12 سبتمبر 2025
تسجيلتحتفل الأوساط الثقافية فى مصر والعالم العربى فى ديسمبر من كل عام بيوم ميلاد شيخ الكتاب .. وصاحب نوبل .. الأديب العالمى نجيب محفوظ .. والمولود بحى " الجمالية " فى القاهرة فى الحادى عشر من ديسمبر عام 1911 لأسرة محافظة من أصول أزهرية .. والذى رحل عن عالمنا فى الثلاثين من أغسطس عام 2006 بالقاهرة .. وما بين التاريخين هناك رحلة كفاح تستحق الإشادة من كل المثقفين الناطقين بالعربية وغيرها من لغات العالم . بداية فلنتعرف على حى " الجمالية " الذى ولد وتربى فيه أديبنا الكبير .. إسمه بالكامل نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم وقال عن الحى الذى ولد فيه : " منذ مولدى فى الجمالية .. وهذا المكان يسكن فى وجدانى .. عندما أسير فيه أشعر بنشوة غريبة جدا .. أشبه بنشوة العشاق " . والجمالية هى الواقع المصرى التى استوحى منه نجيب محفوظ أهم وأشهر رواياته .. مثل ثلاثيته الشهيرة .. " السكرية " و " قصر الشوق " و " بين القصرين " .. وأيضا " زقاق المدق " و " خان الخليلى " و " الحرافيش ".. وكلها أعمال ساهمت فى تنوير العقول وسعة الإدراك بالأمور العامة والخاصة .. وستظل باقية ومؤثرة ومعبرة عن واقعنا الإجتماعى فى فترات محددة من تاريخنا فى القرن الماضى حيث رسم ملامح الشخصية المصرية التى لم يستطع التاريخ رسمها .. وعلى سبيل المثال نسوق شخصية الرجل من الطبقة المتوسطة .. فى هذه الفترة التى ذكرناها .. وهى شخصية السيد أحمد عبد الجواد فى الثلاثية .. أو " سى السيد " .. والذى كان رمزا لإستبداد وسيطرة الرجل الكاملة على مقاليد حياة أسرته .. وفى مقدمتهم بالطبع زوجته .. والتى ما زال الناس يذكرونها ب " الست أمينة " .. والتى أصبحت - حتى - يومنا هذا رمزا للطاعة والإستكانة وتنفيذ الأوامر مع عدم المناقشة .. والرجل كما هو فى روايات محفوظ يحافظ على بيته ويلبى احتياجات أسرته بمنتهى الحب .. وبرغم الصرامة الواضحة فى حديثه وتصرفاته فإنه – أى الرجل – لا يعبر عن هذا الحب .. وعن أن بيته وزوجته وأولاده هم أهم شئ فى حياته . هذا طبعا برغم سهره مع أصدقائه فيما كان يسمى ب " شلة الأنس" .. ولكن ترى هل كانت أمينة تدرك هذا الحب وتشعر به .. أم أن الطاعة العمياء من جانبها كان تعبيرا عن حب من طرفها فقط .. ورغبة منها فى أن تسير الحياة .. هذا ما يتركه محفوظ لفطنة القارئ ليستخلص منه ما يشاء . عودة إلى حى الجمالية الذى أثر فى محفوظ كل هذا التأثير .. فإننا نذكر – لمن لا يعرف – أنه يقع فيه جامع سيدنا الحسين .. وأنه عاش فيه عميد الأدب العربى طه حسين أثناء دراسته بالأزهر الشريف . وأخيرا فإنه يسعدنا أن نذكر أن ذلك الحى العتيق قد خرج منه الزعيم عبد الفتاح السيسى رئيس مصر الحالى .. كما قيل أن أسرة والد الزعيم جمال عبد الناصر قد عاشت هناك طويلا . نكتفى بهذا القدر فى هذا المقال على أمل أن نتناول أدب صاحب نوبل بالتحليل فى مقالات قادمة بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين e mail : [email protected] [email protected]