16 سبتمبر 2025

تسجيل

اغرسوا (السَنَعْ) في بناتنا

20 سبتمبر 2022

منذ منتصف القرن العشرين وحتى وقتنا الحالي عانت دولنا العربية والخليجية على وجه الخصوص من المد الغربي والتقليد الأعمى للغرب في سلوكياتهم وهيئاتهم وحتى طموحاتهم، وأصبحوا قدوات الكثيرين من شعوبهم بعد أن تلاشى في نفوسهم اعتزازهم بعقيدتهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، حتى وصل الحال بنا إلى ما نحن عليه من ضعف وهوان وذل بعد أن انسلخنا من قيمنا ومبادئنا وتاريخنا العربي والإسلامي التليد المشرف المزهو بالحضارة والقوة والتقدم في كافة المجالات والتي كانت سبباً في الثورات العلمية والصناعية التي تلقفها الغرب وطوروها حتى وصل بهم إلى ما هم عليه من تطور وحداثة!. ولأن من أهم المرتكزات التي تركز عليها العديد من الدول في العالم تعزيز الهوية الوطنية لدى مواطنيها سواء من خلال المحافظة على العادات والثقافات المستمدة من تاريخها أو من خلال الهيئة التي يظهرون بها من ملبس أو وسائل، فإنه من المؤلم أن نرى في معظم دولنا العربية والخليجية انسلاخا من الهوية وتقليدا تاما للغرب في الملبس والثقافة، وحتى طريقة التحدث والتزين بالوشوم على الأجسام ناهيك عما يسمونه بالانفتاح من خلال الدعوة لما يسمونه بتحرر المرأة وتجردها من سترها وحشمتها وعفافها وما آلت إليه العديد من الأُسر والعائلات من تصدع وتشتت لأفرادها، عادات سيئة ساهمت إلى حد كبير في إضعاف المجتمعات وانغماسها في الانحلال الذي أخذوه من الغرب وضيعوا بسببه كل القيم والمبادئ التي كان يسير عليها أسلافهم. وفي خضم هذه السلبيات التي تعيشها مجتمعاتنا العربية والخليجية إلا أنه ما زال لدينا بصيص أمل بمحافظة البعض على تعاليم دينه الحنيف وعاداته وتقاليده الأصيلة، ولعلنا نرى هذا الأمر موجودا في بلادنا حماها الله من المد الغربي وشروره من خلال ما نراه من محافظة شبابنا على عاداتهم وتقاليدهم وهيئتهم باعتزازهم بارتداء "الثوب والغترة والعقال" وغرسها لدى النشء وتحبيبها لهم، كما عزز هذا الأمر تلك القرارات الرسمية التي تحظى برعاية عليا من خلال فرض الزي القطري الرسمي على طلاب مدارس النقل وهو الأمر الذي يعزز من الهوية الوطنية ويُحصن أفراده من أي صورة من صور التغريب. قبل شهور شد انتباهي تغريدة لأحد المشاهير القطريين على تويتر طالب فيها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بغرس مفهوم (السَنَعْ) لدى بناتنا الطالبات في مدارس النقل الحكومية والخاصة من خلال إعطاء حصص في الطبخ أو التدبير المنزلي أو أي نشاط يساهم في حماية الأسرة ويُكسب الفتاة مهارات تتناسب مع طبيعتها الأنثوية ومستمدة من عادات وتقاليد كانت تمارسها أمهاتنا وجداتنا في الماضي وتكثيف جرعاتها لضمان زرع هذا المفهوم لديهن، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها العديد من الأسر القطرية واعتمادها على الخدم في كل تفاصيل حياتهم، فمن المعيب أن تصل البنت إلى عمر الزواج وهي جاهلة بأبسط الأمور التي تجعلها ربة بيت ناجحة ومربية فاضلة تحافظ على كيان بيتها وتُسهم في تربية وتنشئة أبنائها التنشئة الصالحة السليمة وتكون سيدة (سَنْعَة) يُحتذى بها وتكون بناتها مشابهات لها في (السَنَعْ) و (الذرابة). ولا شك أن الدور الأساسي يلعبه الوالدان في المنزل في تربيتها وتنشئتها النشأة الصالحة التي تغرس فيها كل مقومات (السنع) التي يتمناها الوالدان لابنتهم، فبناتنا أم تحديات وعوامل متغيرة خطيرة رأينا تداعياتها على العديد من بنات هذا الجيل في الملبس والهيئة وتقليد كل من نربأ ببناتنا أن يقتدين بهن!. فاصلة أخيرة تزايد معدلات الطلاق عندنا في قطر يدق ناقوس الخطر، وكلنا كأفراد وأسر ومؤسسات مطالبون بتضافر الجهود من أجل مواجهة هذه المشكلة، فلنبدأ بغرس (السَنَعْ) في بنات جيلنا الحالي لعل وعسى يكن حائط الصد أمام أي مسببات للطلاق!.