11 سبتمبر 2025
تسجيلهل هذا هو قدر الثائرين العرب ضد مصائبهم وضد أعدائهم من الغرباء والأقرباء،أم أنه فشل تقدير نتيجة الفوضى الفكرية التي يتصف بها العرب عند كل مشكلة يقعون بها؟ لا أحد يمكنه وضع الجواب الصحيح عندما يكون السؤال عن كيفية التخلص من الدكتاتورية الحاكمة الجاثمة على مرّ أجيال متعددة من أبناء الشعب الذين ولدوا في حديقة السيد الرئيس كما تولد أفراخ الدجاج في قنّ ٍ ينتج المزيد من بيض الدجاج وأفراخ الدجاج بنظر بيت الرئيس وحاشيته، وهذا ما حدث في سوريا، يفشل الثوار مجددا في توحيد صفوفهم لكسب معركة دامت ست سنوات،لأن الشعب منقسم أصلا،وشركاء الدكتاتورية أقوياء وحاقدون، ومن الطبيعي أن تذبح حلب بمن فيها.لم يعد الأمر يحتمل التفسير السياسي، فكل ما جرى على الأرض هناك يدلل على فشل التأسيس،وفشل التنظيم وفشل التقدير وفشل الوسائل لتحقيق الغاية، حتى وصلنا إلى ما يزيد على نصف مليون قتيل وملايين الجرحى ومثلهم من المشردين، فيما الطاغية الأسد، رغم سذاجته وضعفه لا يزال يخرج متأنقا ليدلي بالتصريحات والمقابلات، وقادته العسكريون يفرون من مواقعهم،ويتركون الميدان لتنظيم داعش الإرهابي الذي كان له الدور الكبير في إفشال جهود الثائرين والمطالبين بحريتهم من الشعب السوري .خسارة حلب ليست هي النهاية، بالنسبة للجميع فجميع الأطراف يمنّون أنفسهم في معركة قادمة، وكأن تلك الأرض بقي عليها وفيها من يتحمل المزيد من حمم النار وبراميل الدمار وعمليات القتل المتوحش وافتراس الأطفال والنساء واغتصاب البراءة والشرف ، لم يعد هناك متسع من الزمن لإعادة المباراة من ساعة البداية، فقد ضاع الكثير من الفرص لوضع حد للمأساة السورية، وكما كتبت هنا قبل ثلاث سنوات، فإن السنة الأولى كانت هي الفرصة الحقيقية للتغيير، وبعدها تدخل العمالقة المتوحشون إيران وروسيا، وأمامهما قيادة أمريكية كاذبة متملقة يقودها أوباما ،فيما أوروبا لا يسمع منها سوى التصريحات، والعرب اختلفوا من يدعم من ومن لا يريد من.هذه نهاية الثورات التي تنفجر فجأة بلا تخطيط ولا قيادة مخضرمة في العمل السياسي،فما حدث في سوريا حدث في ليبيا حيث جاءت التدخلات الخلافية من الخارج لتطيح بنتائج التوافق الوطني هناك لإعادة تأسيس الدولة الليبية على أسس العدالة والتشاركية ودمج الجميع في نسيج الدولة، ولكن دائما هناك من لا يريد للشعوب العربية المضطهدة أن تنعم بالحرية، فجاؤوا بدكتاتوريي الماضي ليحكموا المستقبل، والنسخة الأخرى في اليمن واضحة، فهم كالسرطان ستفشل كل عمليات التخلص منه في تلك البلاد .سوريا التي يقود دمارها بشار الذي يتحمل المسؤولية عن كل ما جرى لأبناء الشعب وكل قطرة دم أهرقت،ستتحول إلى محافظة إيرانية يحرسها دوليا سلاح الطيران الروسي، ستبقى مرهونة لهاتين الدولتين، ولن يكون يكون للثوار أي مكان فيها إذا بقوا مشتتين كما هو حالهم اليوم، فمعركة حلب تدمي القلوب ولا أحد ينتصر لهم،ومن العار أن يجد بشار وسليماني ونصر الله فرصة ليفرحوا بنصرهم، فيما أهل الأرض والحق يقتلون ولا أحد ينصرهم ، هذا ليس عدلا، والعدل أن يجرّ الجزار إلى المحكمة ليعاقب، فالأطفال والنساء الضحايا لن يتركهم الله دون انتقام لهم من الخونة والمتخاذلين