11 سبتمبر 2025
تسجيلاحتفل العالم ومنظمة الصحة العالمية بهذا اليوم بنشر الوعى النفسى كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة للانسان ولا تكتمل إلا من خلالها، ويكاد الكثير يتجاهل مدى اهميتها والعناية بها سواء كان فى حياتة الخاصة او البيئية المحيطة به وربما نفتقد الثقافة النفسية فى اوساطنا العملية والاجتماعية بالصورة الحقيقية لها وكيفية التصدى لها او العناية بها وربما قبل الانفتاح الثقافى والاقتصادى لم نكن نسمع عن الامراض النفسية سواء كانت المتعلقة بالجوانب البيولوجية والعوامل الجينية واختلال المواد الكميائية فى الدماغ او غيرها من المصطلحات العلمية الشائعة فى الوقت الحالى، وربما كانت المجتمعات تسودها حالة من الاستقرار النفسى والاجتماعى، وربما يعود عمق العلاقات الاجتماعية والنفسية، ويليها اذا كانت هناك امراض نفسية فقد يجهلها الكثير بسبب غياب الوعى الصحى والنفسى بهذه الجوانب، ولكن الآن مع بوادر الانفتاح بكل ألوانه الثقافية والتكنولوجية وما صاحبها من تحولات اجتماعية وثقافية سريعة ويليها ضغوطات الحياة وظروف العمل المجهدة وغير الصحية والفجوة الثقافية بكافة الاوساط المحيطة بنا من الاسرة والعمل والمجتمع نواجه تحديات لاحصر لها واصبحنا نسمع عن الامراض النفسية اكثر من العضوية وكأنها امراض العصر بسبب الاحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويكاد الكثير يعانى من القلق والتوتر والاكتئاب وغيره، ولكن فى ظل كل هذه التحديات نواجه تحديات اكبر منها وربما على رأسها الثقافة النفسية ومدى درجة الوعى بالمرض النفسى سواء كان مع انفسنا او مع المقربين منا ومن نتعامل معهم بشكل يومى وممن لديهم مريض نفسى او معاق او متعاط وما يتبعها من سلاسل متتالية وتجد الكثير فى حالة هلع من الجهل النفسى فى كيفية التعامل مع المريض النفسى او مرافق المريض فى حالة هلع نفسى بسبب الضغوطات النفسية المحيطة به، او اصابة احد اصحاب القرار بالاسرة بمرض نفسى ويكابر عن مراجعة المتخصصين لنظرة وثقافة المجتمع له. وتعود الاثار بالانهيار النفسى والاجتماعى على الاسرة من خلال التنشئة الاجتماعية ويليها بيئة العمل وتواجد الكثي رمن اصحاب القرار فى بيئة العمل وتحكمهم سلسلة من الاضطرابات الشخصية والنفسية ويكون مسؤول وصاحب قرار فماذا يكون المتوقع من بيئة العمل وحجم الانجازات المتوقعة لهذه الاجواء غير الصحية نفسيا أو وجود بعض الموظفين وتقودهم مشاكل نفسية نتيجة التنشئة الاجتماعية غير السوية واثارها الهدامة بأفكارها داخل اوساط العمل، ويليها التحديات التى يواجهها الكثير مع بعض الاطباء النفسيين والاختصاصيين مع المرضى واسرهم والفجوة الثقافية والاجتماعية فى لغه الحوار المشتركة وقت خطوات العلاج على المدى الطويل مما يؤثر سلبا على كثير من النتيجة العلاجية المتوقعة وما يعانيه البعض من انعدام الضمائر من بعض الاطباء والمختصين مع كثير من الحالات الحرجة التي تحتاج الى رعاية خاصة ولكن ما نراه على ارض الواقع تكملة عدد فى عدد المرضى اليومى المترددين على العيادة النفسية او يكاد الطبيب النفسى نفسه بحاجة إلى علاج قبل المريض بسبب قناعاته النفسية او كبريائه فى المهنة او تحيزه لجنسية معينة او تعلق فكرة بالثقافة الاجنبية ونظرياتها او وصوله لدرجة علمية وتعاليه على مرضى مسلوبين الارادة الداخلية والعقلية، وربما نسى الكثير من الاطباء والمختصين ميثاق الامانة العلمية والعملية عند استلام مناصبهم الادارية، ولو ألقينا الاضواء من جوانب اخرى على الظهور المفاجئ لبعض الشخصيات وليسوا أهلا لها ولا تربطهم اى علاقة مهنية او عملية اوتطوعية بالمجالات النفسية وكافة الفعاليات التى تقام ببعض الجهات التطوعية والخيرية وفجأة تسمع وترى اضواء اعلامية على خبراء نفسيين فى تقديم الدورات النفسية والتأهيلية لذوى الحاجات الخاصة او جهات تطوعية اخرى وفجأة سفراء للعمل الخيرى والنفسى وغيرها من المفرقعات والشعارات البراقة وهم ليسوا لهم اى صلة بها لا مهنيا ولا اجتماعيا ولا عمليا والقصد من وراء ذلك فهو متعدد الاهداف والمصالح وعلى حساب مرضى وفئات لا حول لهم ولا قوة سوى الدعم النفسى مقابل نوعية من البشر تتصارع على المصالح الخاصة والمادية،ولذا نحن بحاجة ماسة الى زيادة التكاتف بكافة قطاعات الدوله بنشر ثقافة الصحة النفسية بمعانيها الفعلية والحقيقية وان نجد الشخص المناسب بالمكان المناسب ووضع برامج نفسية اعلامية مباشرة بصورة مستمرة وكيفية التعامل مع المرضى او مواجهة التحديات النفسية فى ظل التحديات الحالية التى تمر على المنطقة بأكملها ويليها التنوع فى صيغة البرامج من كافة الزوايا بما يتناسب مع ثقافة المجتمع الحالية والتحديات بصورتها الكاملة وتطوير الاقسام النفسية بكافة القطاعات الحكومية والخاصة لتجنب مخاطر التحديات التى تواجه كافة افراد المجتمع باختلاف مستوى تعليمهم وثقافتهم وجنسياتهم تماشيا مع رؤية الدولة ومنظمة الصحة العالمية ونحن قادرون على ذلك.