20 ديسمبر 2025
تسجيللعل أكثر الناس سعادةً برؤية جماهير الشعوب العربية وتوافدها إلى قطر هو الأمير الوالد سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يبدو هذا واضحاً لكل متابع، عاش سموه، في وسط الحدث بين الناس والجماهير العربية من حوله تحدث مع الجميع، ابتسم للجميع كأنه كان يسترجع نمطاً للزعامة كان قد اختفى، بعد خفوت الحس العروبي القومي الجامع، كأنه يريد أن يقول للشعوب أنتم الأمل المتبقي في إعادة الإنسان العربي إلى تيار التاريخ بعد أن خرج منه. كأنه يريد أن يقول ما بعثرته السياسة تستطيع قطر أن تعيد ترتيبه عن طريق الرياضة. كأس العرب كانت تُقام منذ عقود، لا يشعر بها أحد، حتى كادت أن تُنسى، لكن قطر جعلت منها حدثاً رياضياً عالمياً، دور قطر لا خلاف عليه في اعتراف الفيفا به، وتبنيها لدوراتها القادمة، دور قطر يقف الجميع احتراماً له في إدخال اللغة العربية واعتمادها كلغة رسمية للفيفا مع باقي اللغات العالمية، عرب المهجر عاشوا أياماً سعيدة وهم يتابعون كأس العرب الغت كثيراً من شعورهم بالغربة، التفتت دول العالم إلى حدث عربي لم يعهدوه على مستوى الشعوب يصل تأثيره إليهم بشكل أو بآخر، المكسب المعنوي كبير لقطر ولكل العرب مهما كانت التكلفة، قطر تعيش حالة نضالية لذلك تستهدف المعنى، وأنا على يقين بأن الداخل إن شاء الله سيعيش المعنى والمبنى كذلك، شكراً قطر أنا القطري وجدتني أقولها باسم كل العرب، اُسقط في يد كل من كان يشكك في عدم قدرة قطر على استضافة مونديال 2022 الجميع أخيراً يُنشد ويُهنئ، مستوى عالٍ من التنظيم والاستعداد أبهر العالم، انظر إلى عودة الروح إلى جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، انظر إلى التآلف والمحبة بعيداً عن خلافات الساسة والسياسة، حتى الفيفا جعلتها قطر تتكلم «عربي» اليوم، أدركتم الآن سر فرحة سمو الأمير الوالد بالذات عاصر انكسارات العرب وهزائمهم السياسية، فبحث لهم عن نصر على مستوى الشعوب، فكانت كأس العرب، وغداً كأس العالم ليدخلهم بوابة التاريخ إنسانيا بعد أن خرجوا منه سياسياً. [email protected]