13 سبتمبر 2025
تسجيلنعم وبكل فخر هنا قطر، هنا يُصنع المستحيل، وتتحقق الأحلام، هنا همم شعب بلغت القمم، هنا أتعب القطريون من سيأتي بعدهم، هنا والليلة في دوحة الجميع وعلى أرض قطر ستنطلق البطولة الأعظم، والأكبر والأغلى والأثمن لشعوب العالم. الليلة وعلى استاد البيت بداية الإبهار وانطلاقة الإبداع، الليلة تجني قطر حكومةً وشعباً من مواطنين ومقيمين ثمار زرع غُرس منذ اثني عشر عاماً، سُقي بماء الجهد والعمل والتفاني وتسخير الطاقات فحان وقت الحصاد. نعم آن أوان الفخر فما جرى وحصل هو قصة نجاح لابد أن تُسجل في تاريخ البشرية، وتُروى للأجيال جيلاً بعد جيلٍ، فما حدث هنا في بلدي قطر ليس بالأمر السهل واليسير، إنما هو كفاح دولة وشعب. هنا قطر التي استطاعت بتوفيق من الله عز وجل أن تواجه وتتغلب على الصعوبات الكونية والبشرية، فبالرغم من الجائحة الأكبر في الألفية الثالثة التي هزت أركان الكرة الأرضية من مشرقها إلى مغربها، وشلت الحياة اليومية على وجه الأرض وأدت إلى هلاك أكثر من ستة ملايين نفس بشرية، وبالرغم من الحملات العدائية الممنهجة والتضليل الإعلامي المبرمج والشائعات المغرضة المقصودة، بالرغم من كل ذلك صمدت قطر وكان نصب عينيها هدف واحد، لا تنكسر همتها في بلوغه وتحقيقه، ألا وهو إبهار العالم بما تقدر أن تفعله هذه الدولة الصغيرة في الحجم العظيمة في الشأن. اليوم أقول كمواطن محب لتراب هذه الأرض، نعم هنا قطر والليلة على أرضها وتحت سمائها ستبدأ قصة المونديال الأعظم بمشيئة الله منذ أن عرفت البشرية كرة القدم حتى يومنا هذا. بعد ساعات قليلة بإذن الله سبحانه وتعالى وعلى بركته ستنطلق بطولة مونديال قطر 2022 والتي انتظرنا وصبرنا طويلاً لنراها حقيقة كالشمس تلفح وجوه الحاقدين، ومهما حاول هؤلاء الحاقدون دس رؤوسهم في التراب حتى لا يروا النجاح والانتصار، فستصلهم أصوات جماهير المنتخبات المشاركة تصدح وتشدو بأناشيدها لمؤازرة فرقها بكل حماسة ونشاط، وسيسمع العالم بأسره عن كرم ضيافة أهل قطر، وعن أمن قطر وأمانها، وعن تطورها وتفوقها وازدهارها، والليلة بمشيئة الله سيقول العالم لقد أتعبتِ من بعدك يا قطر. هنا قطر الخير والمحبة والسلام، هنا قطر التي باتت أيقونة عالمية في الإبداع والإبهار، حتى أصبحت مثلاً أعلى وقدوة يُحتذى بهما في تنظيم الفعاليات العالمية المستحيلة. هنا قطر، وكأن لسان حالها اليوم يقول ما قاله المتنبي : كم تَطلُبونَ لنا عيباً فيُعْجِزُكمْ ويَكرَهُ اللهُ ما تأتون والكَرَمُ ما أبعدَ العيبَ والنقصانَ مِن شرفي أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ وختاماً أقول: ما كان كل هذا أن يتحقق لولا فضل الله علينا أولاً وأخيراً، ثم رؤية سمو الأمير الوالد "حفظه الله ورعاه" وعمل ضخم من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وثقته في أبناء شعبه في قدرتهم على تحقيق الأحلام ودحر الصعاب. الليلة أقول لكل من شكك وضلل وخاصم وناهض ومقت وشاحن وباغض فحقد وكره وغل ومكر وأساء، إلى كل هؤلاء أقول موتوا بغيظكم وأمتعوا نواظركم رغماً عنكم، فهنا قطر.