14 سبتمبر 2025
تسجيلالقمة الخليجية في الرياض والجميع سيحضر! لسنا في خلاف حول هذه القمة ولا اختلاف في مكان عقدها، ولكن -ويبقى حرف الاستدراك هذا حاضراً هنا بقوة- بأي روح ستعقد هذه القمة ولأجل ماذا؟!، هل ستبحث الروابط المشتركة وكل رابط قطعته الرياض وأبوظبي والمنامة منذ افتعلوا الأزمة ضد قطر؟!، هل ستناقش العلاقات المشتركة وسبل تعزيزها وحصار قطر نسف مفهوم هذه العلاقات؟!، هل سيكون التعاون المشترك في جميع المجالات بنداً رئيساً في جدول أعمال القمة ومفهوم التعاون يبدو مفككاً ومهترئاً مع القطيعة ضد قطر ؟!، بل هل من المعقول أن يدخل المحاصَر – بفتح الصاد – بلد المحاصِر – بكسر الصاد – والذي لا يزال يشن عليه حملات إعلامية شرسة ولازلنا في نظره ونظر شعبه ( دويلة إرهاب) كما يطلقون هذا الوصف سخرية وتصغيرا ؟!، ونحن إذ كنا ولا نزال ندعو لحوار شفاف يتسم بالصراحة والتعهد باتفاقيات مشتركة لضمان عدم تكرار ما حدث لدولة قطر من أضرار لا أظن أن الزمن سيكون كفيلاً بتعويضها والتئام جروحها، فإننا في الوقت نفسه حريصون أكثر على كرامة هذه الأرض وهذا الشعب، الذي أعطى درساً نادراً في الالتفاف حول قيادته التي بادلته حباً بحب وتقديراً بتقدير، ولذا فإن هذه القمة التي عدها الأشقاء في الكويت أنها بارقة أمل على صعيد الأزمة لن تعطي أُكلها إلا إذا تحلحل شيء من هذه الأزمة التي افتعلتها ثلاثة عواصم خليجية ضد الدوحة، وفرضت حصاراً على أرضها وشعبها في فجر يوم رمضان، لم تراعِ فيه قدسية هذا الشهر الكريم ودفعت بالمنامة لتعلن أول إجراءات هذه الدول التي شاركتهم مصر دون أن يكون لها ناقة في هذه الأزمة ولا جمل، لن تصفو سماء هذه القمة إلا إذا صفت النوايا ضد قطر والتي كانت تتجه بالشرور نحو تجويع شعبها ومنع الغذاء والدواء عنه بل وغزوها عسكريا ومحاولة قلب الحكم فيها، فعن أي قمة خليجية تتحدثون؟! ومع هذا ستظل قطر تمد يدها للوفاق لا للشقاق، وللائتلاف وليس للاختلاف، ومن يتوقع من قطر أنها ستمثل عائقاً أمام تحقيق المنظومة لما تأمل إليه شعوبها وليس بالضرورة حكوماتها التي تغلب عليها مصالحها الشخصية، فقد أثبتت هذه الأزمة أن من حاصر قطر يمر بأكبر فترة حرجة في تاريخه، تثبت خطأ سياسته وعواقب تهوره وأصبحت دولته محاصرة عالميا بالاتهامات والمقاطعة!، ومن قال عن قطر أنها دولة إرهاب وقتل ودم، فها هو ذا أمام أبشع تهمة يمكن أن يواجهها مسؤول وهي استدراج ممنهج وقتل بتعمد وغدر وتقطيع بمنشار وإذابة للجثمان!، ومن كان يدعي أن نظام قطر هو نظام اعتقال وقمع للحريات، فالأيام كانت كفيلة لتثبت أي بلد كان هذا!، ومن تفاخر كذباً أن الدوحة تسعى لإرضائهم، فها هم ذا يسعون للصلح وكسب ود قيادة قطر وحلحلة الأزمة وتفعيل الصلح دون تنفيذ شرط واحد من المطالب التي اشترطتها دول الحصار في بداية الأزمة !، ومن استهان بوساطة دولة الكويت الشقيقة وترك أميرها الشيخ صباح يتحمل مشقة السفر هنا وهناك للملمة الخلاف في حين لم يجد شخصية ذا قيمة منهم تحضر القمة الخليجية في بلاده، يطلب من الوالد صباح أن يعيد نشاط وساطته التي اهتمت فيها قطر ولم تهملها وكانت محط تقدير واحترام دائماً، فهل رأيتم عبرة أكبر من هذه؟!، وهل رأيتم أن ظلماً بهذا الحجم يصيب شعباً وحكومة وأرضاً وقيادة يرتد على صاحبه دون شماتة فيه ولا دور منا؟!، سبحان الله! عموماً لا نريد لقمة أن تتحول غمة، وإن كانت كل القمم التي عُقدت لم ترقَ يوماً لآمال الشعوب الخليجية، وهل علينا فعلاً أن نقبل بأمين عام مجلس غير مؤتمن، ولم يمارس الحياد أو يقوم بدور فاعل في حلحلة الأمور منذ بدايتها وانتظر حتى استقام الخلاف وكبر وأصبح اختلافاً لا يُحل ليصرح بما يجب عليه أن يخجل منه اليوم ؟!، وأي روح ستطغى عليها هذه القمة المشبعة بالتنافر بين شعوبها وما عاد لا يمكن أن يعود من جديد إلا إذا حدثت معجزة نسيان عميق تصيب الجميع وكفى الله ما كان منهم ؟!، ولكن هيهات فمن تضرر في نفسه وماله وأهله ومصالحه وأملاكه وقيادته وأرضه وعرضه لا يمكن أن يتساوى بقدر من قام بالضرر ولا يزال يجند ذبابه ومرتزقته ضد قطر، فهل ننسى ؟!، طبعاً لا وستتناقله الأجيال في قطر، جيل بعد جيل وسترون !. [email protected]