12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مصارحات اليوم لا تعني التبرير لأي كان، فالبشاعة في انتهاك حقوق الإنسان كل لا يتجزأ.لا يمكن مقاومتها والدفاع عنها في موقع، والقبول بها، بل وممارستها في مواقع أخرى.(1)كنت أتساءل فقط عن هذه العدسة الجبارة التي يضعها العالم على ضميره، ليستطيع مشاهدة هذا الكيل بعشرات المكاييل.كنت أظن العنصرية والكراهية سلوكين عدوانيين مرتبطين بالأفراد، حتى اكتشفت مؤخرا أنه متغلغل في أنظمة كثيرة حتى النخاع، تتحكّم بضمير العالم وعيونه وقلبه.الساسة يكذبون، ووسائل الإعلام تكذب، إذ لا ترينا إلا ما يراد لنا أن نراه.قنوات العالم تستنفر عدساتها لتغطية طويلة ومملة لقيام إرهابي "داعشي" قتل والدته في سوريا، وتضع عنه التقارير المصورة، وتظل تكرّر الخبر مرتين وثلاثا في اليوم.بينما هي نفسها، غير عابئة بمجازر وتطهير عِرقي تقوم به ميليشيات الحشد الشعبي في المقدادية بديالي، والتي راح ضحيتها على مدار السنوات الماضية أكثر من 80 ألف عراقي، فضلا عن أكثر من 27 ألفا في عداد المفقودين!الساسة الغربيون، والقنوات الغربية المشهورة، تناولوا جميعا إعدام نمر النمر في المملكة العربية السعودية بالعرض والتحليل، ولا زالوا يبثون الحلقات التحليلية عن إعدامه، ويصدرون البيانات في ذلك.بينما لم نر ولم نسمع تلك القنوات تكلمت مرة واحدة، عن إعدام أكثر من 800 سني في العام الماضي فقط في طهران، مع أن الأول كانت محاكمته واضحة بتفاصيلها، بينما المئات الذين أعدموا في طهران، تم شنقهم على الرافعات من دون محاكمات، نقلا عن مواقع إيرانية كثيرة؟!هل تذكرون أحداث البحرين، وكيف أقاموا الدنيا ولم يقعدوها في دعم إرهاب منظم، يعلم الجميع من يموله ويرعاه. بينما هم صامتون عما تفعله حكومات طهران المتعاقبة مثلا في الأحواز وبلوشستان، بل ما تفعله طهران مع من يتجرأ ليعارض الولي الفقيه.شاهدنا كيف يديرون الحملة الفاشلة على قطر، بغية تشويه سمعتها والإضرار باستضافتها لكأس العالم، بينما لم نسمعهم يتكلمون بذات الحرقة، عن الحوادث العنصرية الرهيبة ضد العرب والمسلمين، التي تزداد في أوروبا وأمريكا يوما بعد يوم؟!(2)عندما تجد المنظمات الأممية والدولية تلتقي ببشار وأفراد عصابته، على الرغم من جرائمهم في سوريا، والتي تسببت بإبادة أكثر من نصف مليون سوري، وتدمير البيوت وتهجير أهلها، هذا غير مئات الآلاف من جرائم التعذيب والاغتصاب الوحشي الموثق بالفيديوهات، فاعلم أن هناك من يتحكم بالعدسة، بل يتحكم في بؤرتها، حيث يكبّر لنا ما يريد أن نراه ونهتم به، بينما يقوم بتغطية نفس الشاشة، لإخفاء كل تلك الجرائم السوداء في تاريخ الإنسانية. نقلوا لنا الصور واللقطات (المؤثرة) لأحداث "شارلي إيبدو" وباريس وغيرهما، بينما هم عاجزون عن نقل ما يجري في بورما من مجازر وإبادات وحشية يندى لها جبين الإنسانية. هم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد على سياقة المرأة السعودية للسيارة، لكنهم عاجزون عن علاج ما تتعرض له نساء مجتمعاتهم من حالات اغتصاب وتحرّش متكرر بلغت في أمريكا وحدها، واحدة من كل خمس أمريكيات بحسب مجلة "تايم" الأمريكية، والحال لا يقل سوءا في دول أوروبية أخرى!الأعجب من هذا وذاك، هو التصافي العجيب والغريب بين الأمريكان والأوروبيين مع النظام الإيراني، مع أن آثار فؤوسهم لازالت مغروسة في ظهورنا.هو التناقض الأخلاقي، وهي العدسات الكاذبة، التي باتت تصنع المشهد، ثم ترسم الدمعة، ثم تصطنع البكاء، على حوادث غير حقيقية، بينما ما يُفترض أن يُبكى عليه دما، لن تجده ولن تراه!(3)هل هو بالفعل صراع حضارات؟أنا لا أجد أي حضارات تتصارع، بل أرى حضارة بلا ضمير ولا أخلاق ولا إنسانية حتى، تدمّر كل شيء في الوجود. لم تتعرض أمة للإرهاب والإبادات مثل أمتنا، ومازال القتلة والمجرومون يظهرون على تلك العدسات الكاذبة يبتسمون ويضحكون، قطع الله أنفاسهم.عالم مليء بالنفاق والدجل، يقرّب من يدير القتل على الدين والهوية في العراق وسوريا، ويحمي كيانا غاصبا في فلسطين، ثم يريد أن يقنعنا بأن "داعش" هي البلاء الأعظم؟!