15 سبتمبر 2025
تسجيلما أشبه الليلة بالبارحة عدوان إسرائيلي على غزة دام شهرا عام 2008 /2009 استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة برا بحرا جوا بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا وانقسم العرب في كيفية التعامل مع ذلك العدوان الغاشم فريق من العرب تواطأ مع العدوان الإسرائيلي يقوده حسني مبارك رئيس مصر المخلوع ويؤازره محمود عباس، وفريق آخر يدعو إلى مؤتمر قمة عربية طارئة تعقد في الدوحة لنصرة أهل غزة وعمل بعض القادة العرب على إفشال تلك القمة إلا أنها انعقدت بمن حضر. اليوم يتكرر السيناريو إسرائيل تشن حرب تدمير لقطاع غزة والعرب منقسمون، دعي المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية للانعقاد في دورة طارئة من أجل نصرة أهل غزة وامتنع عن الحضور عدد من الوزراء العرب مكتفين بانتداب موظفين صغار لحضور ذلك الاجتماع كي لا تظهر كراسيهم خالية من البشر، وكان التوجيه لذلك الرهط من الموظفين التزام الصمت في الاجتماعات وظهروا في الصور المتلفزة وكأنهم خشب مسندة. تفسيري لغياب البعض منهم أنه على خلاف مع مصر ثورة يناير ووجود فلول منتشرين في تلك الدولة من أنصار السلطة الفلسطينية والمطالبين بقهر حماس، وغاب عن هؤلاء الحكام أنهم ذاهبون إلى مقر جامعة الدول العربية وليس إلى مصر الثورة ولم يقرأوا الممارسات الدولية عند انعقاد دورات الجمعية العامة أو مجلس الأمن في أمريكا يحضر زعماء تلك الدول ولو بينهم وأمريكا عداء مستشر، ولم يدركوا أن فلول السلطة الذين بين ظهرانيهم ليس لهم نصير في الساحة الفلسطينية إلا من يقبض في نهاية الشهر حفنة من " شياكل " عملة إسرائيلية. طرف آخر من المتغيبين عن اجتماع الجامعة العربية من أجل غزة عنده موقف مما حل بحسني مبارك المخلوع صديقهم الحميم الذي ضيع الأمة العربية وأولهم مصر العزيزة لثلاثين عاما متتالية وما برح أولئك المقاطعون يصدقون أكاذيب حسني مبارك عن حركة حماس. وآخرون لا يريدون الحضور خشية اتخاذ مواقف جادة تجاه إسرائيل وهم لا يستطيعون اتخاذ أي موقف جاد. وعجب العجاب من خطاب أمين جامعة الدول العربية في جلسة الافتتاح مؤداه تشكيل لجنة لدراسة ما يجري أو إعادة النظر في كل عملية السلام، وسيادته يعلم حق العلم " "أنك إذا أردت أن تقتل مشروعا فشكل له لجنة " وراح وزير خارجية السلطة يطالب بعقد قمة عربية طارئة وكأنه لا يعلم باستحالة انعقاد تلك القمة، وكم كنت أتمنى لو أن وزير خارجية السلطة أعلن رسميا انتهاء القطيعة بين حزبه " فتح عباس " وحركة حماس وإعلان تجميد اتفاقية أوسلو التي جمدت أصلا من قبل إسرائيل وطالب بفك الحصار رسميا عن غزة، وكنت أتوقع من الأردن الشقيق المشاركة في الاجتماع الوزاري بتمثيل يليق بمكانته التاريخية ويعلن من القاهرة إذا لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة في خلال 24 ساعة فإنه سيلغي اتفاق وادي عربة والبداية باستدعاء السفير الأردني من " تل الربيع " وطرد السفير الإسرائيلي من عمان، عملا بسنة الشريف الملك حسين رحمه الله القائل عند محاولة اغتيال المجاهد خال مشعل في عمان في اجتماع طارئ لأعيان ووجهاء الأردن " محذرا إسرائيل بأنه إذا مات خالد مشعل فعملية السلام مع إسرائيل ستموت معه " وكان ذلك أبلغ إنذار الأمر الذي جعل إسرائيل تسابق جريان الدم في شرايين خال مشعل وفعلا تم للملك حسين ما أراد فأنقذوا حياة مشعل من الموت.في تقديري لو اتخذ الملك الشريف عبد الله بن الحسين موقفا حازما كموقف والده لاستقطب الشارع الأردني بكامله رغم ما يعتصر هذا الشعب من آلام. سؤالي هل انتهى عصر العمالقة في أمتنا العربية برحيل عمالقة الجيل السابق إلى الدار الآخرة أمثال الملك فيصل، وجمال عبد الناصر، وشكري القوتلي، وبو مدين، وبن بيلا وصدام حسين رحمهم الله جميعا والحق أن أمتنا العربية ولادة فهذا الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر عملاق بمفرده وقف ويقف مع طموحات المواطن العربي في أي قطر عربي من أجل تحقيق العزة والكرامة لهذا الشعب أو ذاك وقف مع الشعب السوداني واليمني والسوري واللبناني والمصري والتونسي ومع شعب جزر القمر ومع الشعب الفلسطيني. في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008 دعا إلى قمة عربية طارئة لنصرة الشعب الفلسطيني ولم يستجب لدعوته إلا القليل من حكامنا الميامين، وفي عدوان إسرائيل هذه الأيام على غزة انتقل إلى القاهرة بالقرب من غزة ليشد من أزر مصر في مواقفها الوطنية تجاه قضايا أمتنا العربية وأعلن أنه يتحمل نفقات علاج الجرحى من أهل غزة في مستشفيات مصر العزيزة. آخر القول: غزة تحترق يا عرب انصروها ينصركم الله.