15 سبتمبر 2025
تسجيلأحيانا أسأل نفسي: هل حقا يريد الغرب لنا السلام والأمان والاستقرار والتطور والازدهار ؟! وإن كانت مساعيهم وتصريحاتهم تقول هذا فعلا فمن سيشتري أسلحتهم لتشتعل منطقتنا بالقتل والدمار والصراعات وحرب الشوارع ودعم أطراف على حساب أطراف أخرى ؟! ألا نعتبر نحن الشاري الغني الذي يمطرهم بالمال ليشتري كل ما تنتجه مصانعهم الحربية من الرصاصة وحتى الدبابة ؟! أليس خرابنا سبب صلاحهم ودمارنا سبب عمارهم ؟! ربما جالت هذه الأسئلة في رأسي وأنا أرى شريط أخبار الجزيرة والبي بي سي العربية يتوارد بسرعة غريبة بتصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تستضيف بلادها مؤتمر برلين الخاص بالأوضاع في ليبيا وهو بلد عربي يقع في شمال الشق الإفريقي من وطننا العربي الكبير الذي يخوض أكبر التحديات في تاريخه للإبقاء على معنى الاستقرار على أراضيه المترامية هنا وهناك، والحقيقة أن السيدة ميركل كادت تبكيني تأثرا وهي تتحدث عن نتائج قمة برلين بشأن البلد الذي دخل في شؤونه كل العالم دون أن يكون لليبيين حق في شؤونه الداخلية وأن هذه النتائج من شأنها أن تعطي للشعب الليبي بارقة أمل في تحسن أوضاع بلادهم نحو الأفضل من خلال ما توصل له المؤتمر من ضرورة وقف إطلاق النار بين حكومة السراج وميليشيات حفتر المتمردة رغم أن هذين الاثنين لم يكونا في برلين أساسا ليوقعا على اتفاقية وقف إطلاق النار بعد أن هرب حفتر من هذه الاتفاقية في موسكو ووعد شفهيا بأنه سيلتزم بها وجاء مؤتمر برلين ورأينا المجتمعون يدخلون إلى قاعة مغلقة وبعد مداولات وبحث ونقاش مسترسل لم يُسمع من وراء الأبواب المغلقة خرجت ميركل لتزف إلى العالم هذه البشرى السارة التي يمكن أن نعتقد بعدها أن الأمور في ليبيا لابد أن تتجه نحو الأفضل لكن وبالنظر إلى اتفاقيات كثيرة حدثت كان العرب المتخاصمين فيها. هل تنجح اتفاقية برلين بالنظر إلى فشل قمة موسكو ؟! ألم تفشل اتفاقية السويد بين الحكومة الشرعية اليمنية والجانب الحوثي المتمرد المسيطر على العاصمة الرئيسية صنعاء وضواحي من شمال البلاد ؟! ألم تفشل اتفاقية الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني والحكومة الشرعية وما يزال كل طرف يرمي باللائمة على الآخر في فشل هذه الاتفاقية التي استضافتها الرياض والتي هي أيضا لم تستطع أن تعيد الرئيس هادي إلى سدة القصر الجمهوري في وسط العاصمة صنعاء ؟!، وقبل هاتين الاتفاقيتين عشرات من الاتفاقيات التي ذهبت في مهب الريح وكان تشرف عليها مثل دولة ميركل وغيرها وعادت الأمور على الأرض أسوأ من ذي قبل.. فلم هذه المرة يجب أن نطمئن لكل ما يقال عن ليبيا وهي منذ أن ثارت على القذافي وأقصته عن الحكم والدنيا برمتها لم ترتح يوما وكان نفطها الشيء الوحيد الذي أغرى العالم بأسره للزحف لها وكان أكبر الطامعين له من داخلها وهو القائد المنشق حفتر الذي على ما يبدو يمتلك من السلطة والسيطرة ما مكنه من إغلاق موانئ نفطية رئيسية تحدث عنها غوتيرش بكل حزن مصحوبا بلا شك بالكثير من القلق كما هي عادة أمناء الأمم المتحدة الذين يتوارثون شعور القلق بمجرد الجلوس على الكرسي !. عموما لتعذرني العمة ميركل في شعور التفاؤل الذي لا أستطيع أن أشاركها فيه ليس يأسا مني أو كرها في سعادتها- لا سمح الله - ولكني واثقة أن سيدة مثلها ستكون فترة عملها هذه هي الأخيرة قبل أن تغادر للجلوس في باحة بيتها لمراقبة مغيب الشمس وملاعبة جروها الصغير المسترخي بهدوء غريب عند قدميها، لن تغادر منصبها بعمل عظيم مثل استتباب الأمن في بلد عربي لا يمكن بعده أن يتفق لشراء سلاح ألماني بملايين الدولارات، وقس على ذلك دول مثل روسيا والولايات المتحدة وغيرها.. قاتل الله التفكير الأسود هذا !. [email protected]