26 أكتوبر 2025
تسجيلللأسف أننا ابتُلينا مثلنا مثل أي مجتمع عربي أو غربي بفئة من الناس يقال عنهم فئة المتصيدين، وهؤلاء لا هم لهم ولا أهمية في حياتهم سوى تصيد الأخطاء والمساوئ وأوجه القصور ثم رش بهاراتهم الخاصة عليها لتتم عملية التضخيم والتهويل لاحقا وبعدها نشر كل هذا لضمان تداولها من شخص لآخر ومن حساب لحسابات عدة، وكل شخص منهم يضيف من (الدجل) الخاص به ما يجعل الأمر في النهاية خيالا لا يمكن أن يصدقه أحد، ولأضرب لكم مثالا حيا نتعايش مع فصوله الغريبة العجيبة بصفة شبه يومية في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وهو أن العالم بأسره يعلم بأننا بتنا على بعد شهرين تقريبا من الآن لاستضافة كأس العالم والذي سوف تنطلق أولى مبارياته يوم 21 نوفمبر القادم بمشيئة الله، ومن المفترض بنا كمغردين وأبناء هذا الوطن الجميل والغالي على قلوبنا جميعا أن نتكاتف معا لدعم الدولة في جهودها الحثيثة لإنجاح هذا المونديال التي قاتلت دول كبرى ولها باع طويل في تنظيم هذه البطولة العالمية للفوز باستضافتها ومع هذا تفوق الملف القطري على الجميع وكان إعلان اسم (قطر) يوم 2 أكتوبر 2010 بمثابة عرس وطني احتفل أهل قطر مواطنون ومقيمون بهذا النصر التاريخي؛ لأننا نعرف أن الدولة نفسها قاتلت بشراسة ونزاهة للظفر بشرف الاستضافة والحمد لله حقق الله لنا ما أردناه لكن – ويعرف القراء الدائمون لقلمي ماذا يعني حرف الاستدراك هذا وما يعقبه أيضا – خرج لنا ما أسميهم أنا وغيري (الغربان) الذين يرون كل أبيض أسود وكل زهري رماديا ويعشش التشاؤم في قلوبهم وتفكيرهم وكتاباتهم ويصورون كل أمر على أنه شؤم للأسف ناهيكم عن تفسيراتهم التي تحمل بعد نظر لا تنم عن الواقع بشيء فنجدهم ينتقدون بعض استعداداتنا للمونديال ولا يرون من الصورة الكاملة والمثالية غير الزاوية المظلمة فيبحثون عما يمكن أن يشوه كل هذه الجهود التي استمرت لـ 12 عاما بانتقاد من هنا وتصيد من هناك وتضخيم الأمور وعملقتها لأجل إثبات صحة وجهات نظرهم الخاصة التي تقوم في الأساس على التضليل وعدم نقل الصورة واضحة فيعملون على انتقاد عمل هيئة أشغال في مشاريع الطرق ومد أنابيب الصرف الصحي ثم ينتقلون للتقليل من عمل السياحة والترويج لأماكن ووجهات سياحية في البلاد مرورا بعمل أورويدو ووزارة التجارة والبيئة والمرور وغيرهم وليقفزوا مرة أخرى لآلية عمل اللجنة المنظمة المحلية التي تستضيف بطولات هامة مصغرة في أحد ملاعب المونديال كما حدث في مباراة سوبر لوسيل بين فريقي الهلال السعودي والزمالك المصري، التي حدثت فيها بعض الأخطاء التنظيمية ووعد المسؤولون بتلافيها بإذن الله في كأس العالم لكن هذا لم يمر مرور الكرام على (غربان الشؤم) الذين اختاروا أسهل طريقة للانتقاد الذي يهدم ولا يبني وهو مواقع التواصل الاجتماعي فحمل كل واحد منهم هاتفه ويصور زاوية هنا وأخرى هناك ويعلق باستياء على أن هذا كله سوء في التنظيم ولا بد لمثل هؤلاء أن يختموا شؤمهم بعبارة باتت متداولة على ألسنتهم وهي (إذا هذا كله الحين إيش بتسوون في كأس العالم)؟! ويتجاهلون كل الحسنات الكبيرة التي رافقت عملية التنظيم وذلك الحضور الذي قُدّر بعشرات الآلاف داخل الاستاد والذي ما كان له أن ينتظر حتى التتويج لو لم يكن مبتهجا وسعيدا ومرتاحا بدءا من حجزه للتذكرة وتحميل بطاقة هيا ومرورا بتوجهه للاستاد ودخوله البوابة وجلوسه على مقعده المخصص له ونهاية بمغادرته الاستاد بكل يسر وسهولة فأين الإشادة بما يجب الإشادة به؟! أين الجانب المضيء في كل هذه الجهود الملموسة وبالمشاريع الضخمة التي رافقت استضافتنا لكأس العالم ؟! هل نكذب أعيننا وما نراه أم نصدق تخريفاتكم وترهاتكم المسمومة والموبوءة بالحقد والسواد؟!.. اذهبوا بعيدا عنا!.