20 أكتوبر 2025

تسجيل

هل يُصلح ترامب ما أفسده بن سلمان ؟

20 نوفمبر 2018

عن عبدالرحمن بن مسعود عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً )، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه سيأتي زمان على الناس يتأمّر عليهم فيه ويحكمهم من يقربون شرار الناس، ممن يتابعونهم على أهوائهم ويطيعونهم فيما يأمرونهم به، وهم مع ذلك يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فيصلونها بعد وقتها، ولا يحافظون عليها كما أمر الله ورسوله. ويحذر النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء، وينهى من أدرك هؤلاء من أصحابه، أن يكون لهم معيناً على ما هم عليه من العصيان، بل الواجب مجانبتهم، وعدم الاختلاط بهم، والدخول عليهم؛ لما في ذلك من الفتنة والإعانة على الإثم والعدوان. ولعل ما نشاهده الآن وكأنه صورة حية لمن أخبرنا عنهم رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، ورأينا كيف يُناصر بعض من كنّا نظنهم علماء أجلاء هؤلاء الحكام بل شرّعوا لهم عبر فتاويهم ودعواتهم بأن مناصرة هؤلاء الحكام من طاعة الخالق رغم أننا نعلم بأنه لا طاعة لمخلوق مهما بلغت درجته في معصية الخالق!! لن ينسى الشعب القطري ما مورس ضده في هذه الأزمة الخليجية ومنذ حصار قطر من أشكال وصور الظلم والاستبداد والشر الذي انتقلت آثاره على شعوب دول الحصار قبل أن يصل أثره لقطر وشعبها، التي أفشلها الله وأذهب ريحها بعد أن مكروا مكرهم وردّ الله مكرهم على أعقابهم، وها نحن بعد 533 يوماً نرى كيف انتقل حصار قطر إلى حصار من قام بهذه الأفعال المشينة ليُصبحوا مُحاصرين بفضائحهم وجرائمهم ضد شعوبهم وضد شعب شقيق أشعلوا فيه نار الحرب منذ أربع سنوات وجعلوا شعبه أسيراً للفقر والمرض والمجاعة في أزمة أقل ما يقال عنها إنها أسوأ كارثة يشهدها العالم في القرن الحادي والعشرين!! فالأزمة التي بدأت أيامها بسقوط المبادئ والقيم والأعراف يحق للعقلاء أن يتنبأوا بسوء النتائج على جميع الأطراف، ولكن يبقى المتضرر الأكبر منها الشعوب التي تربطها وشائج القربى والعادات والتقاليد والمصير المشترك والذي نسفه تحالف وغدر الأشقاء على شقيقهم تحت ذرائع وحجج واهية تبيّن لاحقاً للعالم أنها ليست إلا كذبة وخطة خبيثة للهيمنة وفرض سياسة الأمر الواقع!! ومن خلال تسارع الأحداث وما أفرزته قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي رحمه الله يبدو أن نظام بن سلمان بات بين قوسين أو أدنى من انعدام ثقة العالم أجمع بتصرفاته الرعناء وبأنه آن الأوان أن يُحاسب على أفعاله الإجرامية بعد التأكد وبحسب أهم وكالة استخبارات في العالم السي آي أيه بأن بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي، وبذلك فإنه من المستحيل بحسب رؤية العالم الحر أن تمد يدها ليد مجرم مارق أصبح خطراً يهدد الأمن والسلم الدوليين!! ولا شك أن العالم يترقب موقف أهم حليف لـ بن سلمان وهو الولايات المتحدة الأمريكية الذي يبدو أنه حتى الرئيس الأمريكي ترامب المتعاطف الوحيد معهم من أجل ملياراتهم وآماله المستقبلية في جذب المزيد من الأموال لخزانة بلاده هو الآخر لم يُخفِ امتعاضه من سياسة بن سلمان الدموية، فهل ستعصف هذه الأزمة بالحليف المارق أم أنه سيفلت منها بخطة ترامبية مُحكمة؟!! ◄ فاصلة أخيرة بعد سكوت مطبق وتخاذل لحليفتها جارة الشر الكبرى طلّت علينا مجدداً إمارة الخبث والخبائث بعد أن أثبتت التحقيقات المتعلقة باغتيال المرحوم خاشقجي أن لها يداً في هذه الجريمة.. ابحث عن كل دسيسة وغدر وستجد خلفها الشيطان وعصابته!! . [email protected]