13 سبتمبر 2025

تسجيل

الطعن في الإسلام

20 أكتوبر 2015

هل تعرفون سمك القرش؟ هل يسكن بين البشر ويزاحمهم في أموالهم وشهواتهم ومناصبهم وينصب الكمائن لهم، ويفجر ويقتل، أو يحتل البلاد ويستعبد العباد؟ بل هل رأى أحد منكم سمك القرش عيانا؟ أم تذوق لحمه على مائدته؟ إذا كيف حكم البشر على "القرش" بأنه الفك المفترس في أول فيلم لهوليوود حيث رسّخ الانطباع العالمي عن وحشية هذه السمكة التي تعيش في البحار الكبيرة والمحيطات البعيدة، مثل بقية الأسماك والحيتان، فيما ضحايا تلك الأسماك هم من يقطعون المسافات ليحتكوا بذلك"المفترس" الذي يتنبه عصبيا للدم، ويهاجم البشر على أساس أنهم أعداء، وهذا ما يحصل مع العرب والمسلمين، لم يغزوا العالم منذ ألف عام، بل غزتهم الأمم في عقر دارهم، وتطاردهم تهمة الإرهاب والوحشية، ويطعنهم أبناؤهم من الظهر ويعاونون الأعداء على أهلهم كما نرى اليوم.قبل أسبوع قتل الهندوس في قرية هندية رجلين مسلمين ذبحا بقرة، وهذه الجرائم تقع هناك لأن طائفة من "الأديان البشرية"، ترى أن المسلمين يعتدون على منهج حياتهم غير الطبيعي أصلا، فيما مازال الجنود الصهاينة يقتلون الفتيان والأطفال والنساء الفلسطينيين في القدس والخليل لأنهم حملوا سكاكين المطبخ في ثورة الدفاع عن النفس، ورصدت الكاميرات أحد الضباط الذين أطلقوا النار على طفل وهو يشتمه بألفاظ نابية ويصرخ باللغة العربية بقوله "موت يا ابن..".، فهذا الطفل سمكة من بحر العرب والصياد يهودي جاء من بولندا!.غزا الأمريكيون العراق بقيادة جورج بوش الابن بمعاونة قوات تحالف غربي، تحت ذريعة امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل، واحتلوا البلد الأقوى بين العرب والأعرق ثقافة وتعددا عرقيا ودينيا ومذهبيا وثقافيا، وأسقطوا نظامه وأعدموا رئيسه وقادته وفككوا مفاصل الدولة، وعينوا حاكما فاسدا"بريمر" وقسموا العراق إلى ثلاث فئات، وسلموه لإيران التي غذّت النعرة المذهبية وزرعت أزلامها، لترتفع الهوية الشيعية على الهوية الوطنية العراقية بفعل التحريض، ثم خرجوا من هناك وتركوا العراق كمسلخ المواشي مفتوح على كل العالم السفلي والأسفل، ونقلوا جهنم من أفغانستان إلى العراق حيث عاث به المجانين والمضطربون نفسيا وعقائديا والمملوؤون أحقادا ضد أهلهم وشركائهم في الوطن والتاريخ والدين حتى من مسلمين ومسيحيين بمختلف فئاتهم.في الشرق العربي لم يسجل التاريخ الحديث أن العرب ناصبوا العداء لأي من أتباع الديانات بينهم، فقد عاش الجميع في مدينة واحدة، قد لا تكون فاضلة تماما ولكن التعايش والاحترام كان ظاهرا فاليهود كانوا جزءا من الحضارة الإسلامية وعاشوا بكل أمان ورخاء في كل الأمصار الإسلامية إلى جانب المسيحيين ولم يفرق المسلمون بينهم، ولم تحدث المجازر ولا الحروب الدينية كما حدثت في أوروبا المسيحية التي طاردت وقتلت وهجّرت المسيحيين الأرثوذكس واليهود والمسلمين كما فعل شارل السادس في فرنسا وفرناندو في إسبانيا.اليوم لم تعد المشكلة في الاحتلال الإسرائيلي أو قوات الولايات المتحدة وحلفها الأطلسي أو روسيا وأطماعها البلشفية في سوريا، بل بات أبناء العرب هم المشكلة الأساسية، فزودا على جهلهم وعجزهم عن تغيير واقعهم، بات الكثير منهم أداة هدم لصروح الإسلام العظيمة والدعوة المحمدية التي نشرت شعاع السلام والمحبة والفكر وتعظيم العقل ودوره في الحياة، وتسخير موارد الأرض لإحياء البلاد وتعليم العباد، الدعوة الإسلامية التي احتضنت كل الأمم والنِحل، وأخرجت البشرية من دهاليز الجهل والتخلف الفكري وعبادة البشر العتاة إلى شريعة التوحيد والفطرة السليمة.أنظروا من يسيء إلى الإسلام الأصيل، جماعات من المتطرفين العتاة الذين اختطفوا الدعوة واسم الإسلام وأمعنوا في الناس قتلا بلا ذنب، كما اختطف القرامطة الكعبة وقتلوا الحجاج، ومجموعات من العلمانيين الصغار الذين لا يعرفون الفرق بين العلمانية والإلحاد، فينشرون ويصرحون بإساءاتهم وشتائمهم وطعنهم في الإسلام والعقيدة والتقاليد الأصيلة، ويهينون الرموز الدينية التي صنعت تاريخا ناصع البياض لم يتلوث بقاذورات هذا العصر.كل هذا يدفع الكثير من الشباب الذي يقف صامتا على مقاعد المتفرجين إلى التفكير بمنطق "القرش" ليتساءلوا: لماذا يأتي هؤلاء لغزونا؟ لماذا يتجرأ أولئك على ديننا ومعتقدنا فيشتمون الإسلام والأنبياء والخلفاء؟ لماذا لا أحد يردعهم، بينما يطارد المسلمون في كل مكان؟ فماذا سنجيبهم؟ بالنار أم بالماء؟ التاريخ يثبت أن الاستعمار زائل والغزاة راحلون بقوة الشعوب أم بقوة الزمن، وأعداء الأمة العربية والإسلامية من غير دينهم يمكن الانتصار عليهم، بل إنهم لا يشكلون خطرا حقيقيا على الإسلام والعروبة، بل إن الخطر الحقيقي والمسكوت عنه هم أبناء جلدتنا من العرب والمسلمين بالهوية الذين يطعنون في الدين الحنيف، ويسخرون من الأئمة الأجلاء، ومن العادات والتقاليد العربية المحترمة، ومن منظومة الدول الراتبة بأعرافها، وهؤلاء هم فئران مأرب الذين يهدمون الجدران الداخلية للمجتمعات العربية، ويقدمون خدماتهم للأعداء وجيوشهم وساستهم بدعوتهم إلى غزو بلادنا، والتجسس لصالحهم، ولهذا يجب الحذر منهم واجتثاثهم.