10 سبتمبر 2025
تسجيللم يكن تاريخ 18 ديسمبر على مر السنوات يوماً عادياً، بل كان وسيظل تاريخاً مميزا، أما سر تميُّزه فيكمن في أنه التاريخ الذي ظل يثبت فيه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى كل عام متانة ذلك الارتباط العاطفي الوثيق وتلك المشاعر القلبية والإنسانية الجياشة التي تفيض بالحُب والوُد الصادق بين القيادة والشعب وكل مقيم يسكن هذه الأرض الطيبة، بل وكل من وطأت قدماه هذا البلد، زائراً كان أم سائحاً، إن هذا اليوم هو يوم الولاء والوفاء والفداء، الولاء من الشعب المحب إلى القائد الرمز، لأنه يرى فيه الأمير المتواضع والأب والأخ الحنون والقريب الواصل لرحمه والمعتز بأصله وقرابته. والوفاء من القائد لشعبه الذي يحبه ويقدِّره حق تقديره، فصاحب السمو الأمير، هو أحد أولئك القلائل الذين اختصهم الله بقضاء حوائج الشعب، حببه الله في الخير وحبَّب الخير إليه. وأما الفداء فهو فداء القائد والشعب لديننا الحنيف ولهذا الوطن، فنحن جميعاً على عهد الوطن باقون، وعلى نهج الآباء والأجداد سائرون وفي دروب الخير والعمل والنهضة متقدمون.وربما يستغرب العالم في العلاقة الحميمة التي تربط بين القطريين وصاحب السمو الأمير، لماذا تستغربون؟ وهو قريب منا وهو معنا في أفراحنا وأحزاننا، يجلس ويتحدث إلينا كما كان المؤسس رحمه الله الشيخ جاسم بن محمد يجلس مع القبائل القطرية. فقصة الحب هذه ليست مجرد رومانسية من نسج الخيال، إنما قصة حب واقعية حقيقية بدأت منذ زمن طويل، وما زالت غرامياتها تجري في عروق الشعب القطري كل يوم، فلقد استطاع صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في سبعة عشر عاماً أن يبني قطر الحديثة، قطر التي وضعت اسمها عالياً حتى أصبح يضيء السماء، قطر التي ثبتت علمها في سارية المجد فغدا خفاقاً يسر ويسعد الناظرين، قطر التي ارتقت درجات سلم الحضارة والتقدم ليس فقط في مجال الاقتصاد والسياسة، ولكن في جميع المجالات الإنسانية والاجتماعية، فلقد نقشت قطر اسمها بأحرف من حُب في قلوب كل الناس.لقد كانت سياسة صاحب السمو الأمير واضحة منذ البداية أن الإنسان هو عماد التطور والتقدم الحضاري، وأننا في قطر لا نخشى العولمة ودهاليزها وتداعياتها، لأننا ارتكزنا على أساس قوي متين من التنمية مصطحبين معها هويتنا الجامعة وإرثنا الفكري والتراثي والأخلاقي، فكان أن تفجرت منها عيون التعليم المتقدم والإعلام الحُر وحقوق الإنسان، وتلك كانت أهم المجالات التي تم التركيز عليها منذ تولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم في البلاد.لذلك، فعندما يسير صاحب السمو الأمير مترجلاً أمام الجماهير بعد المسير في صبيحة اليوم الوطني، فإنه يحيي الجميع من مواطنين ومقيمين، ويسلم على كبار السن والشباب ويقبِّل الأطفال، في مشهد رائع بديع يفيض بالمحبة والمعزَّة والوله والغرام والهيام الأبدي، مشهد من شدة العشق لا تستطيع معه دموع الفرح أن تبقى مكانها، فتهبط من مكمنها جزلةً بشوشة في لحظات الفرح في يوم الفرح، إنها باختصار قصة الحب القديمة المتجددة والعلاقة بين الأمير وشعبه، فصاحب السمو الأمير متيم بشعبه والشعب متيمٌ به حتى الهيام.