27 أكتوبر 2025
تسجيلكما توقعنا أن عودة الموظفين إلى أعمالهم واستقرار الطلبة في المدارس الخاصة والمدارس الحكومية على كراسيهم في آن واحد سوف يخلق أزمة مرورية لا محالة، فبعد أن عشنا طوال فترة الاجازة الطويلة متنعمين في السير على شوارعنا الفسيحة دون منغصات ، عاد كابوس الزحام يطل علينا من أول يوم لعودة الحياة والحركة ، واكتظت الشوارع بالسيارات ، وبدأ الناس مشاويرهم لانهاء معاملاتهم فور انتهاء الاجازات الطويلة والمتعددة هذا العام واخرها أجازة عيد الأضحى المبارك ، مما تسببت في ازدياد الاختناقات المرورية في العديد من شوارع الدوحة وخاصة في الطرق الرئيسية. طبيعي الكل لفت نظره هذا الازدحام الملموس الذي نسيناه لفترة وجيزة اثناء الاجازة الصيفية واجازة العيد وعاد الينا هذا الضيف المزعج متمثلا بجحافل المتزاحمين على مجمعات الخدمات الحكومية والإدارات الخدمية التي تشهد الان إقبالاً ملحوظاً من المراجعين الذين تأجلت معاملاتهم خلال الإجازة ، ناهيكم عن مراجعي المراكز الصحية ومستشفى حمد العام والضيق الذي يشعر فيه كثير من المرضى والمراجعين نتيجة الازمة في مواقف مستشفى حمد الذي لا نعرف سببا مقنعا في عدم تنظيمه بالشكل المعروف في كل الدول ليتسنى للمراجعين استخدامه وفق رسوم محدودة لا ان تبقى المواقف مهدرة بشكل "كل من ايدو اله".التعميم الذي أصدرته وزارة التعليم والتعليم العالي لأصحاب تراخيص المدارس يقضي بالالتزام بالدوام المدرسي كاملاً ، وأن يوثّق الغياب في اليوم الثاني لبدء الدراسة ، وبناء عليه وضعت الإدارة العامة للمرور خطة للحد من الزحام ابتداء من اليوم الأول من الدراسة، وذلك حرصا على تحقيق الانسيابية المرورية على كافة طرق العاصمة في محاولة لخفض نسبة الحوادث ، لقد ابتلينا بهذا الازدحام المروري المزعج وأصبح جزءا من حياتنا اليومية منذ فترة بل تعودنا ان تصاب طرقنا الرئيسية والداخلية بالشلل التام في ساعات الذروة وتصبح الطرق الرئيسية في مدينة الدوحة وضواحيها في حالة جمود ، وأصبحت هذه الزحمة ظاهرة يومية لا تستطيع الاشارات الضوئية تحقيق الانسيابية في الشوارع.وقد بلغ أعلى درجات الازدحام في السنوات القليلة الماضية خصوصا مع بدء الانشاءات الضخمة في الطرق الرئيسية ومشاريع الابراج السكنية واهم من هذا وذاك مشروع "الريل" الذي تسبب في إغلاق الكثير من الشوارع والطرق الرئيسية في المدينة، مما ضاعف الزحام أكثر مما هو عليه من قبل ، ولهذا تصدر من المسئولين القائمين على هذا المشروع الضخم دعوات للتعاون والالتزام الدقيق بنظام الحركة المرورية واستخدام الخطوط البديلة التي تعممها ادارة المرور لضمان انسيابية الحركة في العاصمة طوال فترة العمل في تنفيذ المشروع.عدد السكان في دولة قطر بلغ مجموعهم حسب الاحصائيات التقريبية الاخيرة اكثر من ثلاثة ملايين نسمة ولا زال الناس يترقبون الانتهاء من مشروع مترو الانفاق الذي بدأت ملامحه ظاهرة على السطح وهو بالطبع ما نعتبره أاحد العوامل المهمة في تخليصنا بالتأكيد من الاختناقات المرورية وانهاء المعاناة اليومية التي باتت كابوسا للجميع.سكان الدوحة على وجه الخصوص يأملون أن يحل المشروع الضخم مشكلتهم اللامتناهية لتخليص معاملاتهم بين الادارات الحكومية في الوزارات الخدمية المتمركزة مواقعها في الخليج الغربي "الدفنة" بسهولة ويسر وبعيدا عن المخالفات المرورية التي لا ترحم ، ويقدمون نظير هذا الانتظار الطويل مزيدا من الصبر والسلوان على أمل العيش بعيدا عن منغصات الزحمة السارية مفعولها لحين اطلاق صافرة بدء تحريك اول قطارات المترو المنتظر. وسلامتكم