30 سبتمبر 2025

تسجيل

احموا أبناء القرن من التغريب

21 يناير 2013

بعد أن طوينا أوراق القرن الماضي وبدأنا العد التصاعدي للقرن الحالي الواحد والعشرين، افرزت تطوراته منذ انطلاقة عقده الاول جيلا جديدا مختلفا، حدثت فيه فجوة وفراغ مع جيل الآباء والأجداد الذي استفاد مما خلفه جيل الاجداد الجيل الذي عبر منتصف القرن العشرين وحمل ثقافات وعادات أبائه الذين ذاقوا ضنك الحياة السائدة وقسوتها في تلك المرحلة سواء ممن عاشوا على البحر او في البادية فهم الذين مهدوا الطريق لجيل الخمسينات بعد ان حل الخير وتعافى الناس من ثقل تلك الايام الخوالي حتى حل علينا القرن الواحد والعشرون الذي بدأ يتشكل امامنا جيلا جديدا غريبا على عادات الاباء وثقافتهم وان كانوا لا يزالون يحافظون على جلدتهم الخارجية بيد ان دواخلهم تستشري فيها لغة جديدة بسبب انهم ينهلون من العلم الحديث والتطور التكنولوجي الذي يوصف به هذا الجيل الجديد المتسارع الخطى تاركا ما اورثه الآباء من ثقافات وقيم ثابتة وراء ظهورهم.يأتي طرح هذا الموضوع بعد ان تعالت اصوات الآباء والمربين والمتخصصين تطالب بالبحث عن اسلوب مقنع تتعامل به مع جيل القرن الذي ادت الثقافة التي يسير عليها وينهل من علومها الى تناقض وتضارب مع توجيهات الآباء والامهات الذين يشعرون بصعوبة التواصل معهم واصبح التباين شديدا وقابلا للرصد في الامزجة النفسية، حيث ان جيل الاباء الآن يحمل اعباء الموروث اخلاقيا ووطنيا وسياسيا واجتماعيا وهو من الجيل الذي لم يخلع جلدته ولم ينجرف باتجاه ثقافات معاصرة وافدة في حين قدوم القرن اذهل جيله الجديد وظهرت نماذج من هذا الجيل ممن يلوون السنتهم ويلبسون هنداما مخالفا لطبيعتهم الممتدة الى اعماق التاريخ الخاص بطبيعة المنطقة وخصوصيتها.آن الاوان كي ندق ناقوس الخطر ونحذر من التغريب في ثقافات جيلنا القادم لا بد من التعاون الجاد لتضييق الفجوة بين افكار جيل القرن وجيل الآباء والحرص على التدقيق على التدفق الثقافي الذي يلقن به اجيالنا الجديدة بما يحمله من ذاكرة وطنية نريد ان يفهم الآباء ان متغيرات عاصفة طرأت على الحياة وانماطها وان عليه ان يستوعبها بما يمتلك من موروث ثقافي وقراءة في تاريخه ويريد من الآباء ان يكونوا اكثر تقبلا لجيل الكمبيوتر والتقنيات الالكترونية لا نريد ان تكون هناك قطيعة بين جيلين يفصلهما مفترق قرنين بكل ثقافاته وقناعاته بل نريد ان تلتحم مسوغات التعليم وتلتصق بين الجيلين ونخلق بينهما تواصل التطور والتحديث والاستفادة من كل الموروث.. نريد ان يظل التسارع في تطور العلوم لتضييق الفجوة بين من ولدوا بعد منتصف القرن العشرين ومن ولدوا مع بزوغ القرن الواحد والعشرين، لانهم من سيحملون لواء النهضة القادمة ويرسمون مستقبل الجيل. وسلامتكم