12 سبتمبر 2025
تسجيلقالوا لي اعرضي أمنياتك قبل أقل من عشرة أيام من حلول السنة الجديدة 2019 ! ولأن الأمنيات كثيرة وكبيرة يدخل معظمها في الخصوص وينطلق قليلها في العموم فقد قررت أولاً ألا أفكر لأني أعرف نفسي حين أفكر أصبح عاقلة وهذا العقل لا يفيدني في كثير من الأحيان كما هو الحال الآن وأنا على أهبة الاستعداد لعرض أمنيات مجنونة !. أتمنى أن أعرف في أي سنة هجرية أنا!.. أعلم بأن أكثركم سيفكر قليلاً وربما بادرني بإجابة خاطئة ومنكم من سيتوقع ويعطيني خيارات لا يعرف هو نفسه الخيار الصواب منها كما أن منكم سيقول لا أدري وهذا سأحترمه كثيراً فمن قال لا أدري فقد أفتى وما أكثر المفتين اليوم وفيكم من سيقول لي الإجابة وابتسامة المنتصر تتأرجح على جانب شفتيه وكأن العلم بهذا هو أكبر تحد يواجهه بينما في الواقع أن أنا وأنتم نبدو جهلة تماماً أمام غرابة الأمنية وعظم الجهل الذي نتلوى في جنباته ونحن العرب المسلمون !. أتمنى أن ينتهي حصار قطر ليس لأننا نعاني ولكن لأن هذا الحصار كان جائراً ورفعه هو نصر للعدالة التي يجب أن تتحقق لقطر وهو السبيل الوحيد لإعادة أواصر العائلات المشتركة مع دول الحصار وفرصة لنيل كل أهل قطر حقوقهم التي تم انتهاكها من قبل هذه الدول التي لم تراعِ حرمة جارتها، فطغت وتجبرت حتى تكشف الأيام عن حقائق مهولة ما كنا نظن أن هذه الدول تضمر كل هذا الشر لنا لتحاول ثلاث مرات غزو أرضنا واحتلالها وقلب نظام الحكم فيها ومطالبتنا اليوم برفع الحصار وإعادة الحقوق ما هو إلا لتحقيق العدل إلى الدوحة وليس لرغبتنا في إعادة العلاقة مع هؤلاء فقد تجاوزنا شعورنا بانتمائهم لنا إلى الشعور بتميزنا وهذا يكفينا !. أتمنى أن تنتهي معاناة سوريا ويحيي السوريون ذكريات شهداءهم وأطفالهم من مقابر لا يخافون بعدها أن ينبشها النظام بصواريخه ولن يغرقها بألغامه ولن يصطاد منها أعداءه وأن يعيش الشعب السوري عيشاً حراً و... يتنفس !. أتمنى أن يتحرر اليمن ويعود أهل السنة هي الغالبة الحاكمة ويتخلص من كل الخونة الذين باعوا يوما اليمن إلى عدو جار نهب أرضهم واعتدى على عرضهم وأن يطهروا حكومتهم من كل لاعب متسلل إليها ويطردوه أو يعدموه فكل خائن هو محكوم عليه بالموت في قضاء الشعب وأن ينهض هذا البلد من الجهل الذي يستحكم فيه وهو أهل الحكمة اليمانية ويصطف بجانب أقرانه لا يعلو أحد عليه وإن حاول طاوله اليمن علواً وهذه أمنية قلب باك على هذا البلد الذي يتقدم للخلف بعد أن حادت عاصفة الهياط السعودية الإماراتية عن أهدافها وساهمت كل من الرياض وأبوظبي في إغراق اليمن إلى وحل الدمار والمعاناة الإنسانية التي تعد اليوم أعظم معاناة في العهد الحديث!. أتمنى وأبدو عاقلة جداً في أمنيتي هذه أن تتنفس غزة وسر العقل فيها إنني لم أتمن أن تتحرر فلسطين فهذا لا يبدو حتى قيام الساعة ولذا انحصرت أمنيتي هذه في أن يتنفس هذا القطاع من حصار ظالم ومن جار يزيد من عزلته ويردم أنفاق الحياة إليه ويتقدم في إكمال سور عظيم شاهق يمنعه حتى من أن يرى أشعة الشمس تتسلل إلى جنباته المظلمة وأن تكون غزة بوابة فلسطين نحو الحياة وأن يحب الشعب الحياة كما هو الآن يعشقون الموت لأجل أرضهم المسلوبة من إسرائيل وبعض الخونة العرب !. أتمنى أن تعود مصر.. مصر التي أحب.. الخالية من انقلابات العسكر وفاشية الحكم وموت الأبرياء وسجن الحرائر واعتقال الشباب ومهاجمة المظاهرات السلمية وغلاء الأسعار وقهر المواطن الغلبان وإغلاق موارد رزق البسطاء.. مصر التي كنت أرى عزة العرب كامنة فيها فإذا هو البلد الذي لم تنجح ثوراته رغم ثورة الشباب فيها ! ولكني على ثقة في مصر بالذات بأن الظلم ولابد أن ينتهي ويندحر بل ويندثر لأنها وكما بدأت أمنيتي فيها مصر التي أحب!. أتمنى أن يعود العراق لسليل مجده وأن يغدو منتصراً بأهل السنة فيه وأن يحظى بحكومة تعمل له بكافة طوائفه لا عليه !. أتمنى أن أكف عن أمنياتي غير المعقولة لأن هذا الزمن كثرت الأحلام وزاد المفسرون لها بينما من يقرأ الواقع بتمهل هو العاقل الذي لا يجب أن يحلم !. فاصلة أخيرة: اللهم أصلح بلادنا واكتب لنا في العام الجديد ما ترضاه لنا نحن وسائر بلاد المسلمين. [email protected]