10 سبتمبر 2025
تسجيليا (غزة) معذرة فليس لي يدان وليس لي أسلحة وليس لي ميدان كل الذي أملكه هو لسان والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة والموت بالمجان! أبيات قيلت على لسان الشاعر الفذ (أحمد مطر) عن فلسطين، لكني فضلت التصرف بها لتكون تحديدا عن غزة تلك التي يراها العالم بأسره تُقتل ويُسفك دماء أطفالها ونسائها ورجالها وشيوخها، ولكنه لا يفعل شيئا لأن غزة ببساطة ليست أوكرانيا التي لقيت الأساطيل وحاملات الطائرات والصواريخ والمساعدات بالمليارات من الدولار واليورو تصطف على حدودها البرية والجوية والبحرية، وتهتف «نحن معك» وفي الدقيقة التالية كان كل هذا تحت طوع (زيلينسكي) الذي لم يستح حين وقف بجانب إسرائيل في إرهابها الذي بدأته منذ السابع من أكتوبر وحتى هذه اللحظة من قتل الآلاف وجرح الآلاف ونزوح الآلاف واستهداف الآلاف وتدمير الآلاف من المساكن والمساجد والكنائس والمدارس والبيوت الآمنة، ولم يعتبر مما أصابه الذي يُعد سالب المليون بالمئة مما يتعرض له قطاع غزة اليوم المحاصر جوعا وعطشا وظلاما وهلاكا وتدميرا ومجازر وقتلا وتهجيرا ونزوحا ودماءً تدل على الخطوات المتثاقلة لصاحبها الذي حاول أن يفر من فم الموت حتى خانته قواه من أن ينجو بحياته وحياة أطفاله من غارة قصفت المدرسة والمسجد والبيوت التي من المفترض أن تكون آمنة على من فيها، حتى وصل الحال بآلة الإجرام الإسرائيلية لأن تسرق مئات من جثامين الشهداء التي كانت في مقبرة جماعية في مجمع الشفاء الطبي بعد أن اقتحمته عنوة بدباباتها وجنودها لاستعراض قوى ليس إلا، فلا يمكن بعد هذا كله أن يثبتوا أنه المقر الرئيسي لحماس بحسب ما قاله أحد المسؤولين الإسرائيليين لصحيفة نيويورك تايمز في تصريح غضب من إدلائه رأس الإرهاب نتنياهو الذي يبدو غير راض عن التصريحات غير المدروسة لمنتسبي حكومته المتعطشة للدماء الفلسطينية وهذه السرقة لإنجاح الكثير من عمليات زرع الأعضاء لمرضى إسرائيليين، فهل توجد خسة أكبر من هذا تحدث أمام العرب والعالم ولا يمكن سوى قدرة الله على وقفها؟!. وبعد هذا كله تستمر المجازر وقتل المزيد من بنك الأهداف الإسرائيلية الذي يستهدف الأطفال لا سيما بعد التصريح المخجل لرئيس الحكومة النتن حينما قال: نريد أطفالا في غزة يتعلمون التعاون معنا ولا يتبنون فكرة أن إسرائيل هي مصطلح العدو أو الاحتلال الإسرائيلي لذا يحاول بكل وحشية ونازية ودموية أن يقتل أكبر عدد من الأطفال والرُضّع وحتى الأجنة في بطون أمهاتهم، لئلا يكون هناك غل يتفاقم ورغبة في الانتقام تتنامى في قلوب وأدمغة تجاه من جعلهم يتامى، ودمر لهم أحلامهم ومساكنهم وعائلاتهم، وإنني والله أخجل من عجزي في التعبير عن مأساة غزة التي تحتاج لمسودات وبرامج وحلقات تمتد لآلاف الحلقات الطويلة للتعبير عما يجري هناك، ولن نستطيع لأننا ننعم بالراحة ولا يمكن أن نتصور أنفسنا إننا وسط كل هذا الكوارث في الأرواح والأبدان والمباني ومفهوم الوطن الذي دمّر في لحظة رغم أنه لا يوجد وطن دون قيادة وطنية فلسطينية، ولا يوجد وطن دون حدود مستقلة يحكمها الفلسطينيون، ولا يمكن لأي وطن حر أن يقوم دون عملة وطنية تحمل رموزا فلسطينية، ولا يوجد وطن دون إشهار دولة موحدة مترامية الأطراف وعاصمتها القدس لا شرقية ولا غربية، وليس من هذه الترهات التي أوجدها قانون دولي لا يحترمه ولا يعترف به الكيان الإسرائيلي النازي الذي نراه اليوم إرهابيا بدرجة تفوق الامتياز، ومع هذا لا يزال الدوليون يبغبغون بضرورة احترامه من قبل إسرائيل الفاشية التي لا تقف واشنطن وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا معها فقط وإنما بات هناك من يلبس العباءات العربية لكن نجمة داود تأخذ مقاسات قلبه وعقله ولسانه فينطقه الله بما يجول في جنباته التي باتت إسرائيلية أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، لكن الله يعلم ويرى وسيوفى الجميع ليوم لا ريب فيه، وهو الغالب على أمره، وحينها لن يجد منكم مفرا من مقابلة كل هؤلاء الخصوم الذين وأقسم بالله لن يسمحوا ولن يسامحوا بإذن الله.