13 سبتمبر 2025

تسجيل

لنفــرح بـالـوطــن ولكن!

20 ديسمبر 2021

انتهى اليوم الوطني، الذي اختير أيضاً ليكون فيه اختتام بطولة كأس العرب فيفا قطر 2021، وفرح الشعب وأثبتت قطر أنها جاهزة كلياً لاستضافة كأس العالم 2022، واحتفى العالم ببلادنا بعد نجاح التنظيم المبهر الذي أخبر كل دول العالم بأنهم مرحب بهم في مثل هذه الأيام من العام المقبل في قطر، وأن النجاح الذي شهدناه بالأمس يمكن أن يتكرر بأضعاف مثله في مناسبة رياضية أكبر وأشمل ومختلفة الأعراق والدول والأديان والفكر من خلال مونديال كأس العالم، ولكن ماذا بعد تلك الليلة الصاخبة التي عشناها في 18 ديسمبر؟، كيف ترك المحتفلون تلك الشوارع التي شهدت مسيرات الاحتفال والفرح؟، هل ألقى المحتفلون بالاً يذكر لمن سوف يسهر بعدهم وهو يقوم بتنظيف هذه الشوارع من آثار احتفالهم؟، كم عامل نظافة سوف يقوم طيلة الليل والساعات الأولى من الصباح برفع كل مخلفات (الاحتفال) التي ظن أصحابها أنهم بهذا يعبرون عن فرحتهم باليوم الوطني واختتام بطولة كأس العرب وفوز منتخب الجزائر الشقيق باللقب؟. أليست كل المشاهد المؤسفة التي وصلتنا في وضع الشوارع الرئيسية والحيوية وأعني طريق الكورنيش والطرق التي حوله تعد هدراً للمال العام وإتلافاً للممتلكات العامة والإضرار بها؟، لم لا يكون احتفالنا راقياً بصورة تحفظ لشوارعنا وواجهة بلادنا النظافة والسلاسة وعدم تواجد أي شكل من أشكال التشويه الذي لا يمكن أن يكون أو نقبل به؟، لم لا نعلم الأجيال الصغيرة أن الفرح بالوطن ونجاح هذا الوطن في أي مناسبة تصير على أرضه لا يعني التشويه والتساهل في تخريب ممتلكاته أو اعتبار أن رمي القاذورات على أرضه هو أمر هين ما دامت الدولة تعين جهات وأفرادا سوف يقومون لاحقاً بتنظيف كل ما فعلوه من أمور شائنة حقاً بحق تربيتهم التربية الصحيحة والواعية وبحق مسؤوليتهم تجاه الوطن والمحافظة عليه؟. ونحن يمكننا جيداً أن نقدّر تقديراً كاملاً جو الفرح الذي غلب الجميع من خلال المسيرات أو الترجل مشاة في شوارع الدوحة، لكننا لا يمكن أن نعطي عذراً لمن كان يأكل ثم يرمي مخلفات أكله على الطريق أو يرميها من نافذة سيارته بحجة الفرح!، ولا يمكننا أن نعذر من شرب وأطار بنصف علبته المملوءة في منتصف الشارع ليعبر عن فرحته، كما لا يمكننا أن نعطي أعذاراً لمن أضر بالمساحات المزروعة بالنباتات والموجودة في الحارات التي تفصل الشوارع لمجرد أن هذا المهمل وغير المسؤول يريد أن يفرح مترجلاً على قدميه غير آبه أين يضع قدميه وعلى أي شيء يدوسه، فهل قطر الكبيرة مكانة والأعلى مقاماً والأغلى أرضاً ووطناً تستحق أن يكون الفرح بها بهذا الشكل الذي لا يمكن أن يتساوى مع مقدار الحب الذي نكنه لها أو بالمقدار الذي يدعي هؤلاء امتلاكهم له تجاه الوطن ؟!. نحن هنا لا نقلل من المحبة، ولكننا نستعظم أن يكون التعبير عن هذا الحب بما يخالف أُطر ووصف هذا الحب الذي كان يجب أن يقترن بما يدل عليه واقعاً وحاضراً في المحافظة على ممتلكات هذا الوطن التي يشيد بها العالم من خلال الملاعب والاستادات المونديالية التي أُقيمت عليها مباريات كأس العرب التي اختتمت في اليوم الوطني، فباتت الفرحة فرحتين وربما أكثر لأننا يجب أن نزرع في نفوس أجيالنا القادمة أن الفرح لا يعني التساهل في الفرحة بحيث تغلبنا اللامسؤولية عند التعبير عن هذا الفرح وتلك السعادة، ولنكن خير شعب يرى في المحافظة على مقدرات وثروات وممتلكات بلاده الفرحة الحقيقية له وليست تلك الفرحة العابرة التي تمضي ثم تبقى آثارها السيئة في انحناءة كل عامل نظافة أو تعويض ما دُمّر فيها من المال العام المهدور وإني والله لكم من الناصحات. [email protected] ‏@ebtesam777