10 سبتمبر 2025

تسجيل

السيد «عبيط»

20 نوفمبر 2012

السيد عبيط هو رجل ذو شخصية مضحكة للوهلة الاولى فهو متصابٍ متكلف في سلوكه كثير الكلام "والتلقف" رأسه فارغ من الذكاء، كما انه فارغ من الشعر الجميل. وكلمة "عبيط" هي احد مصطلحات اللهجة المصرية العامية ويقصد بها "الغبي" او "البليد"، وقد أطلقتها على صاحبنا هذا كرمز للغفلة التي يعيشها متناسيا حساب الله ولقاءه. يعمل رجلنا بطل هذا المقال في صنع الموازين حسب طلب الزبون فان كان الطلب عمل ميزان صغير يصنعه بدقة، وإن كان كبيرا يصنعه بحرفية، وإن طلب منه زبون ميزانا ذا مواصفات خاصة مثل ميزان له خدع يستطيع بها الزبون استخدامه لخداع الناس فان هذا تخصصه. وهذا مما يضيف الخبث الى صفاته فتجده منطلقا بانشراح عندما يجد زبونا خبيثا مثله يريد سلب الناس حقوقهم ويسلبهم أموالهم فيبدأ في غيبوبة الضمير والامانة بالتفنن في صنع ميزان مخالف لكل معايير الموازين وأهدافها. هؤلاء الزبائن عادة يكونون اثرياء نسبيا ولديهم مصالح وعلاقات مع شريحة كبيرة من المجتمع المحلي وعندما يسلم صاحبنا الزبون هذا النوع من الميزان وهو سعيد وفخور متباهٍ بمدح نفسه ومدح مميزاته وخبرته ومهارته، فانه لا يكتفي بذلك بل يستمر منافقا لهؤلاء الزبائن ويتابع عملهم ويعرض خدماته حين تقتضي الحاجة وهو بهذا يسعى للتلذذ والاستمتاع بنتائج اعمال زبونه المفضل وظلمه للناس من ناحية، ومن ناحية اخرى يسعى للالتصاق به لانه يتميز بالثراء وعلاقات واسعة في المجتمع فيبرز الولاء له والإخلاص لخدمة مصالحة الخاصة وإشباع جشعه. هذا الصانع احدث مشكلة في المدينة الصغيرة التي يسكن فيها، فقد كثر الظلم بين الناس وسلب بعضهم بعضا، وانتشر الغش والخداع وانعدام الثقة بينهم واصبحت الموازين رمزا للظلم لا رمزا للعدالة، وانعدمت ثقة الناس في الميزان الذي اكتسب شهرة واسعة في ثقافة الشعوب والمعتقدات الدينية كرمز للعدالة والصدق والأمانة. فما ذنب الميزان؟ الميزان أداة وزن بمعايير دقيقة وعندما يتدخل الانسان بنفاقه وجشعه وجبروته فان هذه الأداة تنحرف من هدفها وشهرتها الى عكس ذلك فما أقواك أيها الانسان على الظلم لتشوه رمز العدالة وتكدر نفوس اهل الفطرة السليمة المؤمنة بنزاهة وعدل الميزان. صاحبنا صانع الميزان موجود في الواقع وأحيانا موجود بيننا، خاصة في زمننا هذا زمن حديث "الرويبضة" فقد يكون جاراً أو زميل عمل أو رئيساً أو مرؤساً أو.أو...لكن ان رأيت تحديداً رجلاً مضحكا للوهلة الاولى