13 نوفمبر 2025

تسجيل

سيادة الناس

20 سبتمبر 2014

للأسف أنه في زمننا هذا أصبح الكثير من شبابنا وشاباتنا يبحثون عن النجاح والتفوق والقبول بأشكال مختلفة غير مقبولة من المراوغة والكذب وتقمص شخصيات غير حقيقية لشخصياتهم والتلاعب بعقول الناس وبالمكر والخداع والكذب ونسوا أن كل هذا لن يفلح ولن يوصلهم لأي أمر يبحثون عنه فكل تلك الأفعال لن تكون سوى لهاث ليس له نهاية ولن ينجح ولن تنجح من يجعل مثل هذا الفعل بوابة يسعى من خلالها للوصول لأي منصب أو مكانة في أي مجال كان.لابد أن نعرف أن الأخلاق الكريمة والسجايا الطيبة هي مفاتيح عملنا ونجاحنا وعلينا أن نؤمن بأنه مهما تقمصنا من شخصيات ومهما كذبنا ومكرنا وكدنا فكل ذلك سيكون نتائجه سلبية إن لم تكن اليوم فستكون في غدٍ فكل الأقنعة ومهما طال لباسها في يوم من الأيام سوف تكشف وتتضح ولن يغلب الكذب الصدق ولن تكون الحقيقة مخفية مهما حاول هذا أو ذاك أن يعمل فالله غالب على أمره ولكل شيء قدر.عندما نتدبر سورة يوسف عليه السلام وقصته نعلم أنه لم يكن إلا صادقاً ومحسناً وحفيظاً وعليماً وأميناً كل تلك الصفات هي التي أوصلت يوسف عليه السلام ليكون له التمكين في الأرض ورغم كل المكائد التي مر بها إلا أنه في نهاية المطاف أظهر الله براءته من لسان من ظلموه واتهموه وكانت سبباً في علو مكانته وتمكينه في الأرض فهو رغم كل الصعاب كان متمسكاً بأخلاقه لم يحيد عنها ولم يضعف فصاحب الحق ومهما طال الزمن سيكون هو المنتصر ولو تكابلت عليه الدنيا ومن فيها.النجاح والتوفيق هي أقدار بيد الله سبحانه وتعالى فهو من يصرف الأمور وليس بيد أحد من خلقة عندما نتعلم مثل هذه الثقافة ونعمل من خلالها ونسلم الأمر لله سبحانه وتعالى فعليك أن تثق تماماً أنك تسير في الطريق الصحيح مهما حصل.أصحاب النفوس الضعيفة يعتقدون أن مكرهم وخداعهم يوصلهم لمبتغاهم ولم يعلموا أن الله يستدرجهم ليعلمهم أنهم مخطئون ولكنهم لن يتعلموا ذلك إلا بعد فوات الأوان وبعد أن يخسروا أكثر مما كسبوا (أنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) أليس هذا وعد وعهد من الله على لسان يوسف عليه السلام انظروا الجواب هنا من أخوة يوسف (قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا مخطئين) فالله أكرم يوسف لأنه من المحسنين وآثره على إخوته لأنهم من المخطئين.علينا أن نتعلم اليوم أنه بالأخلاق والصدق والأمانة والإحسان نسود الناس ونرفع درجتنا في الدنيا والآخرة وأن المكر والكذب والكيد يمحق حياتنا وآخرتنا وهذا دين لابد أن نتعلمه قولاً وعملاً فالدنيا تسير بميزان الأخلاق ترفع أقواما وتسقط أقواما والرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).