23 سبتمبر 2025
تسجيلكما هي المتاجرة بالدين وتغيير وتحريف ثوابته ومفاهيمه وسوء استغلال نصوصه، واجتزاء جزء من الآيات والأحاديث النبوية وتطويعهما حسب القناعة الذاتية للوصول إلى الأهداف المادية وارضاء السلاطين، اليوم نشهد المتاجرة بالثوابت الوطنية والقومية، من أجل إرضاء بلاد العم سام وطفله المدلل دولة الاحتلال "اسرائيل" لتحقق ما كانت تحلم به من الهيمنة الامنية والاقتصادية على الشرق الأوسط. ألا ندرك أن التطبيع مع العدو خيانة؟ والسماح للعدو بالعبث في المسجد الأقصى مسرى الرسول واحتلاله جريمة في حق الدين؟ والانجراف وراء العربة الأمريكية الصهيونية التي يجر حبالها ويقودها ترامب ضعف واستكانة؟ ومن يصرح بأن التطبيع مع الصهاينة من أجل السلام فقد كذب على نفسه قبل غيره؟ ألا نتذكر المقاطعات العربية لعقود طويلة مع اسرائيل واصرارها ورفضها لإقامة أي علاقة طبيعية معها إلا بعد تسوية النزاع الفلسطيني؟!. ألا نذكر كيف هوجمت دولة قطر عند شروعها في فتح المكتب التمثيلي التجاري الاسرائيلي، والذي تم اغلاقه وتجميد العلاقات والاتصالات فورا؟. وغيرها حين كانت العروبة والقومية متأصلة في الضمير العربي، وحين كانت اسرائيل هي العدو المتأصل في فكر الانسان العربي، اليوم انقلبت المفاهيم، وضعفت الثوابت، فأي سلام في حقوق فلسطينية ضائعة، ودماء مهدرة، وجثث متناثرة، ومعتقلات مكتظة، واذا كانت الأنظمة العربية المتحكمة في مصائر شعوبها الى الآن لم تعِ المقولة الصهيونية الاسرائيلية وأهدافها "حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل"، فلم تستقرئ التاريخ فهي كما قال تعالى: { صُمٌّۢ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}. اليوم المصالح السياسية هي الدينامو المحرك لتوجهات الأنظمة العربية المتواطئة في وحلها، سقطت القضية الفلسطينية من أجندة الأنظمة واجتماعاتهم ومؤتمراتهم التي عهدناها سابقا، ومع وقف التنديد والاستنكار الشعبي في الشوارع والطرقات، ومع افتقار المناهج التعليمية لأهمية الأقصى الشريف للمسلمين، لينتهي المطاف بالقضية الفلسطينية في الاحتفال الذي شهده البيت الأبيض يوم الثلاثاء 15 سبتمبر بتطبيع العلاقات بين دولتي الامارات والبحرين مع اسرائيل، والذي اعتبرته الشعوب العربية "يوما أسود" في تاريخ الأمة العربية، فسقطت معها الأخلاق العربية والضمائر العربية والنخوة العربية وتناست الممارسات الصهيونية الوحشية، القتل والأسر والهدم والتعذيب والهجرة، التي يتعرض لها فلسطينيو المواجهة في الداخل مع العدو المحتل كسحابة صيف تمر عابرة تملأ الصحف والدواوين الشعرية والقنوات الفضائية دون حلول وتوقف واستنكار، فأي تطبيع مع العدو، في استمرارية الممارسات الصهيونية؟!، ألا يتذكر "موقِّعو التطبيع الثلاثي" المجازر الصهيونية في بلدة الشيخ، ودير ياسين، وقلقيلية، ومذبحة الأقصى، وهدم المنازل الجماعي. وأي حصن قوي لمواجهة العدو الصهيوني والانقسامات بين الفصائل الفلسطينية ما زالت قائمة دون التفكير على توحيد صفوفها؟!، والتي هي المنفذ الضعيف الذي حقق للعدو الهيمنة والسيطرة، ليصبح يومًا غير عادي للعالم، سيضع التاريخ في مسار جديد كما وصفه "ترامب" ليتحقق بما سماه "فجر شرق أوسط جديد"، ترامب الذي استطاع بدهائه وحيلته أن يلجم أفواه الأنظمة العربية ويجرف بعضها نحو معاهدة السلام الزائف، ويصرح بالتوسع في التطبيع بخمس دول لاحقة، يستطيع أن يجرفها الى طاولة الحوار والسلام والمصافحة مع بعضها البعض لحل النزاعات والخلافات بين الدول العربية بعضها البعض "الأزمة الخليجية نموذج، والنزاعات الليبية الداخلية نموذج آخر، ودول التحالف واليمن نموذج ثالث، وغيرها، لكنه يريد أن يحقق الفوضى وعدم الاستقرار، في منطقة الشرق الاوسط، وهذا ما أكدته وزيرة بريطانية قولها "هذه ليست خطة سلام هذا تغوّل مروع لجعل الأجيال القادمة تعيش في حروب وخوف وعنف وانقسامات وليس تحقيق سلام". فأي مصلحة للامارات والبحرين من التطبيع مع اسرائيل إلا الخزي والعار؟! وأي مصلحة للفلسطينيين منها ما دام لم تعد اليهم حقوقهم المسلوبة والمغتصبة؟!. انه اعلان عن حرب تدميرية حين تتحول المنطقة الخليجية الى ساحة ساخنة لتجاذب القوى الاقليمية والدولية لمصلحة العدو الصهيوني ومن يدعمه! ولكن متى تصحو الأنظمة العربية المتواطئة والمتخاذلة من سباتها؟. [email protected] [email protected]