13 سبتمبر 2025

تسجيل

إدارةَ المرور.. بيَّض الله وجهكم

20 أكتوبر 2014

في وقت مبكر من الصباح وبالصالة الرئيسية كنت وجهاً لوجه أمام العميد الشيخ عبدالله بن ناصر بن أحمد آل ثاني مساعد مدير إدارة المرور، يتابع بنفسه دقائق الامور.. وللحقيقة فركت عينيّ لأستبين ان كان هو لأن الدوام كان في بداياته، وغالبية المراجعين من (الغبش ملح الأرض) كما يحلو لي تسميتهم، ووقتها تأكد لي أن مفتاح نجاحات وزارة الداخلية القطرية، يكمن في المسؤول الملتزم والمتواضع، والأنظمة والقوانين التي تنزل للأرض بسلاسة وتروٍ يتناسق ومستجدات الامور، علما بأن الداخلية سبقت أخواتها الوزارات بتطبيق برامج الحكومة الإلكترونية، وإدارة المرور تلقى الآن برنامج توعية المدارس وبدء تدريس منهج السلامة المرورية، وبما يخدم اهداف قطر اليوم وغداً. (قطر تستحق الكثير) شعار اختزله البعض في جزئية محدودة.. ولكن إدارة المرور بمدينة خليفة الجنوبية يبدو أنها تقبض على جزئياته وتقفز بخطوات تتناسق وعهد السرعة والأداء الوظيفي المنضبط.. ذهبت في ذلك الصباح باكراً لإنجاز معاملة مهمة فلفت نظري أن موظفي وموظفات الكاونتر في كامل العدد، واجهزتهم الالكترونية في جاهزية، ومصفوفة للعمل متناغمة، وعلى البوابة الرئيسية شرطي ممتلئ بالحيوية، دلني لأقرب الممررات لإنجاز معاملتي وأردفها بعبارة "حياك الله"، وقتها كنت واثقة من أنني في مؤسسة أرادت لنفسها التميز بالقوانين والإنسانية معاً. هذه الوزارة السيادية أسكنت إداراتها مباني بهندسة عمارة عربية إسلامية، كمباني شرطة العاصمة والدفاع المدني ولخويا والفزعة وغيرها.. وهذه المباني مهما وصلت من رقي فن العمارة والهندسة وجمالياتها تظل جماداً غير ناطق إن لم يشحنها مديرو الادارات بالهمة العالية، ودبيب الحركة في عروقها ورفع إنجازاتها لقامة الشعار البراق النَّفوذ: "قطر تستحق الكثير" المتوافق وتطلعات دولة تسير للأمام. إن المسؤولين الذين يتخندقون داخل مكاتبهم، ويكتفون بالتقارير الشفهية من سكرتارياتهم، يفقدون متعة العطاء ويظلمون أنفسهم قبل ظلم المراجعين، وينتقصون من استراتيجية قطر المحاطة بعيون حاسدة، وأيدٍ خبيثة.. تريدها كسيحة مريضة. نموذج الشيخ "بوناصر" بيض الله وجهه لافت للنظر، ويستحق التقدير.. لأن البعض يديرون مؤسساتهم عن بعد فينتقصون النبض الإنساني الذي يدعم الإنظمة واللوائح.. إن العدد الهائل للمركبات التي تدخل الخدمة مع صباح كل يوم، والمهام الشاقة لحلحلة الاختناقات المرورية مع البنية التحتية المتنامية، والإنشاءات العمرانية التي تقودها قطر، لإكمال استحقاقاتها، معادلة دقيقة جداً تزيد من مسؤوليات القائمين على وزارة الداخلية وادارتها، لتسيير دفة الشارع، وللحد من الحوادث، وزيادة التوعية التثقيفية، وإنجاز المعاملات، كمنظومة متكاملة يسيرها وييسرها المسؤول الواعي الحصيف المتواضع، كأمثال الشيخ عبدالله بن ناصر "بارك الله البطن الجابتك". همسة: ولِتكتمل الصورة؛ لابد لكل سائق من تطبيق فلسفة "السياقة فن وذوق".