10 أكتوبر 2025

تسجيل

أرواح أبنائنا مسؤولية الجميع

21 يناير 2020

لطالما شكّلت منطقة سيلين متنفساً للعديد من شبابنا منذ سنوات طويلة يمارسون فيها قيادة سياراتهم على " الطعوس " التي تمتاز بها سيلين بالإضافة إلى التخييم على ضفاف شواطئها الجميلة أو بين كثبان جبالها الرملية ، وخسرنا للأسف العشرات من أرواح شبابنا بسبب الاستهتار والرعونة في القيادة أدت بعد ذلك إلى ضرورة وقوف الدولة والمجتمع ضد هذه الظاهرة السلبية واتخاذ كافة التدابير اللازمة للقضاء عليها ، والحفاظ على أرواح شبابنا الذين لا زالوا مهووسين في هذه الهواية الخطيرة التي أدمت قلوب العديد من الإباء والأمهات وشكّلت هاجساً لدى متخذي القرار في الدولة . وجاءت العقوبات الأخيرة التي نفذّتها الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية رادعاً لكل المستهترين والمخالفين لعدم تعريض أرواحهم وأرواح الآخرين للخطر ، حيث شددت العقوبات على من يقود مركبته بطريقة متهورة أو عدم التزامه بقانون المرور واللوائح المخصصة التابعة له ونتج عنها حادث وحدثت إصابات قد تصل عقوبتها عند عرضها على القضاء إلى 6 سنوات سجن وتدخل في نطاق الجناية ، وقد تم ترجمة هذه العقوبات على أرض الواقع بضبط عدد من قائدي المركبات المتهورين بمنطقة سيلين أثناء قيامهم بارتكاب عدد من المخالفات كـ ( القيادة برعونة ، إخفاء لوحات المركبة ، التحفيص والتلاعب ) وغيرها من المخالفات التي من شأنها أن تحد من تعريض أرواح وممتلكات مستخدمي الطريق للخطر . ولعل البعض ألقى اللوم على وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور على اتخاذ مثل هذه المخالفات المغلظة دون أن تضع بدائل وحلولا تُغني عن فرض مثل هذه العقوبات وكأنها هي الجهة الوحيدة المسئولة عن هذه القضية التي لطالما بذلت ولا تزال الإدارة العامة للمرور كل الجهود المضنية من برامج وحملات توعوية وورش ودورات على مدى الأعوام الماضية من أجل الحدّ من تفاقم هذه الظاهرة والقضاء نهائياً على هذه المشكلة ولكن للأسف لازال الكثير يعتبرها شمّاعة يُعلق عليها كل الأسباب والمسئولية الكاملة في عدم حل هذه المشكلة ! ولا ريب أن الجميع تقع عليه المسئولية في التصدي لهذه القضية ولاسيما المؤسسات والشركات الخاصة التي تجني المئات من ملايين الريالات دون أن تُسهم بفاعلية وفي إطار مسئوليتها الاجتماعية في إيجاد بدائل أو متنفساً للشباب تحدّ من تفاقم ظاهرة الحوادث المؤلمة التي قضت على العديد منهم ، وبالأخص الشركات الصناعية العملاقة في منطقة مسيعيد والتي كان من المفترض على الأقل أن نرى لها مخيمات وأنشطة للشباب في المنطقة التي لا يفصلها عنهم إلا عشرات الأمتار ، ثم أين المجلس الوطني للسياحة الذي غابت عنه منطقة سيلين من خارطة رزنامته السنوية السياحية بالرغم من الميزانية الضخمة التي تُرصد للمهرجانات التي تنظمها على مدى العام في الأسواق والمجمعات ؟! وأين نادي قطر لسباق السيارات والدراجات النارية الذي يبدو أنه اكتفى فقط باستقبال الشباب في حلبته في المنطقة الصناعية وغض طرفه عن سيلين في الوقت الذي ينظم فيه سباقات في أمريكا ودول العالم الأخرى. الجميع أمام مسئولية أخلاقية ومصيرية تجاه فئة تعد هي عماد مستقبل هذا الوطن فإن تقاعسنا وأهملناها فقد خسرنا المستقبل كله !! فاصلة أخيرة فإما قانونٌ يرفع شأن الفرد ولا يحدّ من حريته وإلا فالتبعات لن تُحمد عقباها !!جابر المري [email protected]