمين في مجلس الامن كل من ( تركيا، الجزائر، والمانيا، ومصر، والامارات، ونيجيريا، وايطاليا ) الامانة العامة للامم المتحدة، وجامعة الدول العربية الحاضرة الغائبة، ومنظمة الاتحاد الافريقي، ومنظمة الاتحاد الاوروبي. والملاحظ بان تلك الدول جميعها مشاركة في مأساة وعذاب الشعب الليبي بطريقة او باخرى. معلوم ان مؤتمر برلين اجل اكثر من مرة لاسباب تتعلق بتصاعد الصراع في ليبيا، وتصاعد التدخلات الخارجية. سبق مؤتمر برلين المشار اليه مؤتمر اخر عقد في موسكو اوائل يناير الحالي لذات الهدف وخرج باتفاق كان من المفترض التوقيع والموافقة عليه من قبل الطرفين الليبيين ( الحكومة الشرعية بقيادة السراج، والقيادة العسكرية المنشقة بقيادة الضابط المتقاعد خليفة حفتر ) وبشهادة كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فان رئيس الحكومة الشرعية وقع على مشروع الاتفاق ورفض حفتر التوقيع. على اثر ذلك صعد حفتر العدوان على العاصمة طرابلس ومنع تصدير النفط الليبي الى الخارج الذي يقدر ب 800 الف برميل يوميا الامر الذي سيقود البلاد الى ازمة اقتصادية رهيبة. ➌ تهدف ألمانيا من عقد هذا المؤتمر" الى التعامل مع مواقف الدول الاقليمية لطرفي النزاع في ليبيا وليس التعامل مع مواقف اطراف النزاع ( السراج وحفتر ) " رغم دعوة المانيا لذينك الطرفين وحضورهما الى برلين. واتفق المشاركون في برلين كما جاء في البيان الختامي على " احترام قرار الأمم المتحدة بحظر نقل الاسلحة الى ليبيا وان تتم مراقبة هذا الحظر بطريقة اكثر حزما من الماضي " وتشكيل لجنتين الاولى تتكون من (5 + 5) من طرفي النزاع الليبي لمناقشة وقف اطلاق النار على ان تجتمع الاسبوع القادم، وتشكيل لجنة متابعة تختص بتنفيذ قرارات الامم المتحدة في الشأن الليبي. في ظل هذه الاجواء فان المؤتمر في برلين لم يفرض او حتى يلوح بفرض عقوبات على اي طرف من الاطراف يخل بقرار وقف اطلاق النار او الرافض للحلول السياسية. ➍ طالعتنا اخبار كواليس المؤتمر ان الرئيس الفرنسي ماكرون كان يصر على وقف ارسال مقاتلين " سوريين " الى طرابلس ليبيا دعما للحكومة الشرعية متهما تركيا في ذلك، بينما الرئيس التركي اردوغان كان يطالب بضرورة وضع حد للموقف العدواني الذي يتبناه خليفة حفتر ضد الحكومة الشرعية. يؤيد الاتجاه الفرنسي كل من مصر والامارات، واشار الرئيس الفرنسي قائلا " ان ما يقلقني بشدة هو وصول مقاتلين سوريين واجانب الى مدينة طرابلس الليبية، يجب ان يتوقف ذلك " لكن لم نجد قولا للرئيس ماكرون يعبر عن قلقه في وجود مرتزقة من جنوب السودان، ومن تشاد بالتعاون مع اسرائيل، ومرتزقة من روسيا ( شركة فانغر ) وآخرين وسلفيين، ودعم مصري اماراتي واضح للعيان يقاتلون الى جانب الجنرال حفتر المنشق عن الشرعية المعترف بها دوليا. لم نجد احدا من المؤتمرين في برلين يقلقه قتل المدنيين الابرياء حول العاصمة طرابلس وعلى تخومها وتهديم منازلهم وحرق ممتلكاتهم بالطائرات الحربية بطيار وبدون طيار وبمدفعية ثقيلة وصواريخ غراد الروسية. الرئيس المصري السيسي طالب في لقاء برلين " بضرورة استبعاد التيارات الاسلامية من المشهد السياسي قبل حتى الدخول في مفاوضات وكأن ليبيا دولة لا تدين بالاسلام، وايضا اعتبار" مليشيات حفتر المقاتلة معه " جيشا نظاميا ورفع منع السلاح عنه، ويذهب الرئيس المصري الى المطالبة بان تكون مصر والامارات ضمن اللجان المشكلة لمراقبة وقف اطلاق النار بدلا من ان يشترط ان تكون جميع اللجان الموكول اليها الشأن الليبي محايدة وبمعرفة الامم المتحدة ولا مجال لاي من الدول المؤيدة لهذا الطرف او ذاك المشاركة في هذه اللجان. ➎ والحق، ان معظم القيادات العربية الراهنة لا تستحق الاحترام والتقدير لانها رهنت مستقبل الامة العربية وثرواتها لصالح الدول التي لا تريد بنا خيرا ولا بثقافتنا وديانتنا وحضارتنا وثرواتنا. الروس يدمرون سورية على رؤوس البشر في سورية الحبيبة ولا احد يحرك ساكنا بل على النقيض يتدافع بعض القادة العرب نحو روسيا ينشدون ودها وكذلك نحو اسرائيل العدو اللدود لهذه الأمة ناهيك عن بقية الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية. يستكثر بعض العرب التواجد التركي في الخليج العربي والبحر الاحمر وليبيا ولم يستكثروا التواجد الامريكي والفرنسي والاسترالي المسلح في الخليج العربي والبحر الاحمر والبحر الابيض المتوسط. يقول بعض العربان ان أردوغان يريد ان يجدد الامبراطورية العثمانية لكنهم لم يقولوا ان الرئيس الفرنسي ماكرون يعمل جاهدا على اعادة الامبراطورية الفرنسية وهيمنتها على الساحل الافريقي جنوب الصحراء امتدادا الى ليبيا شمالا والقرن الافريقي شرقا. • آخر القول: ارفعوا أيدكم عربا كنتم أو غربيين عن الشعب الليبي، وعلى الشعب الليبي ألا يجعل وطنه ليبيا مسرحا للطامعين في ثرواته وان يوحدوا صفوفهم من اجل ليبيا حرة مستقلة موحدة، فالاشخاص زائلون والوطن هو الباقي، فحافظوا عليه قبل فوات الاوان. [email protected]