23 سبتمبر 2025
تسجيلالاستنكار المجتمعي حول أي ظاهرة جديدة لم يألفها ولم يتوقع حدوثها وقبولها في المجتمع، ويرى أنها تخل بثوابته وتمس قيمه ظاهرة صحية وطبيعية، فكل مجتمع له ثوابته الدينية والأخلاقية والقيمية، التي يرى أنه يجب الحفاظ عليها والتمسك بها وعدم تجاوزها، بمعنى خط أحمر، لذلك في السابق كانت الرقابة تأخذ مجراها بكل دقة على كل ظاهرة غريبة وجديدة وتوقف سريانها خوفاً من شموليتها، خاصة ما يتعلق بالأعمال الفنية، لعل هناك من النصوص والحركات واللبس ما يخالف العادات والقيم فتمنع، كما هي المجلات والقصص المستوردة التي تحمل صورا شبه عارية، أو كلمات حميمية وعاطفية تثير الغرائز وتخاطب الوجدان فتتعرض لمشرط الرقيب فتمنع وتقص، وتوشح بالسواد الصور في الأجزاء العارية من الجسد. .... فمع التطور والتحديث الذي طرأ على المجتمعات الخليجية، تغيرت المفاهيم وتوارت القيم وتلوثت الأخلاق بالمصالح، لا رقابة ولا دقة ولا منع وأصبح مفهوم التطور اتباع ما يفرض علينا، وتطبيقه وعرضه على أرضية مجتمعاتها بكل أريحية، تحت مسمى الانفتاح على الآخر، خاصة في المجال الفني والرياضي، بأزياء متعرية وحركات مائلة تخدش الحياء، وتلهب المشاعر تتضح صورها في المناسبات والفعاليات، دون مراعاة لحرمتها وعواقبها على المجتمع ومدى تأثيرها على من يجاريها ويتفاعل معها ويناظرها، هذا ما يحدث في أغلب مجتمعاتنا الخليجية نساء عاريات من مختلف دول العالم بملابس لا تخفي إلا عوراتهن أمام جميع الجاليات المتواجدة المحرومة تحت الغطاء الفني والرياضي دون مراعاة للذوق العام. …. ندرك أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده وفنونه وموروثاته ويمارسها بأي صورة لكن على أرضيته ووفق ثوابته، ولكننا لا ندرك كيف تسمح مجتمعاتنا بثوابتها الدينية وعاداتها الاجتماعية وتحفظها بإتيان كل غث وسمين ومنكر يمارس علناً في أسواقها ومجمعاتها وملاعبها المكشوفة، دون تحفظ، وأمام مرآى الجميع باختلاف الثقافات والجنسيات والأديان، ولا ندرك كيف تسمح الجهات المختصة بالمراقبة والتنظيم بمرور مثل تلك الفعاليات، خاصة فيما يتعلق بالزي غير المحتشم، والتعرّي في الأماكن العامة المكشوفة سواء في الأسواق أو الحدائق أو الشواطئ، إذا أخذنا في الاعتبار أن جزءاً كبيراً ممن يحضرون الفعاليات من العمالة المقيمة، كما هي الرياضة النسوية التي أقيمت مؤخرا على الشاطئ علناً وأمام جمهور كبير من الجنسين، وأثارت ضجة في المجتمع. مع علمنا أن هناك اشتراطات للاستضافة من قبل الهيئات الرياضية العالمية تلزم الدولة المستضيفة للبطولة. …. إن الاطلاع على موروثات العالم مطلب تقدمّي وحضارّي لتحقيق التمازج الفكري والثقافي والرياضي والفني وتسعى إليها كل الدول باختلافها، فكم من فعاليات تقام في مجتمعاتنا لمختلف الدول الغربية والآسيوية والأفريقية بكل موروثاتها الفنية والرياضة وباختلاف أزيائها التقليدية وتبذل الجهود في الاستقبال والتنظيم، ويتقبلها المجتمع، بل ويستشعر معها بالسعادة والترفيه والإفادة، ففيها اطلاع على فكرهم وثقافاتهم وموروثاتهم القديمة وتراثهم من الأزياء والأدوات والرقص لا ضير فيها، ولكن الاختلاف والرفض حين تفتقد الأجساد الاحتشام وتكون شبه عارية تتناقض مع ديننا وقيمنا وعاداتنا، وبدورنا نشكر القائمين على استضافة الفعاليات الثقافية والعلمية والرياضية والفنية، والجهود المبذولة في تنظيمها وتسييرها من أجل رفع اسم قطر عاليا ولكن!! نتمنى الأخذ بالاعتبار المحاذير المجتمعية والدينية عند استضافة الفعاليات بمختلف مجالاتها. [email protected]