12 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا تابعنا المقطع الذي تداول نشره على نطاق واسع وكان لربما القشة التي قصمت ظهر العنصرية التي بدأت ملامحها تتضح بشدة في تركيا لكنها اليوم باتت أكثر وضوحا في ولاية طرابزون والتي كنت ومثلي الآلاف يعتقدون أنها سوف تكون آخر محافظة يمكن أن تكون فيها العنصرية التي بتنا نسمعها في إسطنبول وغيرها خصوصا هذا العام، لكن أن يصل الأمر إلى طرابزون التي أزورها كل عام وأقضي فيها أجمل أيام وسط مناطقها الخلابة والجميلة فهذا أمر جديد مثَّل لي ولغيري ممن يعشقون هذه المدينة الجميلة صدمة كبيرة، لا سيما وأنها تحدث أيضا لمواطن خليجي وعائلته وقد صوّرت إحدى المواطنات التركيات المشهد وتم نشره على نطاق كبير لتتسع الدعوات الكثيرة لمقاطعة تركيا سياحيا خصوصا بعد أن خرج المواطن الكويتي محمد الرزيق في لقاء متلفز شارك به عبر الهاتف من المستشفى الذي كان يتلقى العلاج فيه ليتحدث ويشرح بالتفصيل ما حدث معه ومع عائلته في ذلك اليوم الأسود بحسب تعبيره والذي بدأ حسب قوله بمشادة مع عمال مطعم يحملون الجنسية السورية وانتهى باعتداء أربعة مواطنين أتراك عليه تمثَّل في تهجم أحدهم عليه بآلة حادة أفقدته الوعي دخل على إثرها المستشفى واستقرت حالته والحمد لله، وكلها أحداث قالها الرزيق بتسلسل يظهر بوضوح أن هذه لربما تكون فصلا معتادا للعنصرية التي أصبحت عنوانا للسياحة في تركيا هذا العام. للأمانة هذه هي السنة الخامسة أو السادسة على التوالي التي أزور فيها طرابزون ولو بدأت سفري لدولة غير تركيا فإنني لابد أن أختتمها في هذه الولاية التي أعجز عن وصف الراحة التي نشعر بها ونحن نحط رحالنا فيها قبل العودة إلى قطر في آخر إجازتنا الصيفية، لذا فإنني أقولها وأؤكد أننا لم نتعرض يوما فيها ولا حتى في إسطنبول ولا في أي مكان في أراضٍ تركية لأي مضايقة أو شعور بالعنصرية أو كراهية أو نفور من تواجدنا كعرب وسط تركيا ووسط شعبها لا سيما في طرابزون التي نمتلك فيها عقارات ومصالح ودواعي سياحية أيضا ولم أرَ يوما من يقول لنا اذهبوا إلى بلادكم واخرجوا من بلادنا حتى ولو جاء التعبير هذا بنظرة أو تصرف فعلى العكس الشعب إن لم يكن ودودا فهو (في حاله) كما يقولون لا يتدخل بك وبأمورك لكننا فعلا نجد منهم ودًّا وترحيبا. وقد نشأت بيننا وبين بعض العائلات التركية المجاورة علاقات طيبة وأواصر اجتماعية جميلة رغم غربة اللغة بيننا وبينهم لكننا في النهاية نتفاهم بصورة يتعلمون منا مفردات عربية ونتعلم منهم مفردات تركية ناهيكم عن أن أي مكان في طرابزون كنا نذهب له لا نجد فيه ما يسيء لنا أو ينفرنا منه وعليه كانت حادثة المواطن الكويتي (الرزيق) خارجة عما عهدناه في طرابزون، إن كنا قد أخذنا بروايته دون سماع الأطراف الأخرى خصوصا مدير المطعم سوري الجنسية الذي خرج هو الآخر في فيديو مصور عقب خروج (الرزيق) وشرحه لما حصل وفنَّد ما قاله السائح الكويتي جملة وتفصيلا وأَقسمَ أن ما سيقوله هي الحقيقة بعينها وظل يسرد ما ينفي كل ما سرده الرزيق، شفاه الله، وهذا أمر يتدخل به المعنيون بالحادثة لكن من جهتي فأنا أنقل لكم تجاربنا كعائلة دأبت منذ سنين على زيارة تركيا ومثَّلت حادثة طرابزون لنا صدمة لا نود تكرارها، لأن لديَّ ثقة كبيرة بالرئيس أردوغان وحكومته في القضاء على فتيل العنصرية التي أشعلتها المعارضة التركية إبان السباق الرئاسي في الانتخابات الماضية وثقة أكبر بأننا نتعرض لعنصرية أكبر في بعض دول أوروبا وسرقات وهجمات وعدم شعور بالأمان ولكن معظمنا لا يدير كاميرته إلا صوب تركيا للأسف التي تحتوي على أصناف من البشر مثلها في هذا مثل باقي دول العالم، مسلمة وعلمانية وليبرالية ومسيحية، وكما يوجد تركي عنصري يكره العرب فهناك تركي ودود يحب العرب وضيوف بلاده فالتعميم في النهاية جهل مُقَنَّن !.