27 أكتوبر 2025
تسجيلنحن الآن نعيش أياما مباركات من أيام السنة التي يجب أن نستغلها أفضل استغلال في زيادة حسناتنا والقيام بالكثير من الأعمال الصالحة لعل الله يتقبل منا صالح الأعمال، مع أنه يجب على المسلم أن تكون كل حياته مليئة بالأعمال الصالحة في كل الأوقات ولكن يجب التوصي بهذه الأيام بالذات فهي العشر الأوائل من ذي الحجة، نعيش في هذه الأيام موسم الحج المبارك الذي يشمل أحد أهم أركان الإسلام وأصعبها على الإطلاق . نحن من زاويتنا هذه سنتوقف عن أمور الدنيا التي لا تنتهي وسنتوجه بفكرنا وأعمالنا ونسخر أقلامنا بما يقربنا إلى الله مستغلين هذه المناسبة العظيمة لأخذ قسط من الراحة في سبر أغوار المجتمع الذي هو أيضا واجب يحتم علينا التوجه لما يرضي الله وننبه بالابتعاد عما لا يفيد المجتمع وأفراده، فحياة الإنسان المسلم تمتاز بأنها زاخرةٌ بالأعمال الصالحة، والعبادات المشروعة التي تجعل المسلم في عبادةٍ مُستمرةٍ، وتحوِّل حياته كلَّها إلى قولٍ حسنٍ، وعملٍ صالحٍ، وسعيٍ دءوبٍ إلى الله عز وجل، دونما كللٍ أو مللٍ أو فتورٍ أو انقطاع . نتوقف عند هذه المناسبة الجليلة التي نعيشها هذه الأيام وتتراءى أمام أعيننا عبر شاشات التلفاز مشاهد جحافل الحجيج التي تتوافد على مكة المكرمة لأداء مناسك الحج في خشوع وتبتل، وعلينا أن نشاطرهم هذه المشاعر العظيمة لأن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها لقوله عليه الصلاة والسلام "ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد" يوم الثلاثاء سيبدأ الحجيج يوم التروية الذي تبدأ فيه أعمال الحج يليه يوم عرفة، وهو يومٌ عظيم لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، ويوم العتق من النار، يليها ليلة المُزدلفة التي يبيت فيها الحُجاج ليلة العاشر من شهر ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة، ثم يوم النحر وهو يوم العاشر من ذي الحجة، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا جعلها الله ميقاتاً للتقرُب إليه سبحانه بذبح الأضاحي التي يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين، إنها أيام يشترك في خيرها وفضلها الحُجاج إلى بيت الله الحرام، والمُقيمون في أوطانهم . دعونا نستذكر بعض العبادات التي تقربنا إلى الله في هذه الأيام العشرة وهي ما اتفق عليها علماء الأمة ومن أبرزها الإكثار من ذكر الله سبحانه ودعائه وتلاوة القرآن الكريم والإكثار من صلاة النوافل، ذبح الأضاحي التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر أو خلال أيام التشريق، الإكثار من الصدقات المادية والمعنوية، الصيام لعظيم أجره وجزيل ثوابه، أداء العمرة لما لها من الأجر العظيم ولاسيما في أشهر الحج، زيارة المسجد النبوي في المدينة، التوبة والإنابة إلى الله تعالى . آثرت أن يكون اتصالي بكم هذا اليوم بالتركيز على فريضة الحج لما لها من خصوصية في حياة المسلم التي لا تكاد تنقطع حياته من أداء نوعٍ من أنواع العبادة التي تمثل له منهج حياةٍ شاملا مُتكاملا، إلا أن الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة التي بدأنا نسير في فلكها هذه الأيام فيكون للعمل الصالح فيها قبولٌ عظيمٌ عند الله تعالى . ومن مآثر أهل السلف في هذه الأيام أنهم كانوا يخرجون إلى الأسواق فيُكبرون ويُكبر الناس بتكبيرهم، لأنه يستحب أن ترتفع الأصوات بالتكبير سواء عقب الصلوات، أو في الأسواق والدور والطرقات ونحوها، كما يُستحب الإكثار من الدعاء الصالح في هذه الأيام اغتناماً لفضيلتها، وطمعاً في تحقق الإجابة فيها . فلنا فيهم أسوة حسنة. وسلامتكم