14 سبتمبر 2025
تسجيل( التطبيع مع إسرائيل خيانة ) بهذه اللافتات والعبارات استقبلت العاصمة اللبنانية بيروت ضيوفها من الوفود العربية التي ستشارك في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة التي شهدت غياب الكثير من القادة العرب في مقابل ما أعلنته دولة قطر عن مشاركة سمو الأمير المفدى على رأس وفد رفيع المستوى في القمة التي افتُتحت بالأمس تحت مسمى ( الإنسان محور التنمية والاستثمار في الإنسان )، ورغم أنه لا يوجد رابط بين هذه اللافتات التي تأخذ للوهلة الأولى منحى سياسياً وبين محاور هذه القمة التي ترمي إلى رفع مستوى التعاون الاقتصادي العربي الموحد ولكن بالإمعان في النظر فإن ( التطبيع الاقتصادي ) مع الكيان الصهيوني بات أيضاً خطراً محدقاً وظاهراً يتفاخر به ممثلو إسرائيل دون الإفصاح صراحة عن الجهات والدول العربية التي وثقت معها مثل هذا التعاون الذي تعده بيروت صراحة ( خيانة ) أمام الأهداف التي قامت عليها القمم العربية الاقتصادية والتي استضافت الكويت النسخة الأولى منها عام 2009 بهدف رفع معدل التنمية الاقتصادية العربية ومنحت الكويت فيها نصف مليار دولار لأجل هذه الغاية التي لم تؤت أُكلها بالصورة المطلوبة آنذاك، وعليه انتظرت هذه القمة نسختها الثانية عام 2011 في القاهرة وكان المحور الرئيسي لها هو توفير الأمن الغذائي كأولوية قصوى للشعوب العربية تحدثت حوله الوفود المشاركة ولم يتعد تنفيذ ما جاء فيها حدود القاعة التي قيل فيها هذا الكلام للأسف بينما تعهدت الرياض عام 2013 في استضافتها للقمة العربية الاقتصادية الثالثة بتحقيق اتفاقية موحدة للاستثمارات العربية واستخدامات الطاقة المتجددة لتقف الأمور كما هي ويتهاون القادة العرب في الاستمرار لحضور مثل هذه القمم التي تجد بيروت نفسها اليوم العاصمة العربية التي تتصدى للنسخة العربية منها بـ 27 بنداً تتضمنها منها الأمن الغذائي وإقامة منطقة تجارة حرة عربية موحدة وتنفيذ فكرة الاتحاد الجمركي العربي الموحد والقضاء على الفقر المنتشر في كثير من الشعوب العربية التي لا تلقى احتياجاتها اليومية بكل سهولة بالإضافة إلى تفاقم مثل هذه المشاكل في عدة دول منها سوريا واليمن وغزة أمام عجز كامل من الحكومات العربية للتصدي لهذه التحديات التي لم تستطع القمم العربية الاقتصادية الماضية أن تواجهها بحلول فعلية واليوم تجد لبنان نفسها في خضم هذه المشاكل المتفاقمة على أرضها لا سيما بعد تفجر قضية اللاجئين السوريين في مخيم عرسال اللبناني والذي يؤوي آلافاً منهم يعانون فيه صقيع الشتاء القارس والذي أودى بحياة الكثير من أطفالهم وهبت قطر كعادتها لنصرتهم وإنقاذهم بأكثر من 214 مليون دولار واليوم تكسر قطر نفسها الحصار على هذه القمة، بحضور رأس الهرم فيها متمثلاً في سمو الأمير حفظه الله في حين تعمدت دول عربية كثيرة إلى تخفيض عدد ممثليها لهذه القمة التي تلقى مع تفجر أوضاع اللاجئين السوريين على حدود بلادهم المشتركة مع لبنان والأردن وتركيا لا سيما أن لبنان يود أن يعود إلى الساحة العربية بدور قيادي لا تريده له بعض الدول الخليجية مثل الرياض وأبوظبي اللتين بدأتا في مد أواصر تعاونهما مع إسرائيل على كافة الأصعدة وتحاول بيروت من خلال ترؤسها واستضافتها لهذا التجمع العربي الذي وصفه الأمين المساعد للجامعة العربية بالضعيف الذي لا يمكنه في الوقت نفسه أن يقلل من أهمية عقدها وتحقيق المرجو منها هذه المرة أن تؤكد على أن ما تحاوله بعض هذه الدول التي تعمدت خفض ممثليها في القمة لن ينجح بوجود الحريصين من حكومات وقيادات وممثلي الوطن العربي على إنجاح المرجو من هذه التجمعات التي تهدف إلى تحسين الخطط الاقتصادية العربية. عموماً تبدو هذه القمة أصعب من سابقاتها لأنها تحمل على عاتقها أصعب تحد تقف امامه الدول العربية وهو التوصل لصيغة اقتصادية عربية موحدة لا أظن أنها يمكن أن تتحقق وهناك من ينخر في عضد هذه الأمة واعتذار الكثيرين من القادة الذي فسره الكثير من المحللين على أن وراءه ضغوطا أمريكية تهدف إلى التقليل من أهميتها ، وهي التي لم تر الدوحة بأساً من أن يشارك رئيسها فيها مما أعطاها زخماً سياسياً كبيراً، تلقفته وسائل إعلام لبنانية بالكثير من التقدير والترحيب ، وربما تتحقق في هذه القمة ما نود كشعوب عربية يقع عليها نتائج ما يختلف فيه قادتنا ولكن يبقى الأمل سيد موقف لم يأت بعد !. ◄ فاصلة أخيرة: تتصدر قطر المشهد دائماً فهي البناءة الكريمة التي لا ينكر تأثيرها أحد. [email protected]