13 سبتمبر 2025

تسجيل

السيارة الخضراء

20 أكتوبر 2018

مثلما فازت دولة قطر بمونديال كرة القدم لعام 2022، ها هي تخطط للفوز بمونديال آخر هو مونديال صناعة السيارة الكهربائية، لتصبح بذلك راعية المونديالين، فقد أعلنت قطر عن سعيها لإنشاء أول مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية بالمنطقة العربية والشرق الأوسط بالتعاون بين شركة الجودة القطرية وشركة ARM اليابانية، علماً بأن المصنع القطري، والذي سيبدأ إنتاجه الفعلي في عام ٢٠٢٥، لن يكون مصنعاً لتجميع السيارات، كما هو الحال في بعض الدول، بل سيكون مصنعاً متكاملاً يصنع كافة أجزاء السيارة الكهربائية طبقاً لأفضل المواصفات العالمية، مع العلم أن دولة قطر قد دشنت أولى مراحل مشروع محطات شحن السيارات الكهربائية كجزء من مبادرة السيارة الخضراء وافتتحت أول محطة لشحن السيارات الكهربائية، وهي محطة حديقة كهرماء للتوعية، والتي تعد إحدى 9 محطات في عدة مناطق بدولة قطر. من المعلوم أن صناعة السيارات الكهربائية قد بدأت بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1900، لكنها تعثرت لاحقاً، بعد أن أصبحت سيارات الوقود أرخص بكثير من السيارات الكهربائية، كما مثلت تقنية الشحن البطيء لبطاريات السيارات الكهربائية عائقاً آخر، الأمر الذي أدى لتراجع إنتاج السيارات الكهربائية وتفضيل سيارات الوقود عليها، أما الآن ومع ازدياد مخاطر التلوث البيئي الناجم من استخدام سيارات الوقود، ومع تطور تقنيات جديدة للشحن السريع والرخيص لبطاريات السيارات الكهربائية، فقد برز اتجاه عالمي لاستخدام السيارات الكهربائية التي تمثل مستقبل النقل في العالم، علماً بأن بعض دول كبريطانيا وفرنسا قد أصدرت قوانين تمنع بيع سيارات الوقود اعتباراً من عام 2040 بسبب مخاوف متصاعدة من أنّ ارتفاع مستويات التلوث الناتجة من سيارات الوقود سيشكل خطرًا متزايدًا على الصحة العامة وعلماً بأن انتاج الصين من السيارات الكهربائية يفوق حالياً إنتاج أوربا والولايات المتحدة، بعد أن لجأت الصين للتوسع السريع في إنتاج السيارات الكهربائية لمواجهة مخاطر التلوث البيئي. أما مستقبل السيارات الكهربائية، فقد بشر به تقرير أمريكي بعنوان (إعادة التفكير في النقل 2020– 2030)، وأهم ما ورد فيه هو أن السيارات الكهربائية ستكون أرخص عشرة مرات من السيارات البترولية وستكون مصاريف شحنها بالطاقة زهيدة ويشتغل محركها لمسافات طويلة، وأن نقطة التحول الرئيسية ستأتي بعد ثلاث سنوات من الآن عندما تتخطى قدرة بطارية السيارة الكهربائية مدى 200 ميل وينخفض سعرها عن 30 ألف دولار، وفي حدود عام 2022 سينخفض سعر السيارة الكهربائية إلى 20 ألف دولار وبعدها ستنفتح أبواب الأسواق العالمية على مصراعيها أمام السيارات الكهربائية وتوقع التقرير الأمريكي أنه وبحلول عام 2025 ستتحول كافة وسائل النقل في العالم للطاقة الكهربائية، علماً بأن أهم مميزات السيارات الكهربائية هي أنها لا تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية، سواء كانت واقفة أو متحركة، صديقة للبيئة، حيث إنها لا تبعث غازات ملوثة، ولا تصدر ضجيجاً كباقي محرّكات سيارات الوقود، وتشحن بطاريتها ذاتياً أثناء السير على المنحدرات، كما أنها قليلة الأعطال. من المؤكد أن التخطيط القطري لصناعة السيارات الكهربائية يتماشى مع التوجه العالمي لاستخدام الطاقة النظيفة للحدّ من التلوث، كما أن إنشاء المصنع القطري لانتاج السيارات الكهربائية يؤكّد أن قطر بيئة جاذبة للاستثمار العالمي، وتنعم باقتصاد محلي قويّ علماً بأن الإنتاج التجريبي القطري سيبدأ بإنتاج أول سيارة كهربائية ذات دفع رباعي وسيتم الإعلان عنها بالتزامن مع مونديال قطر ٢٠٢٢، والذي سيكون فرصة ذهبية ليشاهد العالم كله باكورة الإنتاج القطري لهذا النوع من السيارات الكهربائية وينبهر بالفوز القطري بتنظيم المونديال الرياضي والفوز القطري بتنظيم المونديال الصناعي.