13 سبتمبر 2025

تسجيل

التوسع في بحوث الطاقة

20 أكتوبر 2019

قطر نموذج في الاهتمام بمصادر الطاقات المتجددة تتجه الكيانات الاقتصادية العالمية إلى إيلاء الاهتمام ببحوث الطاقة بكل مصادرها لكونها ركيزة من ركائز القطاعات ، التي تقوم عليها مختلف الأنشطة التجارية والخدمية والصناعية والبيئية . وأنّ أبرز توجهات الخبراء اليوم إلى ابتكار حلول نوعية في الطاقات الكامنة سواء البديلة أو النظيفة أو المتجددة. وفي ظل أزمات متلاحقة يشهدها العالم سياسياً واقتصادياً ومالياً ، وتأرجح أسواق المال بين الصعود والهبوط وتذبذب أسعار الطاقة ، صار من الضروري دراسة ابتكارات جديدة في الطاقة واستحداث طرق أكثر تنوعاً لاستغلال مصادرها بطرق آمنة. فقد أشار تقرير الطاقة الدولي إلى أنّ نمو الطلب ازداد على الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة ، حيث تنتج الصين مثلاً 60% من الألواح الشمسية وهو نصف الطلب العالمي عليها ، ونمو الطاقة الكهربائية في أوروبا بالاعتماد على طاقة الرياح والأمواج ، ومن المتوقع أنّ تمثل الطاقة المتجددة 80% بحلول 2022 .كما يقترب استهلاك الطاقة في العالم من 95 مليون برميل يومياً ، حيث تشير التوقعات الدولية إلى أنّ زيادة الطلب عليها سيزداد إلى أكثر من 40% ، نتيجة نمو الإنتاج الصناعي وزيادة أعداد المركبات واستخدام المعدات . قطر نموذجاً ، فقد وعت الدولة بوقت مبكر إلى أهمية الاستفادة الممكنة من الطاقات الكامنة مثل الشمسية والرياح والاحترار في تأسيس مراكز بحثية تعنى بكيفية استغلال مصادر متجددة ما زالت في طور النمو ، بهدف الحفاظ على الطاقة الحالية ، وأسست صناعات غير نفطية تقوم على الصناعات النفطية ، وصناعات تقنية تستلهم الطاقة المتجددة في إنتاج النظيفة منها . وتساهم مراكز البحوث المعنية بالطاقة في قطاعات الدولة المختلفة مثل كهرماء وواحة قطر للعلوم وجامعة قطر وغيرها في إثراء الابتكارات المتعلقة بالطاقة الشمسية والحرارية والرياح بهدف إيجاد سبل نوعية للاستفادة منها . فقد أنفقت الدولة على البحوث قرابة 894 مليون دولار على مشاريع بحثية متنوعة ، وشكل الإنفاق المحلي على البحوث 98% من إجمالي البحث والتطوير بالإضافة إلى الأنشطة البحثية لجامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة ومعاهد البحوث بمؤسسة قطر والتي يسهم في دعمها ومساندتها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. فالعالم يبحث اليوم عن مصادر مبتكرة للطاقة لا تنضب ، لتلافي مخاطر التلوث والتأثيرات البشرية التي أضرت بالكثير منها . فقد أنشأت الدولة محطة للطاقة الشمسية تنتج 100 ميغاوات لإمداد مشاريع الملاعب بالطاقة ، وتأسيس مدن مستدامة تراعي المواصفات البيئية في إنتاجها ، وإنشاء مراكز رصد للمناخ بهدف التوصل لأقصى استفادة ممكنة من البيئة. وهيأت الدولة لمراكزها البحثية فرص الاستفادة من تجارب الدول ، والأخذ بخبراتها والعمل بها بما يتناسب مع البيئة المحلية ، وخاصة ً التجديد في مصادر الطاقة الحرارية والرياح والشمس التي تزخر بها ، فالتوسع في مجال الأبحاث سيعمل على التوسع الفعلي في إنتاج مصادر ملائمة . [email protected] [email protected]