10 سبتمبر 2025

تسجيل

ولا فــــــي أحــــلامكــــــــم

20 سبتمبر 2020

منذ الحديث الذي أدلت به سعادة مساعد وزير الخارجية القطري السيدة لولوة الخاطر لوكالة بلومبيرغ العالمية حول إمكانية تطبيع قطري إسرائيلي يعقب إعلان التطبيعين الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، واستبعاد السيدة لولوة أن تقوم دولة قطر بمثل هذه الخطوة في الفترة الحالية نظراً لاستمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووجود طرف معتد ويمثله الإسرائيليون، بينما هناك لا يزال طرف معتدى عليه وهم الفلسطينيون والحسابات المسيئة للدوحة تنشط في قلب الحقيقة التي قيلت على لسان المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية وتفسير الأمور على غير ما صرحت بها وتهيئة الأجواء العامة في هذه الدول على أن التطبيع القطري الإسرائيلي ما هو إلا مسألة وقت لا غير. بينما تبتدع أكثر هذه الحسابات والتي تمثل هيئات ومحطات وصحفاً إعلامية خليجية معروفة وموثقة تصريحات لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين تروج لهذا التطبيع الذي لم يرد أساساً في حديث السيدة لولوة الأخير لوكالة بلومبيرغ، والتي تفرع لقاؤها بين الحديث عن وقت التطبيع القطري الإسرائيلي وبوادر حل الأزمة الخليجية التي تطرقت لها بكثير من الشفافية والوضوح، وأكدت أن مسألة التطبيع مع إسرائيل مرهونة بإنهاء كل الملفات العالقة في عملية السلام المتوقفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ سنوات ولا يمكن أن تتجه الدوحة للتطبيع مع جانب لا يزال ينكر على الجانب الآخر حقوقه ولا يتقدم خطوة للأمام بل على العكس، فسياسة الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين هي الغالبة اليوم على أرض الواقع والأمور تتقدم بشكل إيجابي لربما بالنسبة لإسرائيل، أما فلسطين فكل الأمور تتوقف ولا يحرزون تقدماً لنيل حقوقهم بسبب تعنت إسرائيل والمجتمع الدولي في نيل هذه الحقوق المشروعة، فكيف لقنوات تلفزيونية إخبارية ووسائل إعلام معروفة أن تروج لشأن قطري تم توضيحه رسمياً على أنه بوادر قريبة لإعلان تطبيع قطري إسرائيلي يلحق بما سبقه من تطبيع إماراتي وبحريني في هذا الشأن؟!. موقف قطر ثابت وواضح وهذا ما عبرت عنه دولة قطر في أكثر من مناسبة دولية وإقليمية بأن الدوحة مع الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة، وهذا الموقف إنما يتماشى مع القرارات الدولية واجبة النفاذ، والتي يتجاهلها الجانب الإسرائيلي المستمر في سياسة الاستيطان وهدم المنازل والاعتقالات التعسفية والحصار ومنع الفلسطينيين من نيل بعض من حقوقهم المتمثلة في قيام دولة وعاصمتها القدس الشرقية، ولكن تأبى هذه القنوات المسمومة إلا أن تقلب الحقيقة التي لا يمكن لغرابيلهم المهترئة أن تمنع شعاعها من الوصول لكل بيت فلسطيني وعربي يعرف تماماً ما هو موقف دولة قطر من القضية الفلسطينية، وأعمالها تثبت هذا الموقف الثابت ولا داعي من تذكير هذه الجحور الإعلامية الكاذبة ما الذي تفعله الدوحة من مبادرات وأعمال خيرية ومساهمات فعالة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين سواء في قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007 أو للسلطة الفلسطينية التي تعد حكومة قطر شقيقة لها في أزماتها ومطباتها السياسية الدولية، ولكن يأبى الرخيص إلا أن يبقى رخيصاً، ولذا لا عجب إن روجت مثل هذه الأقبية الإعلامية الجوفاء لما يحلمون به في قرارة أنفسهم وهو تحول الغزل الذي يوجهونه للإسرائيليين إلى قران رسمي علني لن يُعترف به إلا بعد ولوج كل الدول الخليجية في بيت التطبيع الخليجي الإسرائيلي وسيكونون آخر من يطبع ولن يكون عليهم لوم في هذا لكنها قطر التي ما زالت تمثل لهم غصة لا تذهب بشرب الماء وعقبة لا تزيلها دعواتهم الهزيلة التي إن تمنت فهي من المؤكد لن تتمنى الخير لنا، ولذا فالكذب ديدن الفاشلين، ونحن قد اعتدنا أن نسمع ونرى ونضحك فهذه عادة ما تكون ردة الفعل على النكت وخفة الدم الثقيلة. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777