23 سبتمبر 2025

تسجيل

السقوط الأخلاقي في خضّم السياسة

21 يناير 2018

تقلبات سياسية لا تخضع لمبادئ إنسانية ولا أخلاقية وليس لها نهاية بالرغم من أن بدايتها وضعت بخطط مدروسة ومسبقة، ومواقف صبيانية ومتناقضة تعتمد على الجهل بالنتائج المستقبلية نتيجة العشوائية والتمرد في فقدان الخطط،، لو أحصيناها جميعا لبلغت عنان السماء من الكذب والدجل والطعن والفبركة وسوء الخلق،. وجميعها تفتقد التفكير الواعّي كما تفتقد الخلق السامي في التعامل مع الآخر، لذلك لا نستنكر إحلال الفوضى السياسية والإعلامية والأخلاقية، كما لا نستنكر القرارات الارتجالية التي تغذي المصلحة الخاصة دون العامة، تلك هي دول الحصار الأربع الجائرة التي اتبعت هذا الأسلوب مع دولة قطر ووضعت نفسها في مطب خانق كلما أرادت الخروج منه انزلقت في مطب آخر لأنها لم تدرك عواقب خططها الجهنمية، مثلهم كمثل الفاسقين الذين قال الله عنهم في كتابه الكريم: " وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن  يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ."  …. بدأوا بجريمة اختراق وقرصنة لموقع وكالة الأنباء القطرية، في 24 مايو الماضي ودسّت تصريحات كاذبة نسبت للشيخ تميم وسرعان ما تبين كذبهم وافتراءهم، ثم بدأ الحصار الرباعي الجائر المباغت على قطر 5 يونيو 2017 اقتصاديا وسياسياً واجتماعياً ومنه إغلاق الحدود والأجواء، بمطالبه الواهية الارتجالية المرهونة تنفيذها بفك الحصار، رفضت المطالب ورفض الحوار بكل إشكالياته، كما رفضت مساعي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد التصالحية بلا احترام ولا تقدير، وجُرّم التعاطف الشعبي مع قطر، ثم وضعت قطر في قائمة الإرهاب ليصبح هذا المصطلح متداولاً بين شعوبها المغيّبة عن معرفة الحقائق، المخنوقة بقوانينها التعسفية، ثم دفعت المليارات لتفعيل المؤامرات والمنتديات الداخلية والخارجية ضد قطر وتشويه صورتها، وحيكت بياناتها الختامية بما يتفق ومصالحهم آخرها منتدى "دراسات " في البحرين 8/1/ 2018 بعنوان "قطر عرّاب الفوضى والأزمات في الشرق الأوسط "، وجميعها باءت بالفشل ورجعت بخفي حنين، وتم شراء الذمم، ودسّها في تشويه صورة قطر ورموزها كما أعلنت مؤخرا شبكة " إن بي سي " أن شركة "سوشيال ليمتد" ومقرها لندن أقرت بتلقيها أموالا من الامارات عام 2017 م لشن حملة ضد قطر رصدت لها حوالي 330 ألف دولار، كما جُنّدت جيوش الذباب الالكتروني والهاشتاجات بروائح منتنة تنفث سمومها من أفواه المنافقين والمطبلين والموالين للأنظمة الحاكمة ففشلت كل الجهود والضغوط في الوصول الهادفة الى تطويع قطر تحت عباءتهم السياسية والفكرية والتأثير على أبنائها وإفشال مشاريعها والاستيلاء على ثرواتها كما صرح به الشيخ عبد الله بن علي الثاني الضيف المخطوف، وبالرغم من الفشل والإخفاق إلّا أنَّ سيناريو أنظمة الحصار مازال قائما، ليتجاوز مداه أخلاقيا بتجاوز طائراتها الحربية المجال الجوي القطري، ثم الادعاء الكاذب بقيام مقاتلات الطيران القطري باعتراض احدى طائراتهم المدنية، هذا غيض من فيض من الممارسات الجائرة اللا أخلاقية الخارجة عن نطاق العرف الأخلاقي وحسن الجوار وثقافة السلوك، الذي تعاملت وتتعامل معه دول الحصار مع الشقيقة "قطر" بلا أسباب ولا مبررات سوى ما تحمله من حقد وغيرة وحسد على تلك الدولة الصغيرة التي انتهجت نهج الكبار في سياستها وثقافتها ومشاريعها وأخلاقها وحكمة أميرها في كيفية التعامل مع الأزمات ملتزماً بما جاء في كتاب الله العظيم بقوله: " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً* وقوله: " وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِراماً* " لذلك زاده الحصار تحّدياً نحو التنمية، وزاد شعبه تماسكاً.  …. لقد تعلّمنا منذ صغرنا " بأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه، والمؤمن من أَمنّه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم" كما تعلمنا بأن من كان يُؤْمِن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" حديث للرسول صلى الله عليه وسلم " وتعلمنا أن القائد قدوة في الخلق والسلوك، فأين ذلك مما يحدث؟! فالأزمة  مع قطر والمنهج الذي اتبعته دول الحصار ضد قطر كشفت معادن الناس وثقافتهم واخلاقياتهم، كما بينت المسافة الزمنية ما بين القول والفعل فهناك وزارة السعادة، وهناك المعهد الدولي للتسامح وكلاهما في دولة الامارات، ومؤتمر نيابّي للتسامح في البحرين بعنوان " البحرين بلد التسامح" ولمحة فكرية شاملة للممارسات السلوكية والأخلاقية الهابطة التي اتخذتها دول الحصار شعارا في سياستها لمحاربة قطر وممارسة الضغط على شعبها لقلب نظام الحكم،تنفي الصفة المسلمة والمؤمنة والقدوة من أجندتها السياسية، كما تنفي تحقيق السعادة والتسامح مع الآخر، فأين التسامح والسعادة مع الفجور في الخصومة، وقطع صلة الأرحام، والحرمان من بيت الله الحرام، وشراء الذمم، وجزّ العلماء وأصحاب الرأي والأمراء في السجون، ليتحول خصومها مع قطر الى حرب لا أخلاقية تجاوز حدود الاعراف والقيم والجوار من خلال انتشار ما يسمى "الذباب الالكتروني"، وترك الحبل على الغارب لاعلاميها ومغرديها بتجاوز حدود الأدب والذوق والخلق، في دس سمومهم ذَوات الرائحة النتنة في الأعراض وما يمثله مؤخرا المغّرد الإماراتي الوقح المدعو "حمد المزروعي " ومنهجه اللفظي في التعدّي على والدة سمو الأمير أعزها الله وكرّمها من كل دنس، وسبقه بما يسمى "الدليم"سعود القحطاني " الذي غرّد بعد أكثر من سبعة أشهر من الحصار والردّح في تويتر بأن الأعراض خط أحمر، وقوله: " ونحن شعب لا يفّجر الخصومة وهذه تربيتنا وعاداتنا، وهذه توجيهات ولاة أمورنا " لو كان الشيخ زايد رحمه الله وطيب ثراه موجودا لصدقناه، ولكن الآن من يضحك على الآخر، ومن يصدق الآخر، ونحن نرى السقوط الأخلاقي اتخذ مداه، فهو وأمثاله لا يختلفون عن النهج الاعلامّي المصّري الذي انتهجه " "عمرو غير الأديب" "وأحمد موسى " في اتخاذ الردح واللغو والتعرض لسمو الأمير ووالدته ووالده، منهجا لمادتهما الاعلامية، وهذا من أكبر الكبائر، وعلى شاكلتهم الكاتبة الصحفية البحرينية " سوسن الشاعر" التي لا تخلو مقالاتها من التعرض للأسرة الحاكمة بكلمات تخلو من الأدب والاحترام والخلق وغيرهم من المطبلين والموالين لأنظمتهم من دول الحصار والتي جميعها لولا موافقة أنظمتهم والعلم بما يفعلونه لما تجرؤا على التفوه بالسموم المنتنة. …. لذلك اتخذت تغريدات المغرد المدعو " حمد المزروعي " في النيل بأخلاقيات والدة الأمير الشيخة موزة كرّمها الله استنكارا واسعا وصدمة خليجية للكلمات الدنيئة الوقحة التي استخدمها مما يدل على تمثيل وموافقة نظامه، وهو لا يدرك قيمتها ومكانتها في قلب الشعب القطري؛كما لايدرك مبادرتها في إطلاق جائزة تحمل اسم " اخلاقنا" لحث الشباب على المكارم الأخلاقية، ويكفينا فخرا أنها أنجبت صاحب السمو الشيخ تميم الذي أبهر العالم بدماثة خلقه وبلاغة حكمته ورجاحة عقله في تعامله مع الأزمة، ولتعلم دول الحصار وذبابها الالكتروني أن صاحبة السمو ليست خطاً أحمر فقط، بل خطوط حمراء من يتجاوزها كأنما تجاوز ضد المرأة القطرية سنقف لهم بالمرصاد وسنواجه لكل من يسيء إليها وإلى أخلاقيات دولتنا أميراً وشعباً.