إذن فليرَ العالم، وليرَ كل من يتحدث عن قطر بسوء، مدى وشكل علاقة هذا الحُب الطاهر الذي تنسج خيوطه أمهاتنا في مناسج السدو، ويسقيه آباؤنا في مراح الإبل، ويلمِّعه أجدادنا كل صباح في أصداف اللؤلؤ، ويستذكره شبابنا في قاعات المحاضرات والمتاحف وصالات الفنون، ويردده أبناؤنا مع طابور الصباح في المدارس، وتجلجل به آليات المصانع وأروقة المكاتب: كيف أننا في قطر، قيادةً وشعباً ومقيمين، هدفنا واحد، هو بناء قطر، وأن صاحب السمو الأمير المفدى بفكره وحكمته ونظرته الثاقبة استطاع أن يجعل قطر، الدولة الأعلى نمواً في كل المجالات، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وإنسانياً.فإنجازاتنا الكبيرة تلك لها أهميتها لأنها تأتي في الوقت الذي كانت فيه المنطقة والعالم العربي تمر بفترة من الاضطرابات والتحولات، فالانتفاضات الشعبية ضد الحكومات الاستبدادية قد هزت بعض الدول العربية، لكن قطر وقفت دوماً دعامة للاستقرار من خلال عدة مبادرات جريئة، فصاحب السمو الأمير الذي استطاع من خلال الربيع العربي أن يثبت للعالم أن هناك شعبا عربيا يريد أن يعيش في جو مفعم بالعدالة، تشع فيه كل يوم شمس الحرية الدافئة ويستنشق فيها أوكسجين الكرامة الإنسانية، فكان دعمه للشعوب العربية ضد الاستبداد ومد يده الكريمة لهم من أجل الأمن والاستقرار في عالمنا العربي، وهذا ليس بغريب علينا في قطر لأن صاحب السمو الأمير رسخ فينا حبنا للشعوب العربية، فبلاد العرب أوطاننا. فدولة قطر الصغيرة في حجمها ومساحتها، كبيرة في دعمها للشعوب العربية من أجل السلام في المنطقة ومن أجل التنمية المستدامة، انطلاقاً من الفهم الراقي المتحضر والفكر المستنير والخلفية الإنسانية النادرة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في أن الخير والسلام لنا ولسوانا.على العالم ألا يستغرب عندما يرى بلداً ضمن حدود الوطن العربي تتجسد فيه علاقة حب من الدرجة الأولى بين الرئيس والشعب، وأن يخرج المواطنون والمقيمون على السواء مبكرين لتحية سمو الأمير احتفالاً بمناسبة اليوم الوطني، فقطر ليست كبعض الدول التي خرجت شعوبها في ثورات ضد حكامها المستبدين، فلقد خرجنا في قطر ثائرين بالحُب والعشق لقائدنا، ولنثبت للعالم أننا في قطر عائلة واحدة ومجتمع واحد تحت قيادة سمو الأمير، ولنقول للعالم بأن أميرنا معنا يزورنا ونزوره، نراه ويرانا، نشاركه الفرح ويشاركنا أفراحنا ونحييه ونصافحه ويتحدث معنا، فهو أبانا الذي علَّمنا الحُب وأخانا الذي علَّمنا معنى أن نتقدم ونزدهر.على العالم ألا يستغرب عندما يرى حشود القطريين والمقيمين تملأ الساحات والشوارع، تربطهم هذه العلاقة من الحب مع صاحب السمو الأمير، لأننا أصبحنا في قطر أكثر تقدماً في كافة المجالات، من الإعلام مروراً بالثقافة، فالشؤون الاجتماعية، فالتعليم، فالصحة، فالاقتصاد إلى السياسة، فقطر اليوم هي قرطبة الأمس الأندلسية الضاربة جذورها في التاريخ حضارةً وثقافةً إسلامية ومنارة للعلم والثقافة والأدب، فلقد رسم صاحب السمو الأمير لقطر عصراً ذهبياً جديداً من التقدم والرقي، ونجد أعلى درجات الرقي هنا في قطر، متجسداً في ذلك المشهد الراقي حقاً عندما يلتحم الرئيس بشعبه وتزول عند تلك اللحظة التاريخية جميع الحواجز والعوائق.فوالله ثم والله إنها لقصة حب صادقة ونابعة من صميم أفئدة هذا الشعب، فليحفظ الله لنا أبا مشعل، الأمير والأب والأخ، وأن تدوم لقطر العزة والفخر والمجد، وأن تستمر المسيرة طوال السنوات القادمة، فحبك لشعبك يا صاحب السمو الأمير حبٌ متبادل وكذا شعبك بك مغرم، وأننا جميعاً أبناء هذا الوطن نفديك بأرواحنا، حتى أننا نفعل كما يفعل المحبون، نجرح أنفسنا لنرسم بدمائنا قلباً كبيراً.. ثم نكتب بداخله: "نحبك أبا مشعل".