17 سبتمبر 2025

تسجيل

الثامن عشر من شهر ديسمبر موعدنا في كل عام

20 ديسمبر 2013

(1) في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام تتزين دولة قطر مباني وشوارع وطرقات بعلم الدولة الذي نستضل تحت فيته محاطا بسواعد أبناء دولة قطر الميامين والمقيمين من العرب الأوفياء. تسير أمام أعين الكون قوات رمزية مسلحة بكل أنواعها لتبعث بالطمأنينة إلى المواطن والمقيم بأنكم جميعا في حماية الله عز وجل وحكومة عادلة وقيادة واعية بما حولها، وهذه القوة دربت وسلحت من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وردع البغاة والضالين عن سبيل الحق. (2) اليوم وقد انتهت الاحتفالات وعادت الوحدات العسكرية إلى عرينها وعاد المواطن والمقيم لممارسة أعمالهم والحديث بين الناس كلهم عن تلك الوقفة المشرفة، الوقفة الإنسانية عندما انحنى صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني يقبل يد والده سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة أطال الله عمره وحماه من كل مكروه. حدث آخر أشغل العامة والخاصة عندما سار سمو الأمير الوالد جنبا إلى جنب والأمير الشاب الشيخ تميم مبتعدا عن والده خطوة إلى الخلف ليتقدم الأب نحو الجماهير الشعبية مصافحا ومعانقا ومحتضنا أفرادا من عامة الناس وبصحبته الشيخ تميم ضاحكا مستبشرا بمستقبل باهر لأهل قطر والمقيمين على أرضها دون تفرقة، رأيت دموع الحب العميق والفرحة من أهل الحمية وهي تتقاطر من أعين الكثير من الناس إنها دموع الفرحة والحب والولاء لقطر وقيادتها الحكيمة إنه منظر رائع لم أشهده من قبل ذلك المشهد يعبر عن الامتنان والعرفان والانتماء والولاء لهذه الأرض الطيبة. (3) بعد تلك اللوحة الرائعة التي رسمها الشعب وقواته المسلحة بكل فروعها، وبعد أن عبرت جميع القبائل القطرية والعوائل أفرادا وجماعات عن طريق الإعلان في الصحافة أو المسيرات والعرضات والرقصات الشعبية بتجديد البيعة لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله، ما هو المطلوب منا نحن الشعب تجاه وطننا العزيز قطر وقيادتنا الحكيمة؟ المطلوب منا وكل في حقل اختصاصه الإخلاص في العمل والتفاني في أداء المهام الموكلة إلى كل منا. مطلوب محاربة الفساد والمفسدين والمحافظة على الأمانة، أعني أمانة الوطن، مطلوب منا أن نكون خير شعب على خير أرض ملتزمين باللوائح والأنظمة والقوانين التي تنظم حياتنا لنكون عبرة وقدوة لكل مقيم على أرضنا. أضرب لكم مثلا عشته شخصيا: كنت أسير في إحدى المدن البريطانية في صيف هذا العام، المدينة ليست لندن، وقفت عند إشارة مرور (اللون أحمر) وبجانبي مواطن إنجليزي وزوجته، وتأكدت أن الطريق سالك ولا يوجد سيارات قادمة فقطعت إشارة المرور فصرخ علي الرجل وزوجته بصوت واحد، ارجع مكانك، فرجعت إليهم وقال الرجل: لقد خالفت قواعد المرور وبذلك تستحق العقاب. قلت السماء ممطرة وليس هناك سيارات تسير فعبرت قال رافعا صوته: عليك أن تحترم قانون بلادنا حتى ولو كانت السماء تمطر نارا حامية أو تغادرها. قدمت اعتذاري لهما وعبرت في معيتهما الشارع بعد أن تغيرت إشارة المرور لصالحنا. منظر آخر أسوقه والله على ما أقول شهيد: هذه المرة في مدينة لندن، سكنت في شقة مفروشة وخرجت الصباح مبكرا أمارس رياضة المشي، ورأيت سيدة تخرج من العمارة المجاورة لتضع كيس زبالة أعزكم الله على قارعة الطريق، رآها رجل من على قارعة الطريق في الجانب الآخر لحق بالسيدة وأمرها أن تحمل "زبالتها" وتعود بها إلى سكنها حتى موعد وضع الزبالة الذي يوافق في اليوم التالي حسب البرنامج لذلك الحي واصطحب تلك السيدة وأنا أتابع ما حدث ليريها على أحد أعمدة الإنارة تعليمات بلدية لندن تحدد "أيام جمع الزبالة" اتضح لي أن تلك السيدة من أوروبا الشرقية وليست ملمة بقوانين البلاد ونظمها. أسوق هذه النماذج داعيا كل أهلي المواطنين بالتعهد بالالتزام بقواعد المرور كما يجب والمحافظة على نظافة مدننا وبرارينا وشواطئنا من الأكياس والعلب الفارغة، وإيقاف أولئك الذين يبصقون من سياراتهم في الشارع خاصة عند إشارات المرور وإبلاغ إدارة المرور فورا مع تحديد الزمان والمكان ورقم السيارة واسم السائق إن أمكن. إن احتفالاتنا باليوم الوطني تعني التزامنا بكل فعل حسن لصالح هذه الأرض الطيبة. آخر القول: أن الولاء والانتماء وحب الوطن يحتاج إلى تطبيقات عملية أي "قول وفعل". حفظ الله قطر وأمد الله قادتنا في هذه البلاد برجال صادقين، وبطانة صالحة صادقة مخلصة، وصدق ابن خلدون حين قال "الحاكم يحتاج إلى حامل السيف وحامل القلم" وآخر الدعاء اللهم احفظ أميرنا الشيخ تميم والأمير الوالد وآل بيتهم من كل مكروه.