17 سبتمبر 2025

تسجيل

الذكاء الاصطناعي في الحروب القادمة

20 أغسطس 2023

نُشِر تقريرٌ حديث في صحيفة «فايننشال تايمز» عن سعي المملكة العربية السعودية نحو الانضمام إلى التحالف الدولي لصنع الطائرات الحربية المقاتلة «تيمبيست». ويضم هذا التحالف كلا من: إيطاليا، واليابان، وبريطانيا، كما يهدف إلى إنتاج الطائرات الحربية المقاتلة النفاثة من الجيل السادس. تتميز الطائرة «تيمبيست» بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة المتطورة، حيث تمتلك القدرة على القيادة الذاتية والتحكم في سرب من الطائرات الحربية بدون طيار، فضلًا عن قدرتها على تحليل البيانات الكبيرة بكفاءةٍ عالية. مع العلم أنَّ استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في النزاعات ـ كالحرب الروسية الأوكرانية ـ ما زال في بدايته، فمن المتوقع أن يلعب ذلك دورًا أكبر في الحروب المستقبلية، كما يُتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تطور وكفاءة أكبر في تنفيذ العمليات العسكرية، ولكنه في الوقت ذاته قد يثير تساؤلات أخلاقية، خصوصًا عند استخدام هذه التقنيات في استهداف المدنيين أو في نظم الأسلحة الحديثة ذاتية القيادة. يوفر الذكاء الاصطناعي في العمليات الحربية فوائد عدة من خلال صنع المركبات والطائرات الموجهة بدون طيار ومواجهة التهديدات السيبرانية، حيث يمكنه التنفيذ المحدد لمهام الاستطلاع والمراقبة والحد من المخاطر. فضلًا عن ذلك، يسمح الذكاء الاصطناعي بتحليل مجموعة بيانات ضخمة لفهم حركات العدو وإعطاء نظرة شاملة للقيادة حول الوضع الحالي في الميدان. تجدر الإشارة إلى أنَّ دمج الذكاء الاصطناعي في النزاعات الحربية يؤدي إلى تغيير جذري في طبيعة الحروب، حيث يتحول الدور البارز من الجنود إلى الآلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتصبح الحروب بين الدول آلية الكترونية بعيدة عن تدخل البشر بشكل مباشر، حيث تُدار الآلات الحربية من وراء الشاشات. وفي هذا السياق، يجب البحث عن سُبل لاستثمار إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز العمليات العسكرية، مع ضمان الحفاظ على: القيم، والشفافية، وضمان القدرة على فهم قرارات الذكاء الاصطناعي وتفسيرها في ساحات الحرب؛ للتأكد من أن عمليات اتخاذ القرار لنظم الذكاء الاصطناعي قابلة للفهم والتدقيق، ويمكن أن يمنع النتائج غير المتوقعة ويوفر وسيلة للمساءلة.