11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحقّ مع الشعب أو الدولة؟

20 سبتمبر 2021

"الحقّ علينا نحنا الشعب، لا الحقّ على الدولة"، هذا هو محور النقاش بين الأكثرية اللبنانية وربّما في العديد من الدول العربية؛ ولكنّ ما يجب أن نُدركه أن الفصل بين الدولة والشعب لا يصبّ في مصلحة أي منهما؛ فالدولة في المفهوم السياسي تتألف من 3 عناصر أساسية: الموقع الجغرافي، الشعب، والسلطة. وبالتالي دولة من دون شعب، يعني لا دولة، وشعب من دولة، يعني لا دولة. نضع كلبنانيين اللوم على دولتنا ونقصد بذلك السلطة الحاكمة التي تقاتلت أحزابها لسنوات، وتهادنوا لأيام، واتفقوا على نموذج مسخ عُرف بـ "الديمقراطية التوافقية". لقد أخفق، بل وفشل هذا النموذج في بناء ما هدّمته الحرب في نفوس البشر لا الحجر فحسب. ومثال على ذلك، التعليم الذي يبني البشر مرتبط في بلادي بمدرسة كاثوليكية، ومارونية، وبروتستانتية، وأخرى مقسّمة بحسب الطوائف والأحزاب. هذه السلطة لم، ولن تريد، تنشئة أجيال تنتمي لمفهوم الدولة، لذا الارتباط ما زال وثيقًا بين الزمرة السلطوية ومفهوم الدولة، فاختلط الأمر علينا بين "الأزعر" و"ابن دولة". الدولة القطرية تتهيأ لأول انتخابات تشريعية في البلاد لاختيار أعضاء مجلس الشورى، عبر الاقتراع السرّي والمباشر وذلك في 2 أكتوبر المقبل، اللافت في هذا المشهد السياسي هو قدرة الدولة القطرية وحنكتها على جعل هذه العملية السياسية فكرية بامتياز، من حيث التوعية الشبابية التي تمهد لها، والتعاون مع وسائل الإعلام، والمحاضرات الجامعية، والندوات الافتراضية المفتوحة، وتكريس مبدأ المنافسة على أساس البرامج الانتخابية. قد تبدو هذه الصورة للكثيرين مثالية، خصوصًا في ظلّ أصوات تناولت مسألة جداول الناخبين، لكنّ ما يهمّ في هذا المشهد السياسي الأول من نوعه في البلاد، أن الاختلاف في المكونات الاجتماعية والبرامج التنافسية والشعارات الانتخابية لم يُضيع البوصلة الحقيقية لهذه الانتخابات، وهي: تحقيق الركائز الأربعة لرؤية قطر الوطنية 2030، وتكريس مفهوم الدولة التي تسير جنبًا إلى جنب مع شعبها بخطى ثابتة نحو رؤية واضحة. الرؤية غير واضحة في فرنسا، الضباب يتلبد في سماء القصر الجمهوري الفرنسي، جرّاء "الطعنة في الظهر" التي تشعر بها فرنسا بعد إلغاء أستراليا صفقة بـ 65 مليار دولار للمجموعة البحرية الفرنسية من أجل بناء أسطول من الغواصات التقليدية، فقد استبدلت أستراليا هذه الشراكة بصفقة جديدة مع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية للحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية، الرئيس الفرنسي استاء من تحالف "أوكوس" وسحب سفيريه من أستراليا وأمريكا. بريطانيا تعرف وجهتها منذ قرون، والبراغماتية الأمريكية مرنة كفاية للاستغناء عن "الكرواسان"، ولكن يبدو أن قرار الفرنسيين بانتخاب الرئيس الشاب كان محاولة غير موفقة لـ"شبشبة" القارة العجوز. ففي حين يسعى التحالف إلى الدفاع عن مصالح الغرب في المحيطين الهندي والهادئ بوجه بكين، والتي لن يهدأ لها "مال" حتى تتمكن من نفوذها في بحر الصين الجنوبي، تنشغل "الأم الحنون" بترشيح الوزير المناسب في الحكومة اللبنانية العتيدة؛ أو بالطلب من بروكسل الضغط على حكومة بريطانيا بالسماح للصيادين في النورماندي بإلقاء شباكهم في المنطقة البحرية المتنازع عليها. لم تشتهر باريس بأنها مدينة الحبّ عن عبث، فالرومانسية لا تهوى الغواصات، ولكنّها ستبتسم لجوائز الترضية. النساء في أفغانستان غير راضيات عن الوضع الجديد، الذي لا يُبشرّهنّ بخير بعد إلغاء وزارة شؤون المرأة في كابول واستبدالها بوزارة الدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. عزيزتي المرأة الأفغانية، المسميّات وإن تغيّرت إلا أنها غير مجدية أثناء التطبيق، ففي لبنان وزارة البيئة العتيدة ذبحت الخراف، ولم تزرع نبتة، والشؤون الاجتماعية حرمت الأطفال من حقهم في الحفاضات، ووزارة الطاقة بلا كهرباء وبنزين، باستثناء وزارة المهجرين الثابتة دون كافة الحقوق.. أنتِ المعروف وهم المُنكر. ما هو عدد الجرعات المحفزة التي سنأخذها من لقاح كوفيد- 19 "خبرّونا اعملوا معروف"، لا سيّما وأن الحديث عن أوبئة جديدة أصبح هواية رجال الأعمال مثل بيل غيتس، وكأن كوفيد- 19 صُمّم لإحداث التغيير المطلوب في البنية التحتية للنظام العالمي. أعزائي أعضاء الحكومة العالمية المخفية، هناك من يراكم من حيث لا ترونه. ما رآه علماء الآثار والأنثروبولوجيا في المغرب جميل، حيث تم اكتشاف أدوات لصنع الملابس من الجلود تعود إلى نحو 120 ألف عام، في دلالة على تطوّر الإنسان العاقل والحضاري، وإمكانية هجرة الناس آنذاك وارتداء ملابس الصيف والشتاء.. بعد 120 ألف سنة أين ستُصبح ملابسنا والماركة؟ رجل إيطالي اشتُهر بخطوة "ماركة" في مسيرة الحياة الزوجية، حيث هرب من إقامته الجبرية في المنزل، منذرًا الشرطة بضرورة اعتقاله بعد أن قررت حماته العيش معه وزوجته خلال فترة إقامته الجبرية لمدة شهرين ونصف، مُبدياً للقاضي رغبته بالذهاب إلى السجن.. السجن ولا الحماة